- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 01/Aug 22:37

البحر يرتدي ثوب الطفولة في ساحل المالكية

في ساحل المالكية، التقطت عدسة مصوّر “البلاد” خليل إبراهيم ما لا يمكن للكاميرا أن تبوح به كلّه. كان الرمل حارًّا بما يكفي ليُعلن الصيف عن نفسه دون بيان، ومع ذلك، بدت الضحكات أقوى من الشمس. الأطفال هناك لا يحتاجون إلى مواعيد للفرح؛ يلعبون، يركضون، يتسابقون بدراجاتهم الهوائية على شريط الساحل كأن البحر صديقٌ قديم ينتظرهم عند كل دورة عجلة. الآباء والأمهات يتقاسمون اللحظة. أحدهم يلتقط “سيلفي” مع طفله في حضن البحر، وأمٌّ تضحك مع صديقاتها على الأرض المفروشة بالرمل، وأب آخر يمارس الجري كأنه يؤرخ لنبضه على إيقاع الموج. قلاع رملية تنهض كأحلام صغيرة بين أيدي الأطفال، حصون من وهم، لكنها تشبه الحقيقة. نساء يتبادلن الحكايات، يتناولن المرطّبات، يتنفسن شيئًا من راحة صافية كوجه الساحل.آخرون يصعدون قاربًا لرحلة قصيرة، لا تُقاس بمسافتها، بل بما تمنحه من عزلة بحرية عن صخب اليابسة. المالكية، في تلك الصور، ليست موقعًا جغرافيًّا، بل مشهد حيّ عن كيف تُصنع الحياة. إنها لقطات لا تلتقط اللحظة فحسب، بل تعيد ترتيبها كأنها بيت شعر طويل، كتبته الريح بلغةٍ لا تُقرأ إلا على وجوه العابرين.