هزاع أبو الريش لا تمثل الصحراء الإماراتية وحدها مصدراً ملهماً في الأدب والفن...
Vous n'êtes pas connecté
سعد عبد الراضيفي قلب الإمارات، حيث تلتقي الكثبان الذهبية بمدى السماء المفتوح، تشكّل الصحراء أكثر من مجرد امتداد جغرافي، إنها وجدان حيّ، وفضاء ثقافي نابض، ومختبر للتجربة الإنسانية والجمالية في آنٍ واحد. ولعلّ مهرجانات الصحراء التي تنظمها الجهات الثقافية بالدولة، على مدار العام، تُجسّد هذا الحضور المتجدد، إذ تجمع بين روح الأصالة ورؤية المعاصرة، وتربط الأجيال بجذورهم الصحراوية، عبر فعاليات تفيض بالتراث والرمز والجمال.وتشكل مهرجانات الصحراء الإماراتية مزيجاً متناغماً من التاريخ والتراث والتجديد، وهي ليست مجرد احتفالات، بل وسيلة حية لتعزيز الهوية، وبناء الجسور بين الماضي والمستقبل. فمن الظفرة إلى ليوا، ومن مليحة إلى الوثبة، تتجلى الصحراء بوصفها فضاءً خلاقاً، يُعيد تعريف الثقافة والفن والانتماء في المشهد الإماراتي المعاصر.«الاتحاد» تستعرض في هذه السطور آراء الباحثين والفنانين والمبدعين، للتعرف إلى آرائهم في التأثر والتأثير بينهم وبين الصحراء الإماراتية التي تعد جزءاً أصيلاً من الموروث المحلي. في البداية يقول علي أحمد الكندي المرر، المستشار الثقافي في ديوان ممثل الحاكم بمنطقة الظفرة: «الثقافة الإماراتية مستمدة من الموروث الشعبي من عادات وتقاليد وفنون غنائية وشعرية، وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمكان. فإن سكان الإمارات الذين عاشوا في الصحراء كانت لهم ممارسات فرضتها عليهم تلك الأعمال. فإذا ارتحل الرجل عبر جَمَلهِ غنّى (التغرودة)، لأن الجمل يتأثر بالصوت الشجي فيجري ويقطع المسافات بلا عناء. وإذا ارتحلت القافلة عبر الصحراء، وخصوصاً في وقت المساء، غنى الرجال (الونّة) بصوت عذب. وإذا زرع النخلة أو حفر بئراً، غنى (الحدوّة)، التي تبعث النشاط في نفس المزارع أو الذين يحفرون البئر».ويضيف أن بيئة الصحراء أثرت في الكلام والشعر: «فإنك تجد في أشعارهم وصفاً جميلاً للرياح والأمطار والنباتات البرية، والظباء، وتجد الشاعر يعتز بعاداته الأصيلة من كرم وسماحة وشهامة. وكل من كان على معرفة بتلك الثقافة ومطلعاً على الموروث الشعبي، ستفتح أمامه أبواب لفهم البنية الثقافية للمجتمع، وسوف يسهل عليه طريق الإبداع في الأدب والشعر والفنون البدوية الأصيلة». تأثير كبير من جانبها، تقول الكاتبة شمسة الظاهري، رئيسة تحرير مجلة «تراث»: «تمثّل الصحراء الإماراتية أكثر من مجرد حيّز جغرافي مكون من الكثبان والرمال، فهي فضاء وجودي وثقافي مركّب، يتداخل فيه الإدراك الحسي بالرمزي، ويُعبر فيه الإنسان عن ذاته وعالمه ضمن شروط الطبيعة». وتضيف: «الصحراء بوصفها مشهداً مشحوناً بالمعنى، يتجاوز وظيفته الفيزيائية إلى كونه حاملاً للهوية وموئلاً للتخيل الجمعي. لم تكن خلفية محايدة للحياة، بل فاعلاً أنثروبولوجياً شارك في إنتاج الوعي، وأسهم في تشكيل القيم والسلوك والتجربة الجمالية الأولى». وتتابع: «لقد غدت الصحراء الإماراتية ميداناً للتمرّس على مهارات البقاء، واكتساب صفات الجلد والكرم والانتباه الحسي. وقد وفّرت شروطاً لتفتح أولى البذور الإبداعية في الشعر النبطي والحكاية الشفاهية والأهازيج الشعبية، التي جسّدت بدورها نظُماً رمزية ذات بنية دلالية عميقة». ذاكرة حية وفي مشهد مكمل، يوضح الأديب سعيد البادي رؤيته، قائلاً: «الصحراء في وجدان المبدع الإماراتي: مرآة الروح ومهد المعنى. ليست الصحراء فراغاً كما يُخيّل لمن لم يعشها، بل امتلاءٌ من نوع آخر، امتلاءٌ بالصمت، بالرهبة، بالإيحاء. هي المساحة التي تُعطي المعنى لأنه نادر، وتمنح الضوء لأن الليل فيها طويل». ويتابع: «في الإمارات، الصحراء ليست فقط جغرافيا، بل ذاكرةٌ حية، ومتنفسٌ داخلي، ومأوى للمخيّلة المتعبة. من رمالها ولد الشعر النبطي، ومن تلالها تهدهدت الحكايات، ومن نخلها وظلّ السراب، تشكّلت الصور الأولى في عيون الأطفال الذين سيغدون يوماً شعراء ورواة وفنانين». ويضيف: «الصحراء هي المكان الوحيد الذي تَسكت فيه الضوضاء بما يكفي، ليسمع المبدع صوته الداخلي. هناك، لا مكان إلا للمواجهة، مع الذاكرة، مع اللغة، مع الوجود ذاته. ولا يولد الإبداع الحق إلا من هذا التمهل، وهذا الغوص في العمق». ويختتم البادي قائلاً: «الصحراء لا تُعطيك شيئاً بسرعة. تتعلّم أن تقول القليل، لأن كل كلمة لها وزن. من هنا، نشأت لدى المبدع الإماراتي تلك الحكمة الهادئة، والقدرة على تكثيف المعنى في أقل عدد من الكلمات، كأن كل بيت شعر هو جرعة ماء. حين يُنهكه ضجيج المدينة، يعود المبدع إلى الصحراء، لا ليهرب، بل ليتطهّر». روح وهويةأما الفنانة التشكيلية إبداع الحمادي، المقيمة في منطقة الظفرة، فتعبر عن تجربتها قائلة: «الصحراء ليست مجرد امتداد جغرافي في الإمارات، بل هي روح وهوية متجذّرة في وجداننا كمجتمع وفنانين. نشأتُ وأنا أرى في الرمال، والنباتات المحلية، والصقور، والجِمال، أكثر من مجرد مكوّنات طبيعية، بل شواهد على تاريخ وثقافة وموروث عريق». وتؤكد: «ارتباطي العاطفي بالصحراء هو ما ألهمني لتحويل أعمالي الفنية من لوحات إلى منتجات ملموسة تحمل هذه الروح - مثل المحافظ، الحقائب، وحتى برقع الطير - لتكون أعمالي جزءاً من الحياة اليومية وتحمل رسالة فنية ترتبط ببيئتنا المحلية». وتختتم بقولها: «أنا أؤمن بأن الفن يمكنه أن يعيش معنا، ويُعبر عن هويتنا أينما كنا. ولهذا اخترت أن أدمج بين جماليات الفن وتراث الصحراء، لأجعل من كل منتج أقدمه قطعة تحكي قصة، وتُبقي الموروث حياً ومعاصراً في آنٍ واحد».
هزاع أبو الريش لا تمثل الصحراء الإماراتية وحدها مصدراً ملهماً في الأدب والفن...
أبوظبي (وام) تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب...
افتتاح مبهر لموسم “نوستالجيا”.. عاطفة الأمس تحيي روح شالة تحت الرعاية السامية...
افتتاح مبهر لموسم “نوستالجيا”.. عاطفة الأمس تحيي روح شالة تحت الرعاية السامية...
الظفرة (وام)زار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش،...
الظفرة (وام)زار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش،...
دينا جوني (دبي) وسط أجواء احتفالية نابضة بالحماس والتنوع الثقافي، انطلقت أمس...
في عالم يزداد فيه التواصل والانفتاح على كل بقاع الأرض، ما زالت هناك أماكن تحتفظ...
آمنة الكتبي (دبي)أكد عدد من كبار المواطنين أن يوم عهد الاتحاد يمثل محطة وطنية مهمة...
أبوظبي (الاتحاد)وصفت ليلى بن بريك، مديرة الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي...