X

Vous n'êtes pas connecté

  - ALITTIHAD.AE - الرئيسية - 28/Jun 21:36

مثقفون: تدريس الفلسفة احترام للتعددية والانفتاح الفكري

محمد عبدالسميعأكّد مثقفون وكتّاب وأدباء أهميّة السؤال الفلسفي، وإيجابيّته على الذهنية في النظر والتدبّر، وقراءة فكر الآخر، وتشاركيّة الآراء، ورأوا أن تدريس الإمارات لمادة الفلسفة في المدارس والجامعات يعمل على صقل الشخصية المدرسية والجامعيّة، ويعزز من ثقة الطلبة بالمناظرة القائمة على الفكر والاستنتاج ومقاربات الأشياء، وتعزيز قيم الخير وفتح آفاق العقل الجدير بالاحترام، لخلق جيل واعٍ مؤمن بذاته وحضوره الإنساني وتكامليّته مع الآخر.وحين رأت دولة الإمارات العربيّة المتحدة أهميّة تدريس الفلسفة في المناهج المدرسيّة والجامعيّة، فإنّ في هذه الرؤية ما يؤكّد عمق تفكير الدولة ورؤيتها البعيدة في تثقيف الأجيال، وجعل الطلبة يستندون إلى الفكر الصحيح والمنطق الإنساني وقوّة المناظرة والحجّة ومقارعة الفكر بالفكر، ودحض كلّ فكر دخيل عليه يتسم باللاعقلي أو اللامنطقي، ومن هنا، فقد أكّد المثقفون والنخب والأكاديميّون والأدباء أهميّة الفلسفة والفكر والمنطق للتقدم، ولهذا توصف دولة الإمارات العربية المتحدة باستشرافها الآفاق ونظرتها المتقدّمة دائماً، وقد تأكّد من خلال مجموعة الرؤى هذه أنّ الفلسفة ذات انعكاس إيجابي على الأجيال، وأنّها تصقل الشخصيّة المدرسيّة والجامعيّة، علاوةً على تأكيدها لحضور العقل وإطلاق الآفاق الرحبة له ليبدع في تجليات نافعة، كما أنّها مفيدة في مواجهة التعصب والانغلاق حين ينشأ أبناؤنا النشأة الثقافيّة والفكرية التي تعزز لديهم الثقة بالذات والوطن، وهي أيضًا ذات أهميّة في رفدنا بمعارف وأفكار نصهرها بمصهر الكينونة الوطنيّة والذات، لتعزز من حضورنا الإنساني في التعامل مع الآخر وفهم بنيانه الثقافي والفكري والتعامل معه إنسانيًّا لما فيه مصلحة الجميع. يقول الكاتب والمفكّر الدكتور عمر عبدالعزيز  (اليمن) إنّ علماء التاريخ الثقافي والمعرفي كانت لديهم حيرة في تحديد ماهية الفلسفة، وكانت الانطلاقة الأولى مجيرة على التسمية التي ترجمت بوصفها «حب الحكمة»، وكان اليونانيون القدامى سباقين في ثقافة التدوين الكتابي والحفظ الشفاهي، وكنا نحن العرب في قلب المعادلة، سواء بقياسات مجتمع ما بعد ظهور الإسلام، أو ما سبق من حضارات في اليمن ووادي الرافدين ومصر، وامتدادات الصحراء الكبرى.ويرى عبدالعزيز أننا اليوم، وبعد قرون من إطلالات الفلسفة، نستطيع تعريف الفلسفة بوصفها علم التساؤلات اللامتناهية، والتي لا يمكن الإجابة عنها، أي أنّ الفلسفة هي علم توليد المعاني التجريدية، عطفاً على مركزية وجوهرية المجهول في معادلة المعرفة، ومن هنا كان الدور المهمّ للمعرفة الفلسفية، بوصفها ضرورة وجودية، أي أنّها تعانق الوجود بالمعنى الأنطولوجي.. أي الوجود بوصفه ظاهراً منطقياً، وغائباً ميتافيزيقياً في الوقت ذاته، ويمكننا تحديد أهمية التفكير الفلسفي في ظل تزايد الروافد المعرفية، وتزاحم المفاهيم الدلالية. ويؤكّد الكاتب الدكتور محمد حمدان بن جرش (الإمارات) أنّه، وفي ظل التحوُّلات الجذرية التي يشهدها العالم اليوم، لا تقتصر مهمة التعليم على نقل المعرفة التقليدية، بل تتعداها إلى بناء عقلٍ قادرٍ على التساؤل، والتفكيك، والبناء، ومن هنا فإنّ قرار تدريس الفلسفة في المدارس والجامعات الإماراتية ليس مجرد خطوة أكاديمية، بل هو إعلانٌ عن رؤيةٍ استشرافية تدرك أنَّ المستقبل يحتاج إلى عقولٍ واعية، قادرة على مواجهة التعقيدات الفكرية والاجتماعية بعمقٍ وإنسانية.ويرى بن جرش أنّ الفلسفة، في جوهرها، ليست مجموعة نظريات مجردة، بل هي تدريبٌ منهجي على (التفكير في التفكير)، كما عبَّر عنها سقراط. ولذلك فإنّ قرار تدريسها يمنح القدرة على (التساؤل النقدي)، وكسر حواجز التلقين، وتشجيع الطالب على طرح «لماذا؟» و«كيف؟» بدلًا من الاكتفاء بـ«ماذا؟»، وهذا يُنمِّي مهارات التحليل والاستدلال، ويُحرِّر العقل من التبعية الفكرية، وكذلك مواجهة التعصُّب والانغلاق، حيث تعلِّم الفلسفة احترام التعدُّدية الفكرية، عبر التعرُّف إلى مذاهب فكرية متنوعة، من الشرق إلى الغرب، ومن الماضي إلى الحاضر.تعزيز الانفتاح. وتقول الكاتبة د.مريم الهاشمي (الإمارات) إنّ الفلسفة ليست بالشيء الدخيل على الإنسان، فالحياة عبارة عن حلقات متصلة من الفكر والتأمل، وهي ظاهرة إنسانية ملازمة للوجود، وهي كذلك ليست عبارة عن نظريات منعزلة عن اليومية؛ بل هي اتجاه فكري عام نحو الحياة، وهذا الاتجاه الفكري هو الذي يؤثر بطبيعة الحال في التصرفات اليومية وفي معالجتنا للحوادث التي تمرّ بنا، كما أنّها الأساس في إرساء مفاهيم الانفتاح ومحاربة فكرة الانغلاق،  فنحن أحوج إلى هذه الرؤية الفلسفية اليوم أكثر من أي زمن مضى!كما أنّ الفلسفة تسهم في إنماء مهارات فعالة ونافعة لدى المتعلمين وقابلة لأن تحول الفكر الفلسفي إلى كفاءات تُستثمر بشكل عقلاني ومدروس؛ ولكن ما يجب أن نضعه نصب أعيننا هو أنّ هذه الأمة أبدعت بطريقتها الخاصة، وأنّ أي رجوع لتعليم الفلسفة ينبغي أن يستلهم جهود الأسلاف وما تركوه من تعليم وآداب في هذا الشأن. ويؤكّد الكاتب الدكتور ناصر البكر (الإمارات) أنّ مادة الفلسفة تشكّل رافداً من روافد المعرفة في تاريخ العقل البشري، و لها جانب تاريخي في تفسير بدايات التفكير البشري، وتصنيف التاريخ الفلسفي في عصوره الأربعة (الفلسفة اليونانية بمراحلها الثلاث: فترة النشوء والتوهّج والذبول)، وفلسفة العصر الوسيط، والفلسفة الحديثة، والفلسفة المعاصرة.كما أنّ هناك منابت عدة للفلسفة جمعت بين الحكمة والمعرفة والعلم والتحليل والتفكير، إذ سيستفيد الطالب من معرفة عناصر الفلسفة بما يخدم رحلته التعليمية بعيداً عن الجدليات والإغراق التنظيري في مسائل مختلف عليها حتى اليوم، وسيتمكّن الطالب من معرفة وسائل التفكير المنطقية، عبر التحليل والتفكيك والتعرّف على أبرز المدارس الفلسفية قديماً وحديثاً، لذا ستكون رحلة معرفية شيّقة مواكبة للتطوّر المعاصر. النقاش العقليويؤكد الناقد الدكتور أحمد عقيلي (سوريا) الجهود الإماراتية في تدعيم المناهج بمواد دراسية ومناهج جديدة، منها مادة الفلسفة التي تعتبر خطوة رائدة ومهمة، لما لها من دور متميز وجوهري في حياة الطلبة التعليمية والنفسية، فهي تُحسّن قدرة الطالب على النقاش العقلي، والتفكير بوضوح ودقة علمية ومنطقية، وذلك في مختلف المواضيع، إضافة إلى أنها تُساعد في تطوير قدرات الطلبة على استيعاب الأفكار والمعلومات الجديدة وغير المألوفة، من جهة، وتقييمهم لها من جهة أخرى، إضافة إلى دورها في تمكينهم من تُعلّم أساليب التفكير السليم واستراتيجيات حل المشكلات التي تُناسب مختلف المواقف التعليمية والحياتية، بما في ذلك المواقف الجديدة، والتحديات الفكرية الحداثية وغير المألوفة. وتؤكّد الشاعرة الإماراتية نايلة الأحبابي أنّ الفلسفة ضرورة لخلق الإبداع وتجلي الفكر والاستثمار في العقول المفكرة والملهمة، حيث الفلسفة هي رؤية ووعي مختلف يسهم في التسريع بعجلة التطور، كما أنّها دليل واعٍ على أن الطالب الإماراتي يطرح الفكرة بعيدًا عن المعرفة بالتلقّي والتلقين للمعلومة، بل يسهم بخلقها في كيان وطني إبداعي، فدولة الإمارات سباقة للإبداع وجعل الإنسان ذا دور في المجتمع، ومما يجسد هذا الدور الإيمان بالفكرة لفهم الذات وسبر أغوارها، وطرح الأسئلة تجاهها.التفكير النقديويرى الدكتور محمد حسن عبد السلام أستاذ الدراسات العليا بدبي (مصر) أنّ تدريس الفلسفة في المدارس يسهم بشكل مباشر في تعزيز التفكير النقدي والمنطقي لدى الطلبة، ويكسر القوالب التقليدية التي تقيد طريقة تفكيرهم. وأوضح أن إدماج الفلسفة في المناهج يفتح المجال أمام الطلبة لطرح الأسئلة، والتفكير بشكل أعمق في القضايا اليومية، مما ينعكس على تطور الذهنية المدرسية نحو نمط أكثر تحررًا ووعيًا.الثقة بالنفسوتقول الأكاديمية في جامعة العين الدكتورة شيرين العدوان (الأردن) إنّ الفلسفة لا تُنمي فقط القدرات العقلية للطلبة، بل تعزز أيضًا ثقتهم بأنفسهم أثناء الحوارات والمناظرات، مضيفةً أنّ ممارسة الحوار الفلسفي داخل الصفوف الدراسية تمنح الطلبة الفرصة للتعبير عن آرائهم بحرية، والدفاع عنها بالحجج المنطقية، مما يرسخ لديهم القدرة على الاستماع، واحترام الرأي الآخر، وبناء خطاب متماسك وواثق. كما أن تدريس الفلسفة، خاصة في المراحل الثانوية، يُعدّ خطوة استراتيجية نحو بناء جيل مفكر، ناقد، ومسؤول، وقادر على خوض غمار الحياة المعاصر بثقة ووعي.أمّا الناقدة الدكتورة رفيقة بن رجب (البحرين)، فترى أنّ دراسة الفلسفة كمنهج بكل متعلقاته يعزز من قدرة الفرد الفكرية والعلمية والمنهجية، إضافة إلى الأيديولوجية، ليكون قادراً على التمييز بين أنواع القراءات وأهدافها بشكل واع له ثقل مؤسسي، ليحطم بذلك كل المعوقات التي تعترضه دون الانغلاق على دوائر المعرفة.احترام الاختلافويرى الأديب حميد بركي (المغرب ) أنّ قرار تدريس الفلسفة في المدارس والجامعات الإماراتية خطوة رائدة نحو تمكين الطلبة من أدوات التفكير النقدي، والحوار البنّاء، في عالم يتسم بالانفتاح العقلي، والتحرر من شوائب الفكر التقليدي، حيث تبرز الفلسفة كضرورة لتعزيز الثقة بالنفس، والقدرة على التعبير في المناظرات والحوارات، فهي لا تُنمّي مهارات التحليل العميق فقط، بل تفتح الآفاق أمام الطلبة لفهم القضايا برؤية شاملة، ومتعددة الأبعاد.وكتربوي، يرى الكاتب د.عبدالرزاق الدرباس (سوريا) أنّ تدريس الفلسفة يعطي لتفكير الشباب انفتاحاً إيجابياً ينعكس بالفائدة على عمق الفكرة بدلاً من تسطيحها، كما يقوي لغة الطلبة ومنطقهم في أسلوب الحجة والمناظرة والإقناع، ويعطيهم لمحة عن تاريخ هذا العلم وتطوره وأشهر أعلامه أسوة بالعلوم الأخرى، كما يعيدهم إلى التوازن الفكري، وإقرار تدريس الفلسفة في المدارس والجامعات هو مكسب عقلي وعلمي للشباب الناشئ، وانفتاح على العصر، وارتقاء بأذهان الطلاب إلى مستوى المقارنات المبدعة.من جهته يقول الشاعر والأكاديمي د.أنور قنبس (سوريا) إنّ تدريس الفلسفة يعمل على تفتّح عقول الطّلبة على التفكير النّقدي الهادف، وعلى تعزيز مهارات التّساؤل والتّحليل والاستنتاج، وكذلك تمكينهم من فَهم وجهات النَّظر المختلفة والحوار معها بإيجابيّة.كما أنّ الفلسفة من أهمّ المجالات الّتي تساعد الإنسان على فهم شخصيّته، ومحيطه، ولاسيّما في وقتنا الحاضر، حيث تزداد الحاجة إليها كوسيلة للتّفكير العميق، وحُسن التّدبّر في قضايا الحياة، وإيجاد طرائق للتّعاون والعمل المُشترك بين البشر على أساس فهم القيم الإنسانيّة والخير العامّ.

Articles similaires

Sorry! Image not available at this time

تحدي القراءة العربي يتوج أبطال دورته الـ 9 في الإمارات بعد غد

alittihad.ae - 29/Jun 06:54

ينظم تحدي القراءة العربي، بعد غد الثلاثاء، احتفالية حاشدة في مركز دبي التجاري...

Sorry! Image not available at this time

تحدي القراءة العربي يتوج أبطال دورته الـ 9 في الإمارات بعد غد

alittihad.ae - 29/Jun 06:54

ينظم تحدي القراءة العربي، بعد غد الثلاثاء، احتفالية حاشدة في مركز دبي التجاري...

Sorry! Image not available at this time

لا تكتفوا بالشهادات وطوروا مهاراتكم التكنولوجية

albiladpress.com - 27/Jun 13:04

إعداد الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة التحول الاقتصادي...

Sorry! Image not available at this time

برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية يبدأ تدريب الطلبة المرشحين لبعثات 2026

albiladpress.com - 30/Jun 11:57

بدأ برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية البرنامج التدريبي للطلبة المرشحين...

Sorry! Image not available at this time

من الضجيج إلى السكينة رحلة الإنسان إلى ذاته

blazwaktv.com - 24/Jun 23:51

في زحمة الحياة اليومية وتعقيداتها، كثيرًا ما نردد في أحاديثنا عبارات من قبيل:...

Sorry! Image not available at this time

نوال الخاطر: جهات عدة تدعم ريادة الأعمال للطلبة

albiladpress.com - 29/Jun 00:29

أكدت وكيل وزارة التربية نوال الخاطر أن العديد من الجهات الحكومية تدعم ريادة...

Sorry! Image not available at this time

واقع المخترعين في البحرين بين التحديات والفرص

albiladpress.com - 25/Jun 15:36

في خطوة علمية نوعية تهدف إلى تطوير منظومة الابتكار والاختراع في مملكة البحرين،...

Sorry! Image not available at this time

"التربية" تكرم المدارس الفائزة في الدورتين السادسة والسابعة من أولمبياد ريادة الأعمال والابتكار

albiladpress.com - 26/Jun 16:28

أقامت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا...

Sorry! Image not available at this time

ريم تقرأ لتنتصر.. الإمارات تُراهن على الحرف لبناء الإنسان

al-ain.com - 01/Jul 09:56

في أرضٍ تؤمن أن الحضارة تبدأ من العقل، وأن طريق المستقبل يمرّ عبر الحرف، تكتب دولة...

فرحة وطن بالمتفوقين.. رسائل شكر وطموحات تلامس «الفضاء» و«الذكاء الاصطناعي»

alittihad.ae - 29/Jun 21:13

مريم بوخطامين (رأس الخيمة، الظفرة، أبوظبي) غمرت مشاعر الفخر والامتنان أسر وطلبة...

Les derniers communiqués