- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 27/Aug 22:26

المغرب يقترب من تجاوز إيطاليا في صناعة السيارات

تسير صناعة السيارات المغربية بخطى متسارعة نحو تخطي نظيرتها الإيطالية، معززة بأداء إنتاجي قوي خلال النصف الأول من عام 2025. فقد تمكنت المملكة من تجميع أكثر من 350 ألف مركبة، بزيادة سنوية قدرها 36 %، وفقاً لما نقلته شركة “الإيكونوميستا”. وارتفع إنتاج السيارات في المغرب من 40 ألف وحدة فقط في 2010 إلى نحو 560 ألفاً في 2024، ما وضع البلاد في المرتبة 25 عالمياً، متقدمة على دول مثل بولندا والمجر. وإذا استمرت هذه الوتيرة، فمن المتوقع أن يتجاوز الإنتاج المغربي نظيره الإيطالي، الذي بلغ 591,067 وحدة في 2024، مقارنة بـ559,645 وحدة للمغرب. ويرجع هذا النمو الملحوظ إلى عدة عوامل، أبرزها: توفر اليد العاملة التنافسية، والبنية التحتية المتطورة، والمناطق الصناعية المتخصصة، إلى جانب مناخ استثماري وتنظيمي مشجع. تواصل شركات صناعة السيارات العالمية، مثل رينو وستيلانتيس، توسيع استثماراتها في المغرب، حيث رفعت ستيلانتيس مؤخرًا الطاقة الإنتاجية لمصنعها في القنيطرة إلى 535 ألف سيارة سنويًا. ويُعد الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة، بالقرب من أوروبا، عاملًا حاسمًا في تعزيز قدرتها اللوجستية وتقليص تكاليف النقل، فيما تُسهم شبكة واسعة من المقاولين المحليين المتخصصين في تعزيز اندماج المغرب في سلاسل القيمة العالمية لصناعة السيارات. وإلى جانب التوسع في الإنتاج التقليدي، بدأت البلاد في جذب استثمارات في مجال مكونات السيارات الكهربائية، خصوصًا من شركات صينية، ما يضع المغرب على طريق الريادة في قطاع التنقل المستقبلي والتحول نحو المركبات النظيفة. يُبرز التوسع المتسارع لصناعة السيارات في المغرب تحوّله من مجرد منصة لتجميع السيارات إلى قوة صناعية تنافسية قادرة على تحدي لاعبين أوروبيين راسخين مثل إيطاليا. ففي وقت ترتبط فيه إيطاليا منذ عقود بهوية صناعية قوية في مجال السيارات، يقدّم صعود المغرب نموذجاً جديداً لمنافس ناشئ من الجنوب يعيد رسم الخريطة الصناعية. ويؤكد هذا النمو المستمر للمغرب في سياق عالمي تتزايد فيه أهمية الجغرافيا السياسية الصناعية، مكانته كمركز إقليمي استراتيجي يجمع بين الكفاءة الإنتاجية والتطور التكنولوجي، مدعوماً بخلق فرص عمل ماهرة ونقل المعرفة.