- ALITTIHAD.AE - الرئيسية - 25/Jun 21:02

برامج علاجية طبية ونفسية متكاملة لمكافحة الإدمان

سامي عبد الرؤوف (دبي) أكدت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، تبني نهج شامل في علاج اضطرابات الإدمان من خلال برامج علاجية طبية نفسية واجتماعية متكاملة، تهدف إلى تحقيق التعافي المستدام وتعزيز جودة حياة المرضى، من خلال تحسين جودة الخدمات الصحية وتلبية احتياجات المتعاملين، وتنفيذ مجموعة من المبادرات والخدمات النوعية الرامية إلى تعزيز جودة الحياة ودعم جهود مكافحة الإدمان.  وقالت الدكتورة نور المهيري، مديرة إدارة الصحة النفسية بالمؤسسة، إن «المؤسسة توفر الكثير من الخدمات العلاجية لمكافحة إدمان المخدرات من خلال مستشفى الأمل بدبي، التابع للمؤسسة، خاصة أن الإدمان ليس مجرد سلوك منحرف، بل حالة مرضية تستوجب العلاج والدعم النفسي والاجتماعي».  وأشارت إلى أن البرنامج العلاجي الذي تطبقه المؤسسة، كأحد البرامج الرائدة، يهدف في مراحله الأولى إلى تزويد المريض بالحافز والتشجيع للتخلص من الإدمان فيما يعرف بالمقابلات الحافزة، وتعريف المريض ببعض تقنيات الاسترخاء، ويتم لاحقاً التركيز على برنامج الاثنتي عشرة خطوة، وبرنامج المصفوفات العلاجية، وهي برامج تهدف إلى بناء الثقة لدى المريض، وتساهم في تغيير نظرته تجاه الإدمان.وذكرت الدكتورة نور المهيري أن سياسة البرنامج العلاجي تعتمد على أن الشخص لديه القدرة على الامتناع عن تعاطي المواد المخدرة ولديه الإرادة للعلاج وتكوين حياة جديدة، وبالتالي يساعده البرنامج على تحديد ما يحتاج إليه من أفكار لتقوية شخصيته وإدراكه على أن الإدمان مرض يمكن الشفاء منه، وذلك بالعزيمة والإرادة القوية.وأكدت دور البرنامج في مساعدة الأسرة والمريض على فهم آلية العلاج وتوعيتهم به، وتوضيح دور الأسرة في عملية التعافي، ومتابعة مؤشرات الأداء لبرنامج العلاج والتأهيل من نسب الانتكاسة والتعافي، والبحث العلمي المتخصص في علاج والوقاية من الإدمان.مراحل شاملة وذكرت المهيري، أن البرنامج يركز على تطبيق المراحل العلاجية الشاملة، وهي تقوم على 8 مرتكزات، أولها التقييم الطبي الشامل، فعند دخول المريض، يتم تقييم حالته من قبل فريق التقييم الطبي لتحديد احتياجاته الفردية، ثم إزالة السموم، عبر خضوع المريض لجلسات لإزالة السموم تستمر من أسبوع إلى أسبوعين تقريباً.ويتم تأهيل المريض داخل الأقسام الداخلية لمدة تتراوح بين 4 و12 أسبوعاً، اعتماداً على نوع المخدر وحدة الإدمان، وكذلك يتم إجراء فحوصات لتقييم الحالة الجسمانية واختبارات نفسية لتشخيص أي اضطرابات نفسية مصاحبة للإدمان، بالإضافة إلى تحديد خطة علاجية مستندة إلى أفضل الممارسات والدلائل العلمية.كما تضم المراحل العلاجية الشاملة، برامج علاجية مخصصة لفئات معينة، مثل برامج علاج الإدمان لدى المراهقين، وبرامج علاج السيدات، وبرامج مزدوجي التشخيص لمن يعانون من الإدمان والاضطرابات النفسية معاً، ثم المتابعة في العيادات الخارجية، حيث يخضع المريض بعد انتهاء البرنامج الداخلي، لجلسات متابعة في العيادات الخارجية لمدة تتراوح بين 3 أشهر وسنتين.بالإضافة إلى البرامج التوعوية: يتم تقديم حملات توعوية وبرامج إعلانية متخصصة لنشر الوعي حول مخاطر الإدمان وأهمية العلاج، مع التركيز على تثقيف المجتمع حول الوقاية وإعادة التأهيل. أسس علمية ثم تحدثت عن البرامج العلاجية النفسية، التي تعتمد على أسس علمية تهدف إلى تعديل أنماط التفكير والسلوك، وتقديم استراتيجيات فعالة للتعامل مع المشكلات النفسية المصاحبة للإدمان. وتشمل هذه البرامج 6 أنواع من العلاج، أولها السلوكي المعرفي، ويُستخدم لتحديد وتغيير أنماط التفكير والسلوكيات السلبية المرتبطة بالإدمان، مما يساعد المرضى على تطوير مهارات المواجهة الفعالة، وهناك العلاج بالقبول والالتزام، ويهدف إلى مساعدة المرضى على قبول المشاعر السلبية دون الانخراط فيها، مما يعزز من قدرتهم على مقاومة الانتكاسة. أما العلاج النفسي الديناميكي، الذي يعمل على استكشاف العوامل النفسية العميقة التي تساهم في الإدمان، من خلال تحليل الصراعات الداخلية والذكريات المؤثرة، فيما العلاج الجماعي، الذي يوفر بيئة داعمة للمرضى لمشاركة تجاربهم والتعلم من تجارب الآخرين، مما يعزز الشعور بالتضامن الاجتماعي.وكشفت مديرة إدارة الصحة النفسية، عن استخدام العلاج بالفن والموسيقى، كوسيلة غير تقليدية للتعبير عن المشاعر وتحفيز العمليات النفسية الإيجابية، فضلاً عن استخدام التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، ويُستخدم في بعض الحالات لعلاج الاكتئاب والإدمان من خلال تحفيز مناطق معينة في الدماغ.العلاج الاجتماعي وأفادت المهيري بأن المؤسسة توفر البرامج العلاجية الاجتماعية، لتعزيز قدرة المرضى على إعادة الاندماج في المجتمع، وتطوير المهارات الحياتية اللازمة لتحقيق الاستقلالية والاستقرار النفسي والاجتماعي.  وتشمل هذه البرامج، 6 أنواع من البرامج، تتمثل في إعادة التأهيل المجتمعي، ويهدف إلى تزويد المرضى بالمهارات اللازمة للعودة إلى المجتمع، وممارسة حياتهم اليومية بطريقة طبيعية ومستقلة، أما برامج الدعم الأسري، فتتضمن جلسات إرشادية لأفراد الأسرة، لتمكينهم من التعامل مع المريض بطريقة داعمة، وتعزيز فهمهم لطبيعة الإدمان وتأثيراته.وثالث هذه البرامج، برامج التأهيل المهني، الذي يعمل على تطوير المهارات المهنية للمرضى ومساعدتهم على الاندماج في سوق العمل، ما يقلل من مخاطر الانتكاسة، ثم برامج الوقاية من الانتكاسة، وتركز على تدريب المرضى على استراتيجيات التعامل مع الضغوط والعوامل التي قد تؤدي إلى العودة إلى الإدمان. وتشمل هذه المجموعة من البرامج أيضاً؛ برامج الأنشطة الترفيهية والعلاج، وتتضمن أنشطة رياضية، ثقافية، وفنية تهدف إلى تحسين الحالة النفسية وتعزيز الثقة بالنفس، بالإضافة إلى برامج الإرشاد الدين، وتستند إلى تعزيز الجوانب الروحية للمريض كجزء من الدعم النفسي والاجتماعي في رحلة التعافي. وقالت: «تمثل هذه البرامج العلاجية النفسية والاجتماعية مكونات أساسية في نهج مستشفى الأمل للصحة النفسية، حيث تضمن تحقيق توازن شامل بين الجوانب البيولوجية، النفسية، والاجتماعية للعلاج، ما يسهم في تعزيز فرص التعافي المستدام، وتحقيق جودة حياة أفضل للمرضى».