- ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 00:36

مساعد طبي يُغرق مريضا بالمخدرات

في واحدة من القضايا التي تهز الثقة في المهن الإنسانية، أصدرت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى حكمًا بالسجن 3 سنوات والغرامة ألف دينار، بحق مساعد خدمات طبية؛ بعد إدانته بتقديم مادة مخدرة لمريض كان يتلقى العلاج في مستشفى الطب النفسي الذي يعمل فيه. القصة بدأت حين تعرف المتهم على المريض المجني عليه أثناء فترة علاجه داخل المستشفى، حيث نشأت بينهما علاقة بحكم العمل، وبعد يوم من مغادرة المريض للمستشفى، تلقى اتصالًا غير متوقع من الموظف، يدعوه فيه للقاء خاص، ما لم يتخيله المريض أن ذلك اللقاء سيكون بداية لفصل جديد من المعاناة. استقل المريض سيارة المتهم بعد أن التقيا بالقرب من منزله، وهناك، دون تردد، قدّم له مادة الحشيش المخدرة مجانًا، وبعد انتهاء اللقاء، وأثناء عودة المتهم بالمريض إلى منزله، لاحظ ابنا المجني عليه شيئًا مريبًا، توقفت السيارة أمام المنزل، فانبعثت منها رائحة دخان غير معتادة، غريبة على السجائر العادية، وبدت تصرفات المتهم غير طبيعية. توجه الابنان إلى المتهم وطرحا عليه أسئلة مباشرة عن سبب خروجه مع والدهما، في لحظة صادمة، اعترف الموظف بأنه أعطى والدهما مادة الحشيش، لم يترددا، وسارعا بتقديم بلاغ رسمي إلى إدارة مكافحة المخدرات، لتبدأ رحلة كشف التفاصيل. أثناء التحقيق، أقر المتهم بأنه بالفعل سلّم المريض مادة الحشيش يوم الواقعة، دون أي مقابل، وذكر أنه استلم تلك المادة من موقعين مختلفين بطريقة “البريد الميت”.  كما كشفت التسجيلات الصوتية بين المتهم والمجني عليه صحة أقواله، وظهر في إحداها تحذير المتهم للمريض من إجراء فحص عينة إدرار تثبت تعاطيه، بعد أن أخبره بأن أبناءه أوقفوه وهددوه وتقدموا بشكوى ضده في المستشفى. التحقيقات أظهرت كذلك أن المتهم ليس حديث العهد بالمخدرات، إذ تبيّن من صحيفة سوابقه أنه سبق إدانته في قضية مشابهة تتعلق بحيازة مواد مخدرة بقصد التعاطي. أمام كل هذه الأدلة، وجهت النيابة العامة له تهمة تقديم مادة مخدرة بغير مقابل، خلافًا لما يسمح به القانون، ما دفع المحكمة إلى إدانته وإنزال العقوبة بحقه.