- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 15/Jul 15:04

انتشار الحشرات في الصيف يثير مخاوف بيئية وصحية

مع اشتداد درجات الحرارة والرطوبة خلال فصل الصيف، تبرز في البحرين تحديات موسمية متكررة تتعلق بانتشار الحشرات في الأحياء السكنية والمناطق العامة، ما يشكّل مصدر إزعاج، وقلق صحي، وبيئي للمواطنين والمقيمين. ففي الوقت الذي تبحث فيه هذه الكائنات الصغيرة، مثل الحشرات بأنواعها عن مصادر الغذاء والماء والمأوى، يجد الناس أنفسهم في مواجهة شبه يومية معها، إذ تختلف درجات ضررها بين ما هو مزعج فقط، وما قد يشكّل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة، خصوصًا تلك الأنواع القادرة على نقل الأمراض أو التسبب في تهيّجات جلدية ومضاعفات صحية خطيرة، الأمر الذي يستدعي رفع مستوى الوعي المجتمعي واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة. وفي هذا السياق يؤكد خبير مكافحة آفات الصحة العامة خالد البورشيد أن فصل الصيف يُعد البيئة المثالية لتكاثر العديد من الحشرات، من أبرزها الصراصير، سواء الأمريكية أو الألمانية، إضافة إلى صرصور الليل وبقّ الفراش، الذي ينشط بشكل خاص خلال هذه الفترة نتيجة زيادة التنقلات والسفر، ما يسهم في انتقاله من مكان إلى آخر. كما أشار إلى انتشار بعض الأنواع الموسمية مثل "القراد"، والذي يظهر غالبًا في المنازل التي تتواجد بها حيوانات أليفة مثل القطط أو الكلاب أو الحمام والعصافير، بالإضافة إلى آفات تنتشر في المناطق الزراعية مثل العناكب والحريشة المعروفة محليًا باسم "أم 44"، والتي قد تتسبب في لدغات مؤلمة وخطيرة أحيانًا. ولفت البورشيد إلى أن ذباب الفاكهة من الحشرات التي تتزايد أعدادها خلال فصل الصيف، حيث يظهر بشكل لافت في صناديق الفواكه والخضراوات، أو بالقرب من المجاري ومصارف المياه، محذرًا من إدخال هذه الصناديق إلى داخل المنازل، نظرًا لأنها قد تكون أوكارًا لتجمّع الحشرات القادمة من دول المنشأ، خصوصًا تلك الواردة من بعض الدول الآسيوية، والتي قد تكون مقاومة للمبيدات وتتكاثر بسرعة. كما أشار إلى أن النمل الصغير يُعد من الحشرات الأكثر انتشارًا في البيوت خلال الصيف، ويعود ذلك غالبًا إلى عدم تنظيف مواسير الصرف الصحي الخاصة بالمطابخ ودورات المياه، ما يوفر بيئة خصبة لتكاثره. وأوضح البورشيد أن من الإجراءات المهمة التي ينبغي على الأهالي اتباعها مع بداية كل صيف، تنظيف المجاري وتعقيم أنابيب الصرف الصحي، وذلك بعد انتهاء موسم البيات الشتوي، باستخدام المبيدات المناسبة أو الوسائل البيئية الآمنة، بهدف الحد من ظهور الحشرات داخل المنازل. وفيما يتعلق بالتعامل مع بقّ الفراش، نصح البورشيد بضرورة غسل الملابس بالماء الساخن وتعقيم الحقائب بعد العودة من السفر، حيث تساهم هذه الإجراءات في القضاء على الحشرات التي قد تنتقل عبر المطارات والطائرات، مؤكدًا أن المياه الساخنة تُعد وسيلة فعّالة في التخلص من بيوض الحشرات العالقة في الأقمشة أو الأمتعة. وفيما يخص استخدام المبيدات الحشرية داخل المنازل، شدد البورشيد على أهمية تهوية المنازل بشكل جيد بعد الرش للتخلص من آثار المواد الكيميائية، سواء كانت المبيدات تحتوي على رائحة أو عديمة الرائحة، محذرًا من رش المبيدات في غرف النوم أو فوق الأسرّة أو داخل غرف الأطفال، حيث إن تلك الأماكن تُعد "مناطق محرّمة" يجب تجنّب تعريضها للمواد الكيميائية حرصًا على صحة أفراد الأسرة. واختتم البورشيد بتوجيه سلسلة من التوصيات الوقائية، من أبرزها: التخلص من المياه الراكدة في الأواني والساحات، وإغلاق النوافذ باستخدام شِباك واقٍ يمنع دخول الحشرات، وحفظ الطعام في أوعية محكمة الإغلاق، وتنظيف الأرضيات والمطابخ باستمرار، واستخدام المبيدات الآمنة بطريقة مدروسة، مع الحرص على الصيانة الدورية لفتحات التصريف وإغلاق الشقوق ومنافذ التسرب داخل المنازل. كما دعا إلى ترسيخ ثقافة النظافة والتخزين السليم كأحد أهم عناصر الوقاية من الحشرات، مؤكدًا أن الوقاية تبدأ من داخل المنزل ووعي قاطنيه.