- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 01/Aug 22:15

خطر الحمولات الزائدة.. حين تكون عين المواطن “راصدة”

في نوفمبر من العام الماضي 2024، أعلنت الإدارة العامة للمرور ضبط 786 مخالفة مرورية متعلقة بالشاحنات الثقيلة في شهر أكتوبر من العام ذاته.. يبدو العدد كبيرًا أليس كذلك؟ حسنًا، بالإضافة إلى مخالفات السير أثناء أوقات الذروة وتجاوز الشاحنة للسرعة المقررة للطريق والتجاوز الخاطئ وعدم استيفاء شروط السلامة والمتانة وصلاحية الإطارات والإنارة، هناك مخالفات “مخيفة” ومستمرة نراها بين حين وآخر في مختلف الشوارع، وهي مخالفة شروط نقل الحمولة وتساقطها على الطريق، وخطرها يكمن في التسبب بوقوع الحوادث المرورية، وتعطيل الحركة المرورية عند سقوط الحمولة؛ ما يتطلب وقتًا لحين إزالتها عن الطريق. دوريات الإدارة العامة للمرور تبذل أقصى جهد لمنع تلك المخالفات، ومع ذلك، فهناك من يخالف دون اكتراث للأنظمة والقوانين التي تحمي الأرواح والممتلكات، ولا شك في أن بعض سواق المركبات الثقيلة الوافدين في غالبهم، يعلمون جيدًا ما هي الأنظمة والقواعد المرورية سواء المتعلقة بالفحص الفني الدوري، واستيفاء شروط السلامة والمتانة والنقل الآمن للحمولة وفقا للاشتراطات، أو الالتزام بعدم الخروج في الأوقات التي يمنع فيها سير هذه المركبات، أو تجاوز السرعة المقررة للطريق. وماذا عن السواق الملتزمين؟ من تجربة الأعوام الماضية على سبيل المثال، لم يقتصر دور الإدارة العامة للمرور على رصد وضبط الشاحنات المخالفة فحسب، بل تكرم السواق الملتزمين، ومن تلك التجارب التعاون بين الإدارة ووزارة شؤون البلديات والزراعة في حملة توعية مشتركة بهدف توعية سائقي الشاحنات؛ وذلك لتأكيد ضرورة تغطية الحمولة عند نقل المواد ضمانًا لنظافة وسلامة مستخدمي الطرق، وتكريم السواق الملتزمين كذلك في مواقع الحملات. تبدأ القصة من مقترح طرحته مواطنة لتكثيف حملات ضبط مخالفات الحمولات الزائدة وغير الآمنة في الشاحنات، لاسيما في المناطق الصناعية، فهناك بعض السواق لا يلتزمون بالأنظمة؛ ما يشكل خطرًا مقلقًا على مستخدمي الطريق في حال – لا قدر الله – تساقطت تلك الحمولة بشكل مفاجئ. وفق ذلك، وللتأكد من وجود شاحنات تحمل بالفعل حمولات زائدة، التقطت كاميرا “البلاد” بعضها في مشاهدات عينية، وفي الوقت ذاته، تم رصد تعليقات المواطنين والمقيمين في بعض المنشورات المرورية أو المقاطع والصور التي تنشرها وسائل التواصل الاجتماعي. شوارع ومناطق صناعية ومن بين الشوارع التي وردت في تعليقات الناس، شارع البر صباحًا، شارع سترة، شارع “البا”، شارع الاستقلال، مطالبين كذلك بتكثيف الحملات المرورية، فالحمولات الزائدة المخالفة في الشاحنات تُعد من أبرز المخاطر التي تهدد السلامة العامة، خصوصًا في المناطق الصناعية مثل منطقة سترة الصناعية، الحد الصناعية، والمنطقة الصناعية في سلماباد والمعامير، حيث يكثر تردد الشاحنات الثقيلة وتنخفض في أوقات منع مرور الشاحنات (وقت الذروة) من الساعة السادسة والنصف حتى الثامنة صباحًا، ومن الثانية حتى الثالثة عصرًا، فعيون المواطنين والمقيمين ترصد بعض تلك المخالفات. حمولة أخشاب وحديد من بين تلك المخالفات، رصدت كاميرا “البلاد” شاحنة صغيرة ذات ست عجلات “سيكس ويل” تحمل كمية كبيرة من الأخشاب، ومن ثقل الحمولة، يبدو ميل الشاحنة واضحًا، أما في مخالفة أخرى، فقد حملت إحدى الشاحنات كمية كبيرة من أنابيب الحديد لدرجة أن الحمولة لم تسمح بإغلاق مزلاج الشاحنة الخلفي. في الواقع، فإن مخاطر الحمولات الزائدة المخالفة من ناحية السلامة المرورية، قد تسبب صعوبة السيطرة على الشاحنة، خصوصًا في المنعطفات أو أثناء التوقف المفاجئ، وتزداد احتمالات انقلاب الشاحنات أو فقدان توازنها؛ ما يعرض السائقين والمارة لمخاطر جسيمة، علاوة على زيادة مسافة الكبح بشكل ملحوظ، وهو ما يرفع احتمال وقوع الحوادث. أما بالنسبة لتلف الطرق والبنية التحتية، فإن الوزن الزائد يُسبب تآكل الإسفلت وتشقق الطرق بشكل أسرع، ويؤدي إلى تلف الجسور والدوارات والبنية التحتية التي لم تُصمم لتحمل مثل هذه الأحمال؛ ما يتطلب صيانة مستمرة وتكاليف باهظة على الدولة، مع النظر للأضرار التي قد تتكبدها الشاحنة ذاتها من تلف الإطارات والفرامل وأنظمة التعليق والتعطل المفاجئ أثناء القيادة. ومن المقترحات التي يطرحها الناس، تعزيز الرقابة المرورية لاسيما في المناطق الصناعية، واستمرار حملات التوعية بالتعاون بين الإدارة العامة للمرور والوزارات ذات العلاقة كوزارة الصناعة والتجارة، ووزارة شؤون البلديات والزراعة، ووزارة المواصلات والاتصالات، مع فرض عقوبات صارمة على الشركات والسائقين المخالفين حفاظًا على سلامتهم وسلامة الجميع.