أم الحصم مهد لقيم التضامن والأصالة والعطاء ذاكرة النوادي مرجع خالد لعطاء...
Vous n'êtes pas connecté
أم الحصم مهد لقيم التضامن والأصالة والعطاء ذاكرة النوادي مرجع خالد لعطاء الأجيال بالعمل التطوعي في حوار مطوّل مع الوجيه عبدالعزيز البسام، يفتح لـ “البلاد” دفاتر الماضي القديمة عن ذكريات أم الحصم والقضيبية والمحاكم ونادي الولعة، ويحتفظ بذكرياته على مدار عقود من الزمن، منذ أوائل الألفية الثانية وحتى منتصف الستينيات، جامعًا بين قصص النوادي الرياضية والثقافية، والعمل الأهلي التطوعي، والحياة اليومية للمجتمع المحلي. ويروي البسام عدة حكايات وقصص عن ذكريات الشباب في أم الحصم، وتفاصيل أوقاته الاجتماعية والثقافية، ومراحل تطور المجتمع من خلال فعاليات المسرح والفعاليات في الأندية الثقافية، موثقًا بذلك تاريخًا حيًّا للمنطقة بأكملها. وشارك في الزيارة: سكرتير التحرير رئيس قسم الشؤون المحلية والمحتوى الالكتروني راشد الغائب، ومعد صفحة “دفاتر الأندية القديمة” كاتب الصحيفة خليفة صليبيخ. روح التعاون والكرم يبدأ البسام حديثه بالحديث عن الجغرافيا الاجتماعية لمنطقة أم الحصم، مشيرًا إلى أنها الضاحية الوحيدة في المنامة التي لم يتركها سكانها الأصليون، وذلك رغم التطورات العمرانية وانتقال العديد من الأهالي إلى مناطق أخرى، مؤكدًا أن أهالي أم الحصم ظلوا حاضرين، يحافظون على التقاليد الاجتماعية، خاصة في شهر رمضان، حيث يحرص الميسورون على المشاركة في الأنشطة الخيرية وتوزيع الزكاة ودعم الصندوق الخيري، مؤكدًا أن روح التعاون والكرم ظلت سمة ملازمة للحي عبر الأجيال. ويصف البسام أم الحصم بأنها مساحة صغيرة نسبيًا، محاطة بشوارع رئيسة مثل شارع الشيخ سلمان جنوبًا وشارع الكويت غربًا، لكنها تحوي معالم هامة مثل جامع الملك خالد، الذي شُيد على نفقة الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، ويمثل رمزًا دينيًا ومجتمعيًا، ومجمع مون بلازا والفنادق القديمة التي تعود إلى ستينيات القرن الماضي، والتي كانت تستقطب الزوار والسياح من دول الخليج العربي إلى البحرين والخليج، ويضيف: “الحي كان نابضًا بالحياة، كل زاوية فيه تحمل ذكريات، كل شارع يحكي قصة، والناس فيه يتعرفون على بعضهم البعض”. ويشير البسام إلى أن أم الحصم لم تكن مجرد منطقة للسكن، بل كانت مركزًا اجتماعيًا حقيقيًا، حيث تمتزج الحياة اليومية مع المناسبات الدينية والثقافية، وتشهد على الروابط العائلية القوية، مثل تجمع العائلات في الأعياد أو المناسبات الخاصة كالأفراح أو الأتراح، وإقامة المجالس الرمضانية التي تستضيف الصغار والكبار معًا. فضاءات ثقافية تستحضر الذاكرة العريقة إلى أم الحصم الأندية الثقافية والرياضية، التي شكلت جزءًا أساسيًا من حياة الشباب والأهالي، ويشير البسام هنا إلى نادي النصر الثقافي الرياضي، الذي تأسس بمبادرة من المرحوم نبيل انجبير، والذي ضم قاعات مجهزة بالكامل ومكتبات بسيطة ومرافق رياضية، بالإضافة إلى 5 محلات تجارية داخل النادي لدعم استدامته المالية، ويصف البسام النادي بأنه “مساحة تجمع بين الترفيه والتعلم، بين الرياضة والفكر، حيث كان لكل شاب فرصة ليبدع ويشارك في النشاطات الثقافية”. كما تحدث عن النادي البريطاني في أم الحصم، الذي تم تأسيسه لتلبية احتياجات الجالية البريطانية، وملاعب مؤسسة الشباب، التي كانت تشهد مباريات ودية ومسابقات لكرة القدم، حيث ساهمت في تطوير مهارات الشباب وإشراكهم في النشاطات الرياضية والاجتماعية. ويضيف البسام: “كانت هذه الملاعب مساحة لتعلم الانضباط والعمل الجماعي، حيث يتدرب الشباب يوميًا، ويتعلمون قيم الاحترام والمنافسة الشريفة”. ويستعرض البسام دور النادي العربي منذ بداياته حيث كانت ميزانيته محدودة، موضحًا كيف نجح النادي في تنظيم حفلات ومسابقات ومسرحيات موسيقية، كانت تستمر لأيام عدة، وتتجمع خلالها الناس على أرض النادي، لافتًا إلى أن هذه الفعاليات لم تقتصر على الترفيه فحسب، بل شكلت وسيلة لتعميق روح الانتماء والمسؤولية الاجتماعية، ودعم النشاطات المجتمعية. ويستذكر البسام كيف كان الشباب يساهمون في التحضير للفعاليات، من تنظيف وترتيب القاعات إلى تنسيق الموسيقى والإضاءة، مشيرًا إلى أن هذا العمل الجماعي عزز التعاون بين المشاركين، وجعل النادي قلب الحي النابض بالحياة، مردفًا: “كل فعالية كانت تحمل طابعها الخاص، وكل حدث كان يضيف صفحة جديدة إلى تاريخ النوادي وأهالي أم الحصم”. ذكريات المحاكم وينتقل الحديث إلى محاكم البحرين في الفترة بين 1963 و1976، حيث يروي البسام ذكريات العمل القضائي مع القضاة المشهود لهم بالكفاءة مثل الشيخ دعيج بن حمد آل خليفة رئيس المحكمة آنذاك، الذي كان معروفًا بهيبته وعدالته، ويشير إلى كيفية تعامل القضاة مع المتهمين بحزم وعدالة، مع مراعاة الإنسانية في بعض القضايا الطريفة، مثل محاولة انتحار أحد المتهمين، أو قضايا المخدرات التي كانت تُعرض بعد ساعات العمل الرسمية. ويصف البسام دوره كمسجل في المحكمة، قائلاً: “كنت أرافق القضاة في جلسات مطولة، أتعلم منهم الصبر والدقة من خلال إصدار الأحكام، وأشهد كيف يتم التعامل مع المتهمين والمحامين بمهنية عالية، دون تجاوز القانون، مع الحفاظ على حقوق الجميع”، ويضيف أن العمل في المحاكم علّمه أهمية المسؤولية والانضباط، وكيفية حفظ الملفات والمستندات القانونية بدقة، ومتابعة الإجراءات حتى إعادة المتهمين إلى أماكن الحبس بعد اتخاذ القرارات القانونية. ويشير البسام إلى بعض المواقف الإنسانية التي صادفها، مثل حضور أسر المتهمين، وتدخل بعض القضاة لتهدئة المواقف الطارئة، والتأكيد على أن العدالة لا تعني القسوة، بل التعامل برزانة وإنصاف مع كل قضية مهما كانت صعوبتها. ويقول: “المحكمة كانت مدرسة حياة، تعلمت فيها أن القانون يحمينا جميعًا، وأن العدالة لا تتحقق إلا بالالتزام بالأنظمة والقيم الإنسانية”. العمل التطوعي ويتحدث البسام عن العمل التطوعي الذي رافق نشاطه في الأندية من بينها نادي الولعة، مؤكدًا أن دوره لم يقتصر على الرياضة، بل شمل الأنشطة الثقافية والمجتمعية، مثل تنظيم حفلات ومسابقات وسباقات السباحة، وجمع التبرعات لدعم القضية الفلسطينية. ويصف كيفية تنظيم لجان داخل نادي الولعة لجمع الملابس والمساعدات وتوزيعها بشكل منظم، مع مراعاة السياق السياسي والرقابي لتلك الفترة، مؤكدًا أن كل عملية كانت تتم بعناية فائقة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه. ويشير البسام إلى النشاطات الموسيقية والمسرحية التي كانت تقام داخل الأندية، وكيف كان الشباب يساهمون في جميع مراحل التحضير للفعاليات، من تنظيف القاعات إلى ترتيب المقاعد وتنظيم المسرح والإضاءة. ويضيف: “روح الجماعة كانت حاضرة في كل شيء، وكان الهدف دائمًا خدمة المجتمع وليس الاستفادة الشخصية، وهذا ما جعل النوادي بمثابة منارة ثقافية واجتماعية للحي بأكمله”. ويستذكر البسام أيضًا بعض اللحظات الطريفة أثناء العمل التطوعي، مثل التجهيز للحفلات التي تستمر لساعات طويلة، وكيف كان الجميع يضحك ويتشارك في المواقف المضحكة، مما أعطى النشاطات بعدًا إنسانيًا واجتماعيًا لا ينسى. اتحاد الأندية يتذكر البسام فترة نشاطه في اتحاد الأندية البحرينية، حيث كان ممثلًا لنادي الولعة، ويؤكد أن العمل كان منظمًا وهادفًا لصالح الشباب والمجتمع، دون تدخلات سياسية، مع التركيز على النشاط الرياضي والثقافي، ويشير إلى مشاركته في تنظيم الفعاليات المشتركة بين الأندية المختلفة، وكيف ساعد ذلك في تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية بين شباب البحرين، وتشجيعهم على تبادل الخبرات والمهارات، سواء في الرياضة أو المسرح أو الموسيقى أو العمل التطوعي. ويضيف: “كان الاتحاد منصة لتبادل الأفكار بين الأندية، وإقامة ورش عمل ومسابقات مشتركة، وكان يعزز روح الانتماء والهوية الوطنية لدى الشباب، مع الحرص على أن يكون النشاط بعيدًا عن أي توجيه سياسي”، ويشير البسام إلى أن هذه الفترة شهدت تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية للأندية، وتوفير مرافق أفضل للشباب، بما في ذلك الملاعب والسباكة والمكتبات وصالات الأنشطة الفنية”. صور وذكريات ويلفت البسام إلى ما تحويه ذاكرة النوادي القديمة من نشاطات ومناسبات اجتماعية، بدءًا من المباني والمقرات، مرورًا بالسباقات والحفلات، ووصولًا إلى الرحلات المدرسية والمسابقات الرمضانية، مؤكدًا أن هذه الذاكرة الحيّة تظل شاهدة على تضحيات أهالي أم الحصم وجهودهم في دعم المجتمع والعمل التطوعي على مدى عقود. ويردف أن متابعة هذه الذكريات ومراجعة الملفات القديمة تساعد على فهم التطور الاجتماعي والثقافي في البحرين، وتقدير الدور الكبير الذي لعبه الأهالي والشباب في بناء مجتمعهم، ليس فقط من خلال النوادي الثقافية والرياضية، بل أيضًا عبر المبادرات التطوعية والبرامج التوعوية الدينية والثقافية التي تركت أثرًا مستمرًا حتى اليوم. ويشير البسام إلى أهمية توثيق هذه الذكريات للجيل الجديد، لضمان معرفة شباب البحرين بأهمية العمل المجتمعي، واحترام تاريخ المملكة، والفخر بما أنجزه الأجداد من جهود تعكس التلاحم الاجتماعي وروح التعاون بين أبناء المجتمع. ويختم حديثه قائلاً: “أم الحصم ليست مجرد حي، إنها مدرسة تعلمنا قيم التضامن، والكرم، والعمل الجماعي”.
أم الحصم مهد لقيم التضامن والأصالة والعطاء ذاكرة النوادي مرجع خالد لعطاء...
السلوم: نقل التجارب الناجحة بين البحرين وعُمان خطوة مهمة لدعم رواد...
السلوم: نقل التجارب الناجحة بين البحرين وعُمان خطوة مهمة لدعم رواد...
يقدم الفنان التشكيلي البحريني حمد الحردان تجربة فنية استثنائية، حيث يحول السجاد...
يقدم الفنان التشكيلي البحريني حمد الحردان تجربة فنية استثنائية، حيث يحول السجاد...
بدأت رحلتي العلمية في مصر بالعام 1966 ملتحقًا بالمدرسة “القومية” بلـد...
بدأت رحلتي العلمية في مصر بالعام 1966 ملتحقًا بالمدرسة “القومية” بلـد...
أعلنت شركة أوبل الألمانية لصناعة السيارات تراجعها عن استراتيجيتها الطموحة في...
أعلنت شركة أوبل الألمانية لصناعة السيارات تراجعها عن استراتيجيتها الطموحة في...
في مشهد يجسد روح الشراكة المجتمعية والعمل التطوعي البنّاء، شارك فريق (فينا خير)...