يعرض فيلم "The Invention of Lying" فكرة فلسفية جذابة: عالم لا يعرف سكانه الكذب، حتى...
Vous n'êtes pas connecté
يعرض فيلم "The Invention of Lying" فكرة فلسفية جذابة: عالم لا يعرف سكانه الكذب، حتى يكتشف شخص واحد هذه القدرة. كان من المفترض أن يفتح هذا الطرح نقاشًا عميقًا حول طبيعة الأخلاق، والمعنى، والإيمان، لكن الفيلم، للأسف، ينحرف ليصبح أداة أيديولوجية سطحية. يلمّح الفيلم إلى أن القيم الإنسانية، خصوصًا الدينية منها، ليست سوى "أكاذيب نافعة"، وأن التحرر الحقيقي يكمن في رفضها. هذا الطرح يكشف عن "معضلة أوروبية" تتمثل في اعتبار التراث الإنساني مجرد وهم، والإصرار على حصر الوجود البشري ضمن حدود العقل المادي. تدور أحداث فيلم "The Invention of Lying" في عالم غريب الأطوار، حيث لا يعرف البشر شيئاً اسمه الكذب. الجميع يتحدث بصدق مطلق، حتى لو كان صادماً أو مؤلماً. لا توجد مجاملات، ولا أكاذيب بيضاء، ولا إعلانات تجارية كاذبة. في خضم هذا الواقع، يعيش بطل الفيلم مارك بيليسِنغتون (الذي يؤدي دوره الممثل الكوميدي ريكي جيرفيه)، وهو كاتب فاشل ومُحبط على وشك أن يفقد وظيفته ومنزله. وبينما كان يمر بأزمة مالية، تحدث له لحظة فارقة يكتشف فيها قدرة فريدة: يستطيع أن يقول شيئاً غير صحيح، وأن يصدقه الجميع. يستخدم مارك هذه القدرة في البداية لصالحه. يكذب ليحتفظ بوظيفته، ليكسب المال، ويحصل على ما يريد. ثم يدرك أن بإمكانه استخدام هذه القوة لمساعدة الآخرين، خاصة عندما يكذب على والدته المحتضرة ليخفف عنها آلامها، ويخبرها أن هناك عالماً أفضل ينتظرها بعد الموت. ومع انتشار كذبه، يتحول مارك من شخص عادي إلى شخصية محترمة، حيث يثق الناس في كل كلمة يقولها، ويطلبون منه إجابات عن أسئلة وجودية حول الحياة والموت. وتكمن المفارقة في أن مارك الذي كان شخصاً فاشلاً في حياته، يصبح الشخص الوحيد الذي يملك القدرة على أن يعطي للآخرين الأمل والسعادة من خلال الكذب. لكن ما يثير الاستغراب هو أن الفيلم يقدم هذا التحليل بطريقة مبتورة وسطحية، حيث يختزل آلاف السنين من التجربة الإنسانية في مشهد ساخر لا يتجاوز بضع دقائق. هذا النهج يظهر نفس "المرض الفكري الغربي" الذي يرفض الحقيقة المطلقة، وفي نفس الوقت، يعطي لنفسه الحق في تقديم الكذب كحقيقة. يسخر من إيمان البشر دون أن يقدم بديلًا واقعيًا يمنح الحياة معنى. يستسهل تسفيه التجارب الروحية، ويصنفها كـ"خرافات"، بينما يؤله الحرية الفردية ويجعلها الإله الجديد. بدلاً من أن يكون بحثًا جادًا في ماهية الكذب والحقيقة، يتحول الفيلم إلى مجرد دعاية ليبرالية مقنعة بالكوميديا. ولعل المفارقة الأكبر التي يكشفها الفيلم دون قصد هي أن الكذب، كما يصوره، هو الشيء الوحيد الذي منح البشر العزاء والأمل والمعنى. فإذا كان الدين "كذبة نافعة" في هذا العالم، فهذا يعني أن ما يسميه الفيلم خداعًا هو نفسه ما شكّل الحضارة الإنسانية. كما أن لجوء البطل إلى الكذب لإنقاذه من عبث الحقيقة المادية الصارخة، يثبت أن الحقيقة المجردة وحدها لا تُطاق، وأن الإنسان بحاجة إلى قصة أكبر تتجاوز الواقع العاري. هذا المأزق الفكري للحداثة الغربية يظهر بوضوح في الفيلم. فبينما تسعى الحداثة لهدم كل الأساطير السابقة بحجة العقلانية، فإنها في الوقت نفسه تخترع "أسطورة جديدة" هي "الفردانية"، وترفعها إلى مرتبة الحقيقة النهائية. لم يتحرروا من الأسطورة، بل استبدلوا واحدة بأخرى، مع تغليفها هذه المرة بلغة العلم والحرية. الفيلم لا يفتح مجالًا للأسئلة، بل يغلقه، ويصدر أحكامًا قاطعة بأن كل إيمان وهم، وأن كل معنى مستمد من الدين زائف. هذا ليس فنًا أو فلسفة، بل إملاء أيديولوجي صريح، يتخفى ببراعة خلف ستار الكوميديا. وبشكل عام، فإن الفيلم يكشف عن أزمة الحداثة نفسها، وهي فقدان القدرة على الإيمان بشيء أكبر من الذات، وهي العدمية التي يحاولون الهروب منها بالضحك والسخرية.
يعرض فيلم "The Invention of Lying" فكرة فلسفية جذابة: عالم لا يعرف سكانه الكذب، حتى...
ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان ميدفست مصر، شهدت قاعة أورينتال في الجامعة...
ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان ميدفست مصر، شهدت قاعة أورينتال في الجامعة...
إسراء البابلي، ممثلة للأمم المتحدة، وأول متحدثة رسمية في تاريخها من فاقدي السمع...
إسراء البابلي، ممثلة للأمم المتحدة، وأول متحدثة رسمية في تاريخها من فاقدي السمع...
اعادت صالات السينما البحرينية الى جانب العالم طرح فيلم الخيال العلمي والمغامرات...
اعادت صالات السينما البحرينية الى جانب العالم طرح فيلم الخيال العلمي والمغامرات...
استقطبت كريستين ستيوارت جمهوراً غفيراً من رواد المهرجان والسكان المحليين...
نادرًا ما أواجه صعوبة في التعبير عن رأيي بعد مشاهدة فيلم، لكن فيلم The Hunt للمخرج...
بكل عناصر الفن السينمائي، ليقدّم عملاً إبداعياً واستعراضياً ناجحاً للغاية. ليس...