- ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 21:15

“الجرعة الباردة”.. ضيافة عاشوراء العابرة للديانات والطوائف

سواء في موسم عاشوراء أو طيلة أيام العام، فإن مبردات “ماء السبيل” تنتشر في نقاط ومواقع كثيرة في المدن والقرى، فالبحرينيون المعروفون بالكرم منذ القدم، يعتبرون سقاية الماء، لاسيما للصدقة الجارية عن المتوفين، واحدة من أنبل صور الرحمة والعطاء. ضيافة لا تفرق إذًا، للثلج هنا رمزية تختلف عن المعهود حين نربطها بموسم عاشوراء، ففي طقس يوليو الحار، تجسد المضائف الحسينية ملامح الكرم الإنساني العابر للطوائف والديانات، فلا تفرّق الضيافة بين زائر ومارّ، بين سائل وصامت، فـ “الجرعة الباردة”، تتحول إلى رمز للرحمة والعطاء في مناسبة جسّدت أعظم معاني الفداء. 24 ساعة المشاهد تمتلئ بالبحرينيين من مختلف الأعمار: من الأطفال إلى كبار السن، تطوعوا في تلك المضائف لتقديم الماء البارد والعصائر والـ “شربت” بمختلف نكهاته، حيث يستلهمون من عاشوراء مبادئ البذل الكريم، وفي بعض المناطق، تبقى المضائف مفتوحة 24 ساعة بلا انقطاع، مستعينة بمصانع وموردي الثلج، الذين يلبون الطلب المتزايد على قوالب ومكعبات الثلج من مختلف الأحجام. أطنان الثلج في مصانع الثلج، يتضاعف الإنتاج لتلبية طلبات موسم عاشوراء، وأكثر القوالب استهلاكًا تلك التي تتراوح أوزانها بين 10 و26 كيلوغرامًا، وتنتج الآلات سعة 30 طنا قرابة 350 قالبا يوميا، أما آليات 10 أطنان فتنتج يوميا 270 قالبًا، ويتطلب تجمد القوالب بين 9 ساعات و24 ساعة، وفي المتوسط، يبلغ سعر القالب زنة 26 كيلوغرامًا 500 فلس، فيما بعض المصانع تنتج قرابة 5 أطنان يوميًا (الطن = 1000 كيلوغرام). رمز ودرس تلك المشاهد ليست مجرد كؤوس مشروبات.. بل رسالة حب وسلام، وامتداد إنساني لنهج الحسين عليه السلام، فكان الماء في عاشوراء أكثر من ضرورة، إنه رمز حياة ودرس في الكرامة.