Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 03/Sep 18:27

جون وو ..شاعر العنف يعيد كتابة اسطورته في " القاتلة"

ربما قدّم المخرج الصيني المعروف جون وو في مسيرته أعمالًا تجارية تساير شروط السوق وتشبه السائد في السينما الأميركية، غير أنه في فيلمه الأخير "القاتلة" – المعروض حاليًا على شبكة نتفليكس، من بطولة النجم الفرنسي السنغالي الأصل عمر سي والممثلة الإنجليزية ناتالي إيمانويل – يرتقي بالعمل إلى مستوى التحفة السينمائية المثيرة، ليمنحنا واحدًا من أبرز أفلام الأكشن الحديثة، رغم كونه إعادة ونسخة شبه مطابقة لفيلمه الشهير "القاتل". (1989). تكمن فرادة هذا الفيلم في عدة عوامل موضوعية؛ أولها أن بعض النقاد يرون في جون وو "أسطورة تسعى لمجاورة أسطورة أخرى"، في إشارة إلى المخرج الكبير ألفريد هتشكوك. وثانيها نزعة  وو التحريرية وخياله اللامحدود، إلى جانب قدرته على قيادة أفلام الأكشن في أرقى صورها، مدعومًا برصيد حافل من الأعمال المهمة مثل: الجرف الأحمر، المهمة المستحيلة 2، والهدف الصعب مع النجم كلود فان دام. تدور أحداث "القاتلة" حول امرأة تُدعى "زي" أو "ملكة الموت"، محترفة في التصفية الجسدية. خلال عملية لاغتيال مجموعة من رجال العصابات في ملهى ليلي، تتعرض امرأة لإصابة تفقدها البصر. بدافع مفاجئ من تأنيب الضمير، تمتنع زي عن قتلها، لكنها تتلقى لاحقًا أوامر بإنهاء حياتها، وهو ما ترفضه. هنا يدخل على الخط المحقق عمر سي، لتنشب بينهما مواجهة متصاعدة تتشابك مع مطاردة رجال العصابات الباحثين عن شحنات الهيروين. ورغم أن القصة تبدو مألوفة من حيث البناء الدرامي والتطوير، إلا أن حضور شخصيتي زي والمحقق شكّل ركيزة أساسية في تكثيف الصراع وإضفاء طاقة درامية متجددة على السرد. كما أن الحوارات، التي يغلب عليها الغموض والإيحاء، ساعدت بشكل مباشر في شد المشاهد وزيادة جرعة التشويق حتى اللحظة الأخيرة. وكانت حركة الكاميرا مصدر القوة والسحر في الفيلم، إذ وجّهت انتباه المتفرج إلى أدق التفاصيل، وأبدع المخرج – كعادته – في تنويع زوايا اللقطات على أسس جمالية، وفي رسم مشاهد الحركة والصراع والمطاردة بكل ما يلزم من تفاصيل تزيد من إثارة المشاهد، مؤكّدًا بذلك أنه داهية في صناعة أفلام الحركة العنيفة