- AKHBARALFAJR.MA - A La Une - Hier 14:20

أزيلال.. إقليم يسير في اتجاهين على طريق واحد

أزيلال.. إقليم يسير في اتجاهين على طريق واحد لحسن كوجلي في مجرد رأي : من أصعب الأسئلة التي يمكن طرحها بشأن إقليم أزيلال، هو كيفية قراءة واقعه المركّب والمتناقض في الآن ذاته. فبينما يظل الإقليم من أبرز النماذج المعبرة عن الفقر والهشاشة الاجتماعية، ومن أكثر المناطق المغربية التي عرفت تنظيم مسيرات احتجاجية للمطالبة بالحقوق الأساسية، فإنه في المقابل يصير من أكثر الأقاليم احتضاناً للمهرجانات المنظمة تحت عناوين الثقافة والفولكلور. التاريخ الاجتماعي لأزيلال يكشف أن قبائلها اعتادت منذ عقود طويلة تنظيم المواسم، وهي فضاءات ذات بعد ديني وثقافي واجتماعي. هذه المواسم لم تكن مجرد ترفيه، بل محطة لإحياء الموروث المحلي عبر فنون التبوريدة، مسابقات الخيول، إطلاق البارود، وصلة الرحم بين العائلات والقبائل. كانت لحظات لإعادة بناء النسيج الاجتماعي وتعزيز التضامن، أكثر من كونها مجرد مظاهر فرجة. لكن مع تزايد حضور السياسة في تفاصيل الحياة اليومية للناس، تغيّر وجه هذه الاحتفالات. فقد تحولت كثير من المواسم إلى مهرجانات تسهر على تنظيمها أحزاب أو فاعلون سياسيون، لا باعتبارها مناسبة ثقافية حقيقية، بل كمنصة للتأثير على الرأي العام واستغلال حاجات الساكنة البسيطة في إطار صراعات انتخابية. وهكذا أصبحت المهرجانات في نظر الكثيرين وسيلة للهيمنة السياسية وتصفية الحسابات أكثر مما هي خدمة للثقافة أو تنويع للفرجة. الأدهى من ذلك أن بعض هذه المهرجانات باتت أيضاً فرصة للاغتناء غير المشروع، من خلال استقدام فنانين بأجور ضخمة أو تدبير ميزانيات غامضة، ما يجعل الهدف الثقافي يتوارى أمام مصالح ضيقة. من هنا يبرز سؤال جوهري: كيف يمكن إعادة الاعتبار للمهرجانات كفضاءات جماعية حقيقية، بعيدة عن منطق الإقصاء والاستغلال؟ الجواب، كما يرى كثير من المتتبعين، يكمن في أن تتولى السلطات العمومية الإشراف المباشر على...