- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 12/Sep 18:42

WEAPONS.. رحلة في ظلال التعبيرية السينمائية

قدّم لنا المخرج زاك كريغر أحد أهم أفلام الرعب لهذا العام، وهو فيلم "أسلحة". فيلم تعبيري بكل مواصفات المدرسة التعبيرية، إذ يعرض أفكاره بطريقة إيجابية، ويقدّم مشاهدة مغلّفة بأجواء الأحلام والظلال والتشتّت والكوابيس. أما المكياج الكثيف لبعض الوجوه فيجعلها أقرب إلى الأقنعة أو الرموز منها إلى الكائنات البشرية، مثل وجه العجوز غلاديس، عمّة الطفل أليكس. يُضاف إلى ذلك الابتعاد في مشاهد كثيرة عن التقطيع الى لقطات ، والاعتماد على حركة الكاميرا التي تنتقل من اليمين إلى الشمال، ثم تعود ثانية إلى اليمين، فنكتشف تغيّرات عديدة في مكوّنات المشهد ذاته، وهي تقنية تعزّز الإحساس بغرابة الفيلم. قصة الفيلم، التي كتبها المخرج نفسه، ميلودرامية وصارخة، وتتّسم بأحداث ساكنة تتطور تدريجياً حتى نكتشف في منتصف الفيلم صراعاً يشدّ المتلقي. وقد عزّز صوت الطفل أليكس في بداية الأحداث عنصر التشويق، إذ يسرد علينا المواقف والتفاصيل. في بلدة هادئة بولاية بنسلفانيا، يختفي 17 طفلاً من زملاء أليكس في الصف الذي تشرف عليه المدرسة جوستين، وذلك عند الساعة الثانية و17 دقيقة فجراً، ولم يبقَ سوى أليكس. ومع بدء التحقيقات تتجه الشبهات نحو المعلّمة جوستين بسبب ماضيها المنحرف، لكن سرعان ما تتكشف الحقيقة التي أخفتها الأحداث عن المشاهد: إذ يتضح أن عمّة أليكس ساحرة، عطّلت حياة والديه بسحرها،  ولأنها كانت تضمر كل النوايا المؤذية والشريرة في عقلها، طلبت منه أن يجمع متعلقات شخصية لزملائه كي تستحوذ على قواهم وتحوّلهم إلى أدوات قتل بلا وعي. وفي إحدى الليالي يخرج جميع الأطفال المسحورين متجهين الى بيت اليكس وهم رافعو اذرعهم في وضعية الطيران متخذين مسارا واحدا ، وتحبسهم الجدة في القبو. تتصاعد الأحداث حين يكتشف لصّ بالصدفة الأطفال المسحورين محبوسين في قبو البيت، فيبلغ الشرطة طمعاً بالمكافأة، لكن الضابط بول الذي ذهب ليكتشف الأمر يقع بدوره تحت سحر الجدة. لاحقاً، يتمكّن والد أحد الأطفال، بمعاونة المعلّمة جوستين، من كشف الحقيقة ويقتحمان المنزل ، فيما يكافح أليكس للنجاة من والديه اللذين يسعيان لقتله من جراء تأثير السحر . وفي النهاية، يعثر على تعويذة الجدة ويقلب السحر عليها، لينقضّ الأطفال عليها ويمزّقونها أمام أعين الجميع. فيلم جميل قدّم الصورة النمطية الأكثر حضوراً لموضوع السحر والشعوذة في أفلام الرعب، ولا شك أن النجاح الكبير الذي حقّقه في دور العرض العالمية ينبئ بجوائز عديدة مقبلة.