X

Vous n'êtes pas connecté

  - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 02/Sep 22:52

“نوستالجيا مصر المحروسة” في وجدان البحرينيين

في خمسينات وستينات القرن الماضي، كانت البحرين تستقبل المدرسين المصريين الذين تركوا بصمتهم في تعليم أجيال كاملة من البحرينيين، ما زال كثير من العائلات البحرينية يذكرون معلميهم المصريين بحب ووفاء، وفي المقابل، احتضنت مصر الطلبة البحرينيين الذين درسوا في جامعاتها وعادوا ليصبحوا قيادات في الدولة والمجتمع، حاملين معهم محبة عميقة لمصر وأهلها. هذا من جانب، أما من جانب “الفن والثقافة”، فقد شكلت المسلسلات والأغاني المصرية جزءًا من ذاكرة البحرينيين ووجدانهم، وصارت البيوت البحرينية تتنفس الفن المصري كما لو كان جزءًا من يومياتها.. إذن، “نوستالجيا” العلاقات بين أهل مصر وأهل البحرين ليست حنينًا إلى الماضي فقط، بل هي ذاكرة حب متجددة تتوارثها الأجيال، وتجعل المستقبل واعدًا بمزيد من التلاقي. البروفيسور الناصر: الكنانة 1964 لمصر المحروسة مكانة خاصة في قلوب البحرينيين، فهي ليست مجرد بلد شقيق، بل هي حضن دافئ وذاكرة عزيزة ترتبط بمراحل مفصلية في حياة الكثير من أبناء البحرين. ومن بين هذه الذكريات ما يرويه أستاذ طب الأسرة والمجتمع، البروفيسور فيصل بن عبداللطيف السليمان الناصر، الذي تعود أولى إطلالاته على أرض الكنانة إلى العام 1964، حين أرسله والده (رحمه الله) مع شقيقه الأكبر ناصر وابن عمه توفيق باقر للدراسة في مدرسة داخلية هناك لمدة عام كامل، وكانوا حينها في مقتبل العمر بين التاسعة والثالثة عشرة. ويستعيد الناصر تلك المرحلة فيقول: ”كانت مصر في ستينات القرن الماضي متقدمة على سائر الدول العربية؛ شعبها متحضر وراقي، شوارعها نظيفة ومنظمة، ميادينها ومرافقها حديثة، الكهرباء والمصاعد متوافرة، والمركبات ووسائل النقل والحدائق العامة في أفضل صورة. وفوق ذلك كله كان هناك شعور بالأمان يغمرنا في كل مكان”، وقد كان ابن عمه د. علي بن حسين الناصر (رحمه الله) يدرس آنذاك في مصر ويُحضّر للماجستير والدكتوراه، فتولى استقبالهم ورعايتهم. الحرب الباكستانية الهندية ويضيف الناصر: “في العام 1973، وبينما كنت أدرس الطب في باكستان، أدّت الحرب والاضطرابات السياسية إلى تعطيل الدراسة وتأجيلها بشكل مستمر، الأمر الذي أقلقنا كطلبة، إذ خشينا أن يضيع من أعمارنا وقت ثمين دون تقدم حقيقي. عندها أدركنا أن الوضع لم يعد مناسبًا للاستمرار في باكستان، فبدأنا بإعادة ترتيب أوراقنا، وأجرينا اتصالات مع بعض الجامعات المصرية رغبةً في تحويل دراستنا إلى مصر. ومن هنا بدأت مرحلة جديدة ومهمة من حياتي الدراسية، لا تكفي الصفحات لسرد تفاصيلها، لكنها جعلتني قريبًا جدًا من الشعب المصري الذي أحبنا كما أحببناه”.  ويكشف البروفيسور الناصر عن أنه بصدد إصدار كتاب يتناول فيه مسيرته الحياتية والعلمية، سيتضمن معلومات مفصلة عن الفترة التي قضاها في مصر، كونها محطة أساسية شكّلت شخصيته ورسخت ارتباطه العميق بهذا البلد الشقيق. ويؤكد الناصر أن زيارة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، إلى جمهورية مصر العربية، تأتي اليوم لتجسد امتدادًا لعلاقات تاريخية ضاربة الجذور بين المنامة والقاهرة؛ علاقات تأسست على الأخوّة العربية الصادقة، وروابط الاحترام والتقدير المتبادل، والدعم المتواصل في مختلف القضايا المصيرية. إنها زيارة تحمل دلالات عميقة، فهي لا تقتصر على تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي فحسب، بل تفتح آفاقًا أوسع لمستقبل مشترك وهي رسالة واضحة بأن العلاقات البحرينية - المصرية ليست علاقات وقتية أو ظرفية، وإنما مشروع مستدام لبناء غدٍ مشرق للأجيال القادمة، قائم على الثقة المتبادلة والتاريخ العريق والمصير الواحد. جاسم سبت: مع أصدقاء أعزاء بين أزقة القاهرة وميادينها، وعلى ضفاف النيل حيث تختلط الأصالة بالعراقة، يحتفظ جاسم سبت (أعمال حرة) بذكريات لا تنسى، فمنذ أكثر من ثلاثين عامًا وهو يحرص على زيارة مصر كل عام تقريبًا، حتى باتت القاهرة والإسكندرية جزءًا من ذاكرة حياته وذكريات عائلته وأصدقائه من البحرينيين والمصريين على حد سواء. مرتان أو ثلاث يقول سبت إن “مصر ليست مجرد بلد أزوره، بل وطن ثانٍ يحمل في تفاصيله الود والمحبة والتاريخ المشترك، فمنذ العام 1992 حيث الزيارة الأولى لمعشوقتي مصر وحتى يومنا هذا، لابد لي من زيارتها مرتين أو ثلاث مرات في السنة، وأهوى الأماكن الشعبية وسط البلد..”. ويضيف: ”القاهرة تغيرت منذ التسعينات حتى اليوم.. فيها مدن حديثة مثل التجمع الخامس والشيخ زايد”. ويوجز وصف علاقته بمصر كونها صنعت له أجمل الذكريات الإنسانية والثقافية، من الجلسات الشعبية في مقاهي القاهرة إلى جولات النيل والسهرات الفنية، وتصبح اللحظات أكثر جمالًا حين تتزامن زيارته مع الأصدقاء الأحبة مثل الشاعر والباحث مبارك عمرو العماري، الذي يزور القاهرة سنويًا ويحضر معارض الكتب لاسيما في مكتبات “الأزبكية”، وكذلك الصحافيان ناصر محمد ومحمد إسماعيل وكلهم من عشاق مصر. ومع زيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، يشعر جاسم سبت بالفخر والاعتزاز، معتبرًا أن هذه الزيارة تعكس عمق الروابط بين البحرين ومصر، ليس على مستوى القيادات فحسب، بل أيضًا على مستوى الشعبين اللذين جمعتهما عقود من الأخوة والمحبة والتقدير.

Articles similaires

Sorry! Image not available at this time

بشمي يستذكر رحلته التعليمية بين مصر والبحرين

albiladpress.com - 03/Sep 21:50

بدأت رحلتي العلمية في مصر بالعام 1966 ملتحقًا بالمدرسة “القومية” بلـد...

Sorry! Image not available at this time

بشمي يستذكر رحلته التعليمية بين مصر والبحرين

albiladpress.com - 03/Sep 21:50

بدأت رحلتي العلمية في مصر بالعام 1966 ملتحقًا بالمدرسة “القومية” بلـد...

Sorry! Image not available at this time

السادات شكر “العربي” على تعزيته بوفاة عبدالناصر

albiladpress.com - 05/Sep 22:55

“دفاتر الأندية القديمة” صفحة توثيقية تستعيد ذاكرة الأندية البحرينية...

Sorry! Image not available at this time

أنغام “يا لابسه الثوب لمنقط”.. و “ارفعي البوشية”.. تعبق في “سوق البز”

albiladpress.com - 23/Aug 22:50

مازالت بعض محلات سوق البز قائمة حتى الآن في المنامة، وإن تغير شكل السوق مع...

Sorry! Image not available at this time

أنغام “يا لابسه الثوب لمنقط”.. و “ارفعي البوشية”.. تعبق في “سوق البز”

albiladpress.com - 23/Aug 22:50

مازالت بعض محلات سوق البز قائمة حتى الآن في المنامة، وإن تغير شكل السوق مع...

Sorry! Image not available at this time

نقي: البحرين تستثمر في مصر بـ 216 مشروعا بقيمة تلامس 3.3 مليار دولار

albiladpress.com - 02/Sep 22:45

د. نهال النجار: اللقاءات الثنائية تمهد لتعاون اقتصادي قائم على الابتكار والتنمية...

Sorry! Image not available at this time

الوجيه البسام لـ “البلاد”: قاعات المحاكم مدرسة حياة للمسؤولية والانضباط

albiladpress.com - 04/Sep 20:16

أم الحصم مهد لقيم التضامن والأصالة والعطاء ذاكرة النوادي مرجع خالد لعطاء...

Sorry! Image not available at this time

الوجيه البسام لـ “البلاد”: قاعات المحاكم مدرسة حياة للمسؤولية والانضباط

albiladpress.com - 04/Sep 20:16

أم الحصم مهد لقيم التضامن والأصالة والعطاء ذاكرة النوادي مرجع خالد لعطاء...