بدأت رحلتي العلمية في مصر بالعام 1966 ملتحقًا بالمدرسة “القومية” بلـد...
Vous n'êtes pas connecté
بدأت رحلتي العلمية في مصر بالعام 1966 ملتحقًا بالمدرسة “القومية” بلـد النكتـة والدعـابـة والروح الطيبـة... والثقافة والفنون وظفني رئيس تحرير صحيفة “الأضواء” محمود المردي صحافيًا براتب 80 دينارًا رابطة الطلبة وطن صغير في شارع السبكي كنا نقرأ ونناقش ونحضر المسرح ونتعلم من الناس البسطاء وكذلك الأساتذة في جامعة القاهرة يصف الصحافي المخضرم إبراهيم بشمي رحلته بأنها لم تكن يسيرة ولا مزدانة بالورود، غير أن كل محطة فيها أسهمت في رسم ملامح رجلٍ اختار الصحافة نهجًا للحياة قبل أن تكون مهنة.. وفي هذا الحوار، نستعيد معه تفاصيل تلك التجربة، منذ اتخاذه قرار السفر المصيري، وحتى عودته إلى البحرين بشهادة جامعية وذاكرة حافلة بمحطات لا تنسى. عاد بشمي ليصبح أحد أصوات البحرين الإعلامية في صحيفة “الأضواء” ومن ثم “صدى الأسبوع”، إنها حكاية جيل، وشهادة عصر، وسيرة صحافي ظل وفيًا للحقيقة والحبر. إلى الزمالك إبراهيم بشمي قرر أن يبدأ رحلته العلمية في عام 1966، ملتحقًا بالمدرسة “القومية” في حي الزمالك بالقاهرة، وهي مدرسة خاصة لدراسة مرحلة التوجيهي، حيث يقول “درست عامًا كاملًا قبل أن أقدم على امتحانات ما قبل الدخول إلى الجامعة، لكن معدلي لم يكن كافيًا لدخول كلية الاقتصاد والعلوم السياسية؛ إذ حصلت على نسبة 62 %، في حين أن المطلوب كان 80 %، لدخول كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. عاد بشمي إلى البحرين في غضون شهر فبراير 1967، ليعيد المحاولة، اجتاز امتحانات التوجيهي مجددًا، وهذه المرة حصل على نسبة 80 %، متصدرًا دفعة القسم الأدبي في المنامة. لكن البعثات الدراسية الخارجية كانت حكرًا على من يحصل على 350 درجة، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه؛ إذ حصل على 280 فقط. بين مكة والقاهرة يقول بشمي عُرض عليه لاحقًا الالتحاق ببعثة لدراسة الفقه في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، بعد اتصال من مسؤول البعثات راشد صليبيخ، لكن إبراهيم، بعد نقاشات مع والدته، قرر أن يعود إلى مصر لأجل مواصلة التعليم الجامعي. في القاهرة قدم أوراقه إلى جامعة القاهرة، وكانت رغبته الأولى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لكن تم قبوله في كلية الآداب وتحديداً قسم الصحافة، وهناك بدأت رحلته الأكاديمية الفعلية في عالم الكلمة والصورة، برفقة زملاء من البحرين والخليج العربي، مثل سامي المؤيد وسلوى المؤيد وشيخة الخاجة، الذين شكلوا معًا نواة أولى للجيل البحريني الصحافي المتعلم أكاديميًا في الخارج. يوميات في الذاكرة يتحدث بشمي عن الحياة اليومية في القاهرة الستينية، بمرارتها وحلاوتها، فيقول: “كنا نقيم في السكن الداخلي بالمدرسة القومية، حيث كانت وجبة الإفطار تتكون من شاي بالحليب وقطعة رهش، أما الغداء فكان أرز أبيض وفاصوليا أو قطع صغيرة من اللحم”. وفي سكن الطلبة، تقاسم بشمي غرفته مع 3 سعوديين، ضمن فسيفساء من الطلبة العرب، مما شكّل بيئة حوارية غنية ومتنوعة، ومع انتقاله إلى الجامعة، سكن في شقة بشارع الدقي مع زملائه إبراهيم صلاح الدين وعبداللطيف العوجان، ويتذكر بشمي أن صاحب الشقة أطلق اسم “إبراهيم” على مولوده الجديد تيمنًا به. رابطة الطلبة في قلب حي الدقي، كانت رابطة طلبة البحرين تشكل نقطة تجمع للطلبة البحرينيين في مصر، من فترة العصر حتى المساء، إذ كان الطلبة يتوافدون لممارسة هواياتهم وحضور المحاضرات الثقافية والعلمية، ضمن مناخ فكري نابض بالحياة. كان من بين الحضور المنتظمين: د. غازي المحروس، الطبيبة سلوى المحروس، علي السندي، إبراهيم السندي، عبدالرحمن فخرو، وعيسى بوخوة، كما كانت الوجوه النسائية البحرينية بارزة، مثل عفاف الساعي وأمل الزياني، اللتان شاركتا في الحياة الطلابية والنقاشات الحيوية حول القضايا السياسية والاجتماعية. “حلوان الدنيا” مصر، في أعين إبراهيم بشمي، كانت “حلوان الدنيا”، فهي بلد النكتة والدعابة والروح الطيبة، لكنها أيضًا بلد الثقافة والفنون، “كان بإمكانك دخول دار عرض مسرحي راقٍ بتذكرة لا تتجاوز 20 قرشًا، كنا نشاهد أعمالًا مسرحية ومنها “الدم” التي كتبها الشاعر الإسباني لوركا، ونستمتع بعروض فرق التمثيل التونسية”. أما القراءة، فكانت جزءًا لا يتجزأ من حياة الطلبة، يقول بشمي: “المكتبات المصرية عبارة عن كنوز من الكتب القديمة والحديثة، تماما كما هو حال العلاقة الثقافية بين القاهرة والمنامة، كنا ننتظر في المنامة كل أسبوع المجلات والصحف القادمة من القاهرة إلى مكتبة إبراهيم عبيد في باب البحرين، كانت تلك اللحظات تشبه لقاء الأحبة”. أخطاء المصور رغم دراسته لمقرر التصوير الصحافي، إلا أن بشمي يقر بأن التدريب لم يكن احترافيًا، ويتذكر كيف اشترى كاميرا جديدة بعد عودته إلى البحرين، وقرر تغطية حادثة هروب ثور من المسلخ قرب مدرسة الحورة للبنات، التقط عشرات الصور، ولكن المفاجأة كانت أن الفيلم ظهر مظلمًا بالكامل بعد التحميض”، كان ذلك درسًا عن أهمية التدريب العملي الجيد، يقول ضاحكًا. العودة إلى البحرين بعد التخرج، عاد بشمي إلى وطنه مسلحًا بالشهادة الجامعية، وفي وقت كانت وزارة الخارجية تبحث عن موظفين برواتب تصل إلى 125 دينارًا، قرر هو أن يتبع شغفه، وتوجه إلى العمل في سلك الصحافة، حيث عرض أول مقال كتبه على الصحافي المخضرم المرحوم علي سيار، الذي قرر نشره على جزئين في صحيفة صدى الأسبوع، لكن إبراهيم، بطموح لا يعرف التردد، توجه إلى محمود المردي، رئيس تحرير صحيفة “الأضواء”، والذي قرر نشر المقال في حلقة واحدة، وعيّنه صحافيًا براتب 80 دينارًا. يقول بشمي: “بعد 3 أشهر من العمل، طالبت بزيادة راتبي إلى 90 دينارًا، وقد حصلت عليها بعد إضراب مصغّر”، وخلال عامين من العمل في “الأضواء”، دفع من راتبه أقساط سيارته “بيجو” التي بلغ سعرها 3000 دينار، وكان قسطها الشهري 50 دينارًا. “صدى الأسبوع” في “الأضواء”، عمل بشمي إلى جانب أسماء لامعة في الصحافة البحرينية، مثل الكاتب الأديب محمد الماجد، وصحافي لبناني، وحافظ إمام، إلى جانب بهية الجشي التي كانت تكتب عن قضايا المرأة، و الكاتب خلف أحمد خلف. بعد ذلك انتقل بشمي ليعمل كمدير تحرير في “صدى الأسبوع”، إلى جانب رئيس التحرير علي سيار الذي طلبه. بلد الانفتاح عندما يتحدث إبراهيم بشمي عن مصر، لا يتحدث عنها كمكان درس فيه فقط، بل كموطن شكل وعيه، وساحة صقلت رؤيته، حيث “مصر كانت بلد الثقافة والانفتاح، وفيها تعلمنا كل شيء: من الأدب والفكر إلى البساطة في العيش، الناس كانوا راضين، ومكتفين، وعندهم حب الحياة الحقيقي”. ويضيف: “كنا نأكل وجبة كاملة في مطعم بسعر 45 قرشًا، ونركب سيارة الأجرة “التاكسي” بسعر 65 قرشًا، كنا نقرأ، نناقش، نحضر المسرح، ونتعلم من الناس البسطاء وكذلك الأساتذة في جامعة القاهرة”. الصحافة كقدر قصة إبراهيم بشمي ليست مجرد سيرة فرد، بل هي حكاية جيل بحريني آمن بالكلمة، وطرق أبواب الصحافة في زمن كانت فيه الحقيقة تُكتب بالحبر لا بالمجاملات، بين القاهرة والمنامة، وبين سطور المجلات ودهاليز المطبعة، سطّر إبراهيم بشمي قصة رجل صحافي وسياسي مخضرم، وبين كل هذه التفاصيل، لا تزال مصر تسكنه كما كانت، البهجة، والثقافة، والذاكرة التي لا تشيخ.
بدأت رحلتي العلمية في مصر بالعام 1966 ملتحقًا بالمدرسة “القومية” بلـد...
في خمسينات وستينات القرن الماضي، كانت البحرين تستقبل المدرسين المصريين الذين...
رؤى سمو الشيخ خالد بن حمد صنعت منظومة رياضية 36 دولة و5 قارات.. “بريف” تحطم...
رؤى سمو الشيخ خالد بن حمد صنعت منظومة رياضية 36 دولة و5 قارات.. “بريف” تحطم...
أثار التحقيق الذي نشرته صحيفة “البلاد” الذي تحدث عن مكاتب الاستشارات...
أثار التحقيق الذي نشرته صحيفة “البلاد” الذي تحدث عن مكاتب الاستشارات...
أكد الخبير الاقتصادي ومؤسس وأول رئيس لبورصة البحرين الدكتور فوزي بهزاد أن انسحاب...
أكد الخبير الاقتصادي ومؤسس وأول رئيس لبورصة البحرين الدكتور فوزي بهزاد أن انسحاب...
زيادة الرواتب جزء من الإصلاحات لكنها ليست الهدف الوحيد القرار سيشجع دولا أخرى...
زيادة الرواتب جزء من الإصلاحات لكنها ليست الهدف الوحيد القرار سيشجع دولا أخرى...