- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 23/Aug 20:33

الوجبة واحدة.. و “المكان” صاحب الكلمة الفصل بالأسعار

‎تشهد أسعار الوجبات تباينًا ملحوظًا بين “الكافتيريات” الشعبية والمطاعم منخفضة ومتوسطة التكلفة ومحال الوجبات السريعة و “الفودتراك”، في صورة تعكس اتساع الفارق في تكلفة تناول الطعام خارج المنزل، ويُلاحظ أن كثيرًا من “الكافتيريات” الشعبية والمطاعم منخفضة ومتوسطة التكلفة التي تُفتتح في السوق تقدّم في الأساس الوجبات نفسها التي اعتاد المستهلكون الحصول عليها في مطاعم سابقة مثل البرجر أو الشاورما أو الفلافل، لكن بأسعار أعلى نسبيًا. ‎وفي المقابل، لا تقتصر الزيادات على المطاعم الجديدة فقط، إذ إن بعض المطاعم قامت برفع أسعار وجباتها بنسب متفاوتة لكنها أقل؛ لتغطية تكاليف التشغيل أو مواكبة الأسعار السائدة في السوق؛ ما يجعل المستهلك يواجه تباينًا واضحًا بين مطعم وآخر حتى عند طلب الوجبة ذاتها. فبينما يمكن للزبون أن يحصل على سندويش برجر بسيط دون مشروب في إحدى “الكافتيريات” مقابل 500 فلس فقط، فإن السعر قد يصل إلى دينار في “الكافتيريا” المجاورة لها التي تقدم الأطعمة ذاتها بالحجم والمقادير نفسها، ولكنها تضيف قيمة علبة التغليف الموضوع عليها شعار المنشأة على إجمالي سعر المنتج؛ ما يرفع قيمتها إلى نحو ضعف المبلغ. وفي السياق ذاته، فإن السعر يقفز إلى نحو 5 دنانير عند الشراء من “فودتراك” يقدم وجبات بمفهوم عصري، ويصل إلى نحو 7 دنانير في المطاعم متوسطة التكلفة، في حين تُباع الوجبة كـ “كومبو” متكاملة في مطاعم الوجبات السريعة بسعر يتراوح ما بين دينارين ونصف وثلاثة دنانير ونصف. “البلاد” أجرت مقارنة بسيطة لأسعار الوجبات الخفيفة القليلة التكلفة مثل البطاطس المقلية وسندويش الطعمية (الفلافل)، شملت “الكافتيريات” الشعبية الصغيرة وبعض المطاعم قليلة التكلفة و “الفودتراك”، إذ تبيّن أن سعر السندويش يتراوح بين 250 فلسًا إلى 700 فلس فقط في “الكافتيريا”، بينما قد يصل في بعض المطاعم قليلة التكلفة إلى نحو دينارين ونصف، وهو ما يعكس التفاوت الكبير بين الخيارات المتاحة أمام المستهلك باختلاف مستوى المطعم ونوعية المكونات والخدمة المقدمة. وكذلك الأمر بالنسبة للبطاطس المقلية، إذ يتضح أن السعر يبدأ من 300 فلس ويصل إلى دينار ونصف الدينار في “الكافتيريات” الشعبية بحسب الحجم، بينما يتراوح السعر من دينار ونصف إلى ثلاثة دنانير في المطاعم متوسطة التكلفة و “الفودتراك” بالكمية نفسها التي تقدمها “الكافيتريات” الشعبية. وبحسب إحصاء صادر عن موقع Numbeo المتخصص في مقارنة تكاليف المعيشة عالميًا، فإن متوسط سعر الوجبة في مطعم بسيط بالبحرين ارتفع من نحو 2.5 دينار في العام 2018 إلى ما يقارب 3 دنانير في العامين 2024 - 2025، أي بنسبة زيادة تقترب من 20 % في خمس سنوات. ‎ويرجع هذا التباين في الأسعار إلى عوامل عدة، من أبرزها ارتفاع تكاليف التشغيل في المطاعم القليلة والمتوسطة التكلفة و “الكافتيريات”، خصوصًا من ناحية الإيجارات، والرواتب، وتجهيزات المعدات والمنتجات. ‎كما أن طبيعة المكونات الغذائية نفسها تُسهم في تفسير الفارق السعري بين “الكافتيريات” البسيطة والمطاعم متوسطة التكلفة، فـ “الكافتيريا” الشعبية غالبًا ما تعتمد على برجر جاهز مجمّد يُقلى مباشرة مع بطاطس مثلجة يتم تجهيزها بسرعة، إضافة إلى خبز يُشترى من المخابز التجارية بكميات كبيرة وبسعر منخفض؛ ما يساعدها على تقديم وجبات بأسعار بسيطة. ‎في المقابل، تسعى المطاعم متوسطة التكلفة و “الفودتراك” إلى تمييز نفسها عبر استخدام برجر يُحضّر داخل المطعم من لحوم طازجة، وبطاطس يتم تقشيرها وتقطيعها وطهيها يوميًا، فضلًا عن خبز يُخبز داخل المطبخ أو يُصنع خصيصًا بوصفات محلية، وهو ما يرفع جودة الوجبة ويزيد تكلفتها التشغيلية. ‎وبذلك ينعكس اختلاف المواد الخام وطريقة إعدادها مباشرة على السعر النهائي للزبون، ويسوغ الفارق الكبير بين نصف دينار في “الكافتيريا” وسبعة دنانير في المطاعم ذات المستوى المتوسط.