في قلب إسطنبول، وعلى الضفة الغربية من القرن الذهبي، يقع حي بلاط، أحد أقدم الأحياء...
Vous n'êtes pas connecté
في قلب إسطنبول، وعلى الضفة الغربية من القرن الذهبي، يقع حي بلاط، أحد أقدم الأحياء وأكثرها سحرًا وتفرّدًا، حيث تختلط الأزقة الضيقة بالألوان الزاهية، وتلتقي العمارة العثمانية بالتاريخ البيزنطي واليهودي في مشهد لا يمكن أن تخطئه العين. زيارة بلاط ليست مجرد جولة سياحية، بل هي رحلة عبر طبقات من التاريخ والثقافة والحياة اليومية التي لا تزال تنبض بروح المدينة العتيقة. أزقة ملوّنة وبيوت تحكي الحكاية أول ما يخطف الأنظار عند دخول حي بلاط هو صفوف المنازل الخشبية القديمة المطلية بألوان زاهية: الأحمر، الأزرق، الأخضر، والأصفر. هذه البيوت، التي يعود تاريخ الكثير منها إلى أكثر من قرن، تقف شامخة رغم تقادم الزمن، وتحكي بصمت قصص العائلات التي عاشت فيها ذات يوم. النوافذ المشبكة، والأبواب المنحوتة، والسلالم الحجرية، كلها تفاصيل تعكس سحر العمارة العثمانية الشعبية. وفي كل زاوية، هناك درج صغير أو ممر ضيق يقودك إلى مشهد جديد، سواء كان ذلك مقهى تقليديًا، أو جداريات فنية معاصرة رسمها فنانون محليون، أو أطفال يلعبون كرة القدم وسط الأزقة، في مشهد يومي طبيعي ومليء بالحياة. تنوع ديني وثقافي متجذر يتميّز بلاط بخلفيته التاريخية المتنوعة، إذ كان موطنًا لليهود البيزنطيين ثم العثمانيين، وكان يُعرف في بعض الفترات بحي اليهود في إسطنبول. ما زال بإمكان الزائر أن يرى الكنس اليهودية القديمة مثل كنيس أهيدا، إلى جانب الكنائس الأرثوذكسية والمساجد العثمانية، التي تروي معًا قصة تعايش طويل بين الأديان والثقافات. واحدة من أبرز المعالم في المنطقة هي المدرسة البطريركية الأرثوذكسية اليونانية في فنر، والتي تبدو كقلعة حمراء ضخمة تُطل من أعلى التل وتُضفي على الأفق حضورًا دراميًا مميزًا. بالقرب منها تقع البطريركية الأرثوذكسية المسكونية، التي لا تزال مقرًا دينيًا مهمًا حتى اليوم. مقاهي وفن معاصر في حضن التاريخ رغم طابع الحي التقليدي، إلا أن بلاط أصبح في السنوات الأخيرة وجهة مفضلة للفنانين والمبدعين والشباب. المقاهي الصغيرة المزيّنة بالكتب والأزهار، والمعارض الفنية المستقلة، ومحلات التحف القديمة، تمنح المكان لمسة معاصرة دون أن تفقده طابعه الأصيل. كثير من هذه الأماكن يديرها سكان الحي أو عائلات محلية، مما يضيف عنصر الدفء والضيافة. يمكنك الجلوس في أحد المقاهي المطلة على شارع مبلّط بالحجارة، تحت ظلال أشجار الليمون، وتناول فنجان من القهوة التركية أو الشاي، بينما تستمع إلى موسيقى هادئة وتراقب تفاصيل الحياة البسيطة تدور من حولك. بلاط... صورة إسطنبول الأصيلة ما يجعل زيارة بلاط تجربة مختلفة هو أنها تجمع بين العمق التاريخي والبساطة اليومية. إنها ليست منطقة مزدحمة بالمعالم السياحية التقليدية، بل وجهة للمشي بهدوء، والتأمل، والانغماس في مشاهد الحياة الحقيقية. الحي يذكّر الزائر بأن إسطنبول ليست فقط القصور والمتاحف، بل هي مدينة حيّة، تتنفس في كل زاوية من أزقتها القديمة. إذا كنت تبحث عن وجهة تمنحك لمحة عن روح إسطنبول قبل أن تغمرها الحداثة، فإن بلاط هي المكان المناسب. هناك، في الهدوء الملوّن لأزقته، ستشعر بأنك لا تزور مدينة فحسب، بل تعيش داخل حكاية، تُروى بجداريات، ونوافذ، وأبواب قديمة تُفتح على الزمن الجميل. تم نشر هذا المقال على موقع سائح
في قلب إسطنبول، وعلى الضفة الغربية من القرن الذهبي، يقع حي بلاط، أحد أقدم الأحياء...
في قلب إسطنبول، بعيدًا عن صخب المراكز الحديثة وضجيج الأسواق الكبرى، يقع حي بلاط،...
في قلب إسطنبول، بعيدًا عن صخب المراكز الحديثة وضجيج الأسواق الكبرى، يقع حي بلاط،...
في شمال شرق إسبانيا، تطل برشلونة على البحر الأبيض المتوسط كواحدة من أكثر المدن...
في صحراء جنوب الأردن، تختبئ واحدة من أعظم عجائب العالم القديم، مدينة البتراء، تلك...
في قلب الساحل الكاريبي لكولومبيا، تتربع كارتاخينا كواحدة من أكثر المدن سحرًا...
لطالما كانت العمارة أكثر من مجرد بناء مادي، فهي تعبير حي عن ثقافة الشعوب ومرآة...
لطالما كانت العمارة أكثر من مجرد بناء مادي، فهي تعبير حي عن ثقافة الشعوب ومرآة...
تقع نجران في جنوب غرب المملكة العربية السعودية، عند تخوم الصحراء وعلى مقربة من...
تقع نجران في جنوب غرب المملكة العربية السعودية، عند تخوم الصحراء وعلى مقربة من...