- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 20/Aug 20:34

المركبات “السكراب”.. تشويه بصري وخطر بيئي

أعلنت أمانة العاصمة في البحرين، إزالة نحو 47 مركبة مهملة من الشوارع والميادين العامة، تنفيذًا لأحكام المادة (7) من القانون رقم (10) لسنة 2019 بشأن النظافة العامة. ‎وقد دعت الأمانة أصحاب هذه المركبات أو من له صفة قانونية بها إلى استلامها في موعد أقصاه 21 أغسطس 2025، مع استيفاء الإجراءات الإدارية والمالية اللازمة، وفي حال عدم الاستجابة، ستقوم الأمانة ببيع المركبات في مزايدة عامة. ‎وتعد ظاهرة المركبات المهملة، المعروفة بـ “السكراب”، من القضايا البيئية والحضرية البارزة في البحرين؛ إذ تسبب هذه المركبات تشوهًا للمنظر العام، وتجمع الحشرات والقوارض، وتؤثر سلبًا على حركة المرور. ووفقًا للمادة (7) من القانون، يُحظر ترك هذه المركبات في الأماكن العامة، وتُمنح مهلة 48 ساعة لإزالتها بعد إنذار المالك. وتتعاون البلديات في البحرين لمكافحة هذه الظاهرة، إذ تقوم البلديات بإخطار العديد من المركبات المهملة لإزالتها بعد انتهاء المدة القانونية، وتنفذ أمانة العاصمة حملات تفتيشية تسفر عن إزالة العديد منها، مع توجيه إخطارات بالإزالة؛ ما يعكس مستوى التوعية للمواطنين بحملات الرقابة والنظافة التي تنفذها الأمانة. و‎تتسبب المركبات المهملة بتجمع الحشرات والقوارض؛ ما يشكل خطرًا على الصحة العامة، كما تؤثر سلبًا على البيئة، إذ تساهم في تلوث الهواء والمياه، وفي بعض الحالات، تصبح هذه المركبات ملاذًا للممارسات غير الأخلاقية؛ ما يزيد من تعقيد المشكلة. وهنا تكمن الحاجة الماسة إلى التخلص من المركبات المهملة بطرق آمنة وسليمة بيئيًا، بما يضمن الحد من الأضرار الصحية والمخاطر البيئية الناجمة عنها، ويسهم في تعزيز النظافة العامة والحفاظ على المظهر الحضاري، إضافة إلى دعم الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق استدامة بيئية تعكس جودة الحياة في المجتمع. وفي مملكة البحرين، تم تخصيص مدفن للنفايات الصلبة للتخلص منها بطرق آمنة وسليمة بيئيًا، بما يسهم في الحد من المخاطر الصحية والبيئية ويعزز جهود الحفاظ على النظافة العامة والمظهر الحضاري، وبالنظر للمشكلة ذاتها في دول الخليج، فإن الجهود لا تقتصر على حملات التفتيش والإنذار فحسب، بل تشمل أيضًا مبادرات عملية تهدف لمعالجة الظاهرة من جذورها، كما هو الحال في المملكة العربية السعودية، إذ يجري العمل على إنشاء مصانع لإعادة تدوير السيارات التالفة والمعادن، التي تركز على تحويل خردة الحديد والمعادن إلى مواد أولية تدخل في الصناعة، وذلك ضمن “رؤية السعودية 2030”. ‎وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تم إطلاق مشروع متكامل لإدارة السيارات المهملة، إذ يتم نقلها إلى ساحات مخصصة، وتفكيكها، وفرز المعادن والبلاستيك والزيوت لإعادة التدوير، بما يحد من الأثر البيئي. ‎وتعمل سلطنة عمان على تنفيذ مشروع رائد لتحويل النفايات الصلبة إلى طاقة كهربائية، بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ميجاواط، ويساعد المشروع على خفض الانبعاثات الكربونية بشكل كبير ودعم الاقتصاد الدائري، بما يتماشى مع مستهدفات “رؤية عمان 2040” نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز كفاءة إدارة الموارد. وتجسد هذه الجهود في البحرين ودول الخليج التزامًا واضحًا بحماية البيئة وتعزيز النظافة العامة، كما تعكس التوجه نحو حلول مستدامة لمعالجة المخلفات والمركبات المهملة بما يحقق جودة حياة أفضل للأجيال الحالية والمقبلة.