- AKHBARALFAJR.MA - A La Une - 25/Jun 15:06

خصائص البيتزا والخبز ..

في الولايات المتحدة، حين ترتفع فجأة طلبات البيتزا في محيط مقرات حساسة مثل البنتاغون أو وكالة الاستخبارات، يدرك المراقبون الروس أن شيئًا غير اعتيادي يحدث، لأن مسؤولي الأمن الأمريكيين حين يُستدعون لاجتماعات طارئة طويلة لا يغادرون المبنى، فيكتفون بطلب البيتزا، فتتحول هذه الوجبة السريعة إلى مؤشر استخباراتي يرصد عبره الخصم تحركات غير معلنة، وكل ارتفاع مفاجئ في عدد الطلبيات يعني احتمال عملية عسكرية وشيكة أو أزمة حادة، في المقابل، في المغرب، لا يحتاج الأمر إلى أجهزة تجسس متطورة أو رصد عبر الأقمار الصناعية، يكفي أن تشتري كمية خبز تفوق العادة حتى تشتعل الشكوك، فالبقال يلاحظ بصمت، والمقدم يتلقى الإشارة، والجيران يتهامسون، ذلك أن الخبز في الثقافة اليومية ليس فقط غذاء بل مؤشر سري لحركة غير مفسرة داخل البيت، فإذا كنت تشتري ثلاثة أرغفة ثم صرت تطلب عشرة، فإن هذا يعني أنك تستقبل أشخاصًا، وهؤلاء الأشخاص مجهولون، وقد يكون من الضروري معرفة من هم، ولماذا جاؤوا، وهل يحملون عنوانًا، وهل هم مستقرون أم عابرون، لأن أي تغير في استهلاك الخبز يُفسر اجتماعيًا على أنه حدث يجب التدقيق فيه، وليس مجرد تفصيل منزلي، فترتفع يقظة مقدم الحي، ويتحول بيتك إلى نقطة استعلامات غير رسمية، وربما إلى محور سؤال في اجتماع داخلي، ليس وفق وثائق بل بناء على الحدس والعادة، إنها الرقابة الصامتة التي لا تحتاج إلى مذكرة تفتيش، بل فقط إلى أرغفة زائدة، وهكذا يصبح “مؤشر الخبز” بديلاً محليًا ساخرًا لمؤشر البيتزا الأمريكي، كلاهما يعتمد على مراقبة الاستهلاك الغذائي كمدخل لفهم ما لا يُقال، لكن الفارق أن البيتزا تُرصد من الخارج وتخص قرارات دولية، وأما الخبز فيُرصد من الداخل ويخص خصوصيات الناس، أحدهما أداة تحليل جيوسياسي، والآخر...