- TAMGHRABIT24.MA - A La Une - 14/Aug 19:09

قمة الاستهتار بحياة المواطنين في “سوبريجا” بالجديدة

تشهد ساكنة المجمع السكني التابع للفوسفاط، والمعروف محليًا بـ"سوبريجا"، وضعًا بيئيًا وصحيًا مقلقًا يرقى إلى مستوى الاستهتار الصريح بسلامة المواطنين. فمنذ أول أمس، وإلى حدود كتابة هذه السطور، لا يزال السكان يواجهون تسرّب مياه آسنة تنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف، وسط صمت وتراخٍ غير مبرر من الشركة الجديدة المفوَّض لها توزيع الماء والكهرباء بالمدينة. ورغم الاتصالات المتكررة التي أجراها المتضررون عبر الأرقام الرسمية المخصصة للشكايات، لم يتلقّوا سوى إجابة نمطية واحدة: "لقد سجلنا شكايتكم وأحلناها على المصلحة المختصة". لكن هذه العبارة، التي كان يُفترض أن تترجم إلى تدخل عاجل، تحوّلت إلى مجرّد جملة إدارية جوفاء، في وقت تتفاقم فيه المعاناة على الأرض. النتيجة: انتشار روائح خانقة، وظهور حشرات غريبة، وتزايد المخاوف من تفشي أمراض وبائية، خاصة مع موجة الحرّ التي تضرب المنطقة، ما يهدد الأطفال الذين يلهون قرب هذه المستنقعات المفتوحة. هذا التقاعس لا يمسّ فقط الصحة العامة، بل يكشف عن خلل خطير في التدبير، وغياب ثقافة الاستجابة السريعة لشكايات المواطنين، رغم أن الأمر يتعلق بحق أساسي في بيئة سليمة وحياة كريمة. إن ما يحدث في "سوبريجا" ليس مجرّد حادث عرضي، بل هو مؤشر على ضعف آليات المراقبة والمساءلة في تدبير المرافق الحيوية. وهو دعوة عاجلة للسلطات المحلية والمجالس المنتخبة للتدخل الفوري، ومحاسبة الجهة المفوَّضة، قبل أن يتحول الإهمال إلى كارثة صحية يصعب احتواؤها.