- FATAH.PS - Ala Une - 04/Sep 03:35

"إسرائيل تخشى السلام أكثر مما تخشى الحرب"

   موفق مطر العنوان سطرمن كتاب (فلسفة الصبر.. الطريق الى الدولة) للدكتور محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي كلماته تكمن ابعاد المنهج السياسي الذي خطه الرئيس، حتى أصبح محور البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، كما تم تجسيده في وثيقة الاستقلال عام 1988 التي اصدرها المجلس الوطني الفلسطيني، وطرح فيها الرؤية الفلسطينية للدولة الفلسطينية المستقلة على ارض فلسطين، انسجاما مع قرارات الشرعية الدولية، وتطلع دول العالم المتحضرة للسلام في مركز المنطقة الحضارية في الشرق الأوسط، حيث تتجسد في القدس الشرقية عاصمة فلسطين الثقافة الانسانية صور التكامل والتعايش القائم على الحق والمحبة والسلام، لكن الحرية المنقوصة بسبب الاحتلال والاستعمار الاستيطاني الصهيوني الديني تمنع تبلور هيئتها النموذجية. اعتمد الرئيس ابو مازن منهج السلام كسبيل لانتزاع حقوق ثابتة للشعب الفلسطيني من منظومة الاحتلال، تجسيدا لقناعة أسسها على مرتكزات معرفية وبحثية علمية دقيقة، بعد قراءة عميقة ومفصلة لمكامن القوة والضعف لدى (اسرائيل) وتحلى بصبر لا يضاهيه إلا صبر النبي أيوب في تحمل سهام التشكيك، وظل مؤمنا بما يعتقد، ومحاورا مقنعا بحتمية تحقيق هدف استقلال القرار الوطني الفلسطيني على طريق استقلال دولة فلسطين. قرأ الرئيس أبو مازن واقع فلسطين والشعب الفلسطيني على أرضه وفي الشتات، وواقع الثورة الفلسطينية في خضم الواقع العربي والدولي، وخلص إلى أن الثورة الفلسطينية المعاصرة بمبادئها النبيلة وأهدافها المشروعة، وبوسائل كفاحها المكفولة في القوانين الدولية، يجب ايصالها لمرحلة صياغة تصورات لمستقبل الشعب الفلسطيني، فالثورة ووسائلها ضرورة فرضتها وقائع النكبة والمؤامرة على الشعب الفلسطيني، ولا يوجد مقدسات في أدبياتها سوى انسانها وشعبها ومكونات شخصيته الثقافية الانسانية الوطنية وأولها ارض الوطن، ليكون مواطن الدولة المرفوعة أركانها على اساسات العلم والمعرفة والأخلاق والقانون والنظام والعدل والمساواة والحقوق وفي التاج الحرية والسياسة العقلانية الواقعية الأخلاقية المسؤولة. لم يحسب ساسة منظومة الاحتلال حسابا لمدى تأثير منهج رئيس فلسطين محمود عباس على المستوى الدولي، ولم يصدقوا يوما تصميمه على انضمام فلسطين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى حظيت فلسطين بمقعد دولة عضو بصفة مراقب، ولم يستوعبوا شجاعته في مواجهة تهديداتهم بعمل كل ما يلزم ليس لتعطيل مؤسسات السلطة الوطنية وحسب، بل تفكيكها بحصار مالي وأمني وبإجراءات تستحق تسميتها بالارهابية، حتى طلبت دولة فلسطين بقيادة الرئيس أبو مازن الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية، ولم يتخيلوا يوما محاسبة اسرائيل، حتى بات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مطلوبا للجنائية ومتهما بارتكاب جرائم حرب ترقى لمستوى الابادة الجماعية، فسارعوا للهجوم واستهداف الرئيس الانسان بدعاية "الارهاب الدبلوماسي" التي لم تقنع أحدا من قادة العالم الذين تيقنوا من نقاء منهجه وضميره، وقوة شخصيته ومصداقيته وصراحته في التعبير عن رؤاه وتوجهاته السياسية النبيلة لتحقيق سلام دائم وازدهار للمنطقة، بما يحقق أهداف الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية.. وزادوا بتبني الرؤية الفلسطينية في "اعلان نيويورك "، وتعمقت الثقة بمنهجه السياسي الذي لم يحد عن برنامج منظمة التحرير قيد انملة، وبالمقابل انكشفت عورة سياسة اسرائيل، في الابادة والتهجير تحت ضغط الاحتلال والارهاب والاستيطان العنصري، وإعادة تدوير اسطوانة الاتهام لرئيس السلام أبو مازن بممارسة "الارهاب السياسي" لنسف الطرق والجسور المؤدية للمؤتمر الدولي لتطبيق حل الدولتين وقطع الطريق – حسب ظنهم – على دول كبيرة ومهمة قررت الاعتراف بدولة فلسطين، وهذا ما يدعونا الى تأكيد الاستمرار بهجوم السلام، على جبهاته السياسية والقانونية والدبلوماسية، والشعبية السلمية، وتعزيزه وطنيا وعربيا ودوليا، لحماية شعبنا من ارهاب دولة احتلال واستيطان وقوانين عنصرية، تتخذ الحروب والإبادة وإرهاب الشرعية الدولية سبيلا بلا نهاية، ولإقناع اليهود في العالم أن ساسة اسرائيل يعيدون تشكيل اسباب المشكلة اليهودية في اوروبا، لحشدهم في مشروع الصهيونية الدينية "اسرائيل الكبرى".