- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 01/Aug 13:15

مستقبل المطارات: تكنولوجيا متطورة لتسهيل رحلاتك الجوية

في السنوات الأخيرة، أصبحت تجربة السفر الجوي تختلف جذريًا عما كانت عليه قبل عقد من الزمان، إذ يشهد قطاع الطيران تحولًا جذريًا تقوده التكنولوجيا. المطارات لم تعد مجرد مبانٍ لاستقبال وتوديع المسافرين، بل تحوّلت إلى مراكز ذكية تعتمد على حلول رقمية متقدمة لتوفير تجربة أكثر كفاءة وسلاسة للمسافرين. ومع التزايد المستمر في أعداد الركاب وتنامي التوقعات بشأن سرعة الخدمات وراحة التنقل، بات من الضروري أن تواكب البنية التحتية للمطارات هذه الطموحات، لا سيما مع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والروبوتات، وغيرها من الأدوات الذكية. اليوم، لم يعد السؤال ما إذا كانت المطارات ستتغير، بل كيف وبأي سرعة ستتطور لتلبية متطلبات الغد. تقنيات التعرف البيومتري: تذكرة السفر في وجهك من أبرز التطورات التي تشهدها المطارات الحديثة اعتماد تقنيات التعرف البيومتري كبديل لجوازات السفر التقليدية وبطاقات الصعود إلى الطائرة. في العديد من المطارات العالمية، أصبحت الكاميرات التي تقرأ ملامح الوجه أو بصمة العين جزءًا من عملية تسجيل الدخول، والتفتيش الأمني، وحتى الصعود إلى الطائرة. هذه التقنيات تقلل من أوقات الانتظار، وتُقلل فرص الخطأ أو التزوير، وتمنح المسافرين تجربة انسيابية خالية من الحاجة لإبراز الوثائق في كل محطة. الولايات المتحدة، وسنغافورة، وهولندا من بين الدول التي سبقت إلى تطبيق هذه الابتكارات، حيث بات بإمكان المسافر أن يمر من بوابة الدخول إلى الطائرة دون أن يلمس شيئًا أو يتحدث إلى أحد. في المستقبل القريب، من المتوقع أن تصبح هذه التقنيات معيارًا عالميًا، خاصة مع توسع المطارات في استخدامها لتعزيز الأمن وتسهيل حركة الركاب. الأمتعة الذكية وأنظمة التتبع في الزمن الحقيقي كم مرة أُرهق المسافرون بفقدان أمتعتهم أو تأخرها عن الوصول؟ التكنولوجيا اليوم تضع حدًا لهذا القلق من خلال أنظمة التتبع الذكية التي تُمكّن الركاب من متابعة حقائبهم خطوة بخطوة عبر تطبيقات الهاتف المحمول. في بعض المطارات، يتم تزويد كل حقيبة ببطاقة ذكية أو شريحة تتبع RFID، تُرسل إشارات فورية إلى النظام لتحديث حالة الأمتعة ومكان وجودها. كذلك، أصبحت بعض شركات الطيران والمطارات تتيح خدمات "الأمتعة الذاتية" حيث يُمكن للمسافر طباعة بطاقة الحقيبة بنفسه ووضعها على الحزام دون انتظار موظف. هذه التطورات لا توفر الوقت فحسب، بل تقلل من التكاليف التشغيلية وتُحسن رضا المسافرين. مستقبل الأمتعة في المطارات لن يعتمد فقط على التتبع، بل ربما يشمل قريبًا روبوتات مخصصة لنقل الحقائب تلقائيًا إلى الطائرة أو حتى التوصيل إلى الفندق. الذكاء الاصطناعي وتجربة السفر المخصصة مع تراكم البيانات وتقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، باتت المطارات قادرة على تخصيص تجربة السفر بشكل غير مسبوق. يمكن للأنظمة الذكية أن تقترح على المسافر المسار الأمثل داخل المطار لتقليل الزحام، أو تنبهه بتغيرات في البوابة أو مواعيد الإقلاع عبر إشعارات لحظية، أو حتى توجّه روبوتات الاستقبال لمساعدته في التنقل أو الترجمة. كذلك، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة تدفق الركاب لتقليل أوقات الانتظار، سواء عند نقاط التفتيش الأمني أو الجوازات. بعض المطارات بدأت أيضًا باستخدام التحليلات التنبؤية لتوزيع الموارد البشرية حسب ذروة الحركة، ما يضمن انسيابية في الخدمات دون هدر. هذه التجربة المخصصة، المدفوعة بالذكاء، تُحوّل المطار من مجرد نقطة عبور إلى بيئة ذكية تفهم احتياجات المسافر وتستجيب لها لحظة بلحظة. إن مستقبل المطارات يبدو واعدًا أكثر من أي وقت مضى، مدفوعًا برغبة قوية في تبسيط الإجراءات وتحسين تجربة السفر وجعلها أكثر أمانًا وراحة. ومع تزايد الابتكارات في مجالات مثل الاتصالات، والروبوتات، والطاقة المستدامة، ستتحول المطارات إلى بيئات رقمية متكاملة قادرة على التكيّف مع احتياجات الركاب في الوقت الحقيقي. لكن هذا التطور لن يكون محصورًا في التكنولوجيا وحدها، بل سيمتد إلى مفاهيم جديدة في التصميم والإدارة والخدمات المساندة. لذلك، فإن رحلة المستقبل تبدأ ليس عند إقلاع الطائرة، بل لحظة دخولك مطارًا ذكيًا يعرف من أنت، ويعرف ما تحتاجه، ويعمل على أن يجعل رحلتك تجربة لا تُنسى. تم نشر هذا المقال على موقع سائح