Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 10/Sep 15:35

Sitaare zameen par يمنح المتفرج فهما أعمق للحياة

قراءة متأنية لأفلام النجم عامر خان سترسم لنا صورة تمكّن مشاهدي أعماله من إدراك أبعادها وولوج عوالمها. إنها أفلام تطرح أسئلة لا تتوقف أبداً، وتثير المشاعر، وتمنح المتفرج فهماً أعمق للحياة، وكأنها أجزاء من شخصيته ورؤاه وأحلامه. آخر أفلام عامر خان هو "سيتاري زامين بار"، المأخوذ عن فيلم إسباني كنت قد شاهدته قبل نسخة خان بعام. تدور القصة حول مدرّب سلة مغرور يُطرَد من فريقه بعد أن يلكم المدرب، فيصدر بحقه حكم قضائي يقضي بأن يتولى تدريب مجموعة من الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة في إحدى الجمعيات. لم تختلف القصة كثيراً بين النسختين؛ ففي البداية يعاني المدرّب جولشان من التأقلم مع هؤلاء الشباب، لكنه مع مرور الوقت يفهمهم ويقيم معهم علاقة قوية، ليشاركوا معاً في عدة مباريات، يحققون فيها الانتصارات حتى يصلوا إلى المباراة النهائية. هناك يخسر الفريق، غير أن هذه الخسارة لا تعني شيئاً بالنسبة إلى أولئك الشباب، لأنهم لا يعرفون طعم الربح أو الخسارة، بل يعيشون لغة الفرح والبراءة، ويعلمون المدرّب درساً في الصبر والإقبال على الحياة. وبعد أن كان يرفض فكرة الأبوة، نراه يتغير بمزاج صحي مشع بالتفاؤل، وكأنه كان بحاجة إلى من يرسم له الطريق الصحيح. عامر خان لم يغيّر شيئاً من البناء الدرامي، لكنه قدّم معالجة جديدة في كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة. معظم المشاهد حفلت بمواقف كوميدية ناتجة عن التناقض بين شخصية المدرّب والشباب، فيما منح مشهد النهاية بعداً عاطفياً مؤثراً حين ودّع جولشان فريقه، وفي عينيه بريق حزن وألم. النسخة الهندية طرحت بذكاء قضايا العجز والتوحّد ومواجهة الحياة. فالمدرّب كان يخشى ركوب المصاعد، غير أن أعضاء الفريق ألزموه بها في غفلة منه، وأثبتوا أن خوفه مجرد وهم يجب تحطيمه. كما كان أحد الشباب يخشى الماء فيرفض الاستحمام، لكن بموقف مدروس من المدرّب تلاشى خوفه إلى الأبد. وكأن الفيلم في هذه الزاوية أو "الثيمة" يقول لنا: إن معظم مخاوفنا وتوتراتنا العصبية ليست سوى أوهام طفولية مبالغ فيها، تعود جذورها إلى أسباب ساذجة ومضحكة في آن واحد. أما الممثلون فقد قدّموا أداءً متوافقاً مع أجواء الفيلم، خاصة وأن الإخراج حمل الكثير من الاختزالات التي جعلت ثقل العمل يقع على عاتق الممثل. وهذا يحسب لعامر خان الذي يراهن دائماً على الممثلين الهواة القادرين على تحقيق الإقناع.