Maroc - ELJIHAWYA.MA - A La Une - 07/Jul 12:12

الاطار الوادنوني زابيلا يكتب: "مسؤوليتنا في زمن التفاهة بجهة كلميم وادنون"

د.زابيلا المختار، إطار سياسي بجهة كلميم وادنونالجهوية|مقال رايبات الحديث الذي يواكب كل مرة دورة من دورات مجلس الجهة أكثر النقاشات التي تقفز دائما إلى السطح في شكل إما إزعاج مقصود لطرف أو بهدف توجيه لخلق إزعاج من أصحاب القرار وأحيانا من داخل دوائر السلطة نفسها لجعل الرأي العام بجهة كلميم وادنون جاهلا بالأبعاد التي تحرك هذا النوع من الحوار والنقاش وتجعله سائدا كل دورة من دورات المجلس، وهو فعلا لا يدرك -أي الرأي العام-خطورة نتائجه على المدى الحالي والبعيد على العمل السياسي بالجهة ، والذي قد تكون نتائجه وخيمة على المدى المستقبلي إذا ما تطلب الحال مراجعة دستورية لربما قد تكون في المنظور القريب تماشيا مع التحولات العالمية وما تتطلبه المرحلة من ضرورة التماهي مع الأحداث الدولية الحالية وتموقع بلادنا داخلها وإن إقتضى الحال تفكيك بعض من المجالس المنتخبة جهويا.يوما بعد يوم ، يتأكد للرأي العام في جهة كلميم وادنون ، أننا نساق عنوة وتحت دفق من الإكراهات إلى أفق مجهول يكثر فيه الحديث عن تعثر مؤسستنا المنتخبة في جهة جد متقدمة على الجميع في الفقر والتنمية والبطالة..وهذه حالة تراجع قصوى عن كل الإلتزامات التي قدمتها الأحزاب المشاركة في تدبير مجلس الجهة وما أثارته في شعاراتها من الرفع من نسب الشغل ومحاربة البطالة وتوفير فرص الشغل وإحداث مشاريع إستثمارية كبيرة وفي تماه مع مؤسسة أخرى متعثرة وتحمل إسم مركز غير الإستثمار بالجهة، بالإضافة إلى تعثر أكبر المشاريع المهيكلة بالجهة والتي أصبحت تدخل الريبة والشك حول ظروف وملابسات هذا التأخير الكبير في إنجازها.وأعتقد جازما أنه حينما تغيب الممارسة السياسية المتخلقة بالقيم وتلتبس لديها المفاهيم ، يجب أن يبرز تلقائيا دور المثقف كطليعة التنوير والحقيقة والذي لن يكتمل إلا بتعدي الحدود ، ومعانقة هموم الناس والإنخراط الفعلي في النشاطات العملية بحيث يمثل الوجه الآخر للحقيقة بالجهة .ألم يحن الوقت والزمن لكي يستفيق المثقف من سبات هذا الهيام النخبوي المسرف ،الذي إنزاح به إلى موقف "لا مساس ولا تغيير" لتبقى الصورة لصالح الفايسبوك والتفاهة وما إلى ذلك من ترديدات دعاة نهايات السياسة . وهنا لا أريد المثقف العضوي بمفهوم غرامشي ولا ذلك المثقف الذي قد يزيد الطينة بلة ويصبح خلف الأحداث مستبدلا التحليل والتفكير بالتملق وترديد شعارات هذه القبيلة أو تلك أو ذاك الوزير أو تلك العائلة أو غيرها من الدوافع المبتدلة للوصول إلى المصلحة الشخصية وإنما أبحث في دور المثقف المسؤول القادر على تبيان العلاقة بين سؤال التحرر من التفاهة السائدة في كل شيء بالجهة وتحمل المسؤولية الأخلاقية في الرفع من مستوى وعي الرأي العام. وهنا لابد أن أكد -حتى لاتختلط المفاهيم- أن المثقف الذي أعنيه مرة ثانية قد يكون متعلما أو فلاحا أو صانعا أو كهربائيا... وليس ذلك الذي أصادفه في المقاهي يتحدث لغة فصيحة أو ذلك الذي يحتل السوشل ميديا مرة ينابز بالكلام الساقط ومرة يمدح هذا ويذم ذاك أو خبير في موضة النساء وهو لم يكن إيجابيا ولو حتى داخل أسرته.ففي إعتقادي ، أن من لا يساهم في إنتشال ساكنة جهة كلميم وادنون من التخلف والحقد والجريمة وغيرها من الظواهر السلبية ليس مثقفا مسؤولا حتى ولو حفظ المعلقات السبع كاملة وأتممها حتى وصلت العاشرة ، خاصة وفي ظل إنتشار الفايسبوك والمواقع الإجتماعية مشتتة بين الصالح والطالح حتى تعاضمت في جهتنا الشخصيات الفاسدة والمفسدة وتلك التي لا تمتلك أي إمكانيات وتقدم دون حشمة إستنادا لأشياء وأسباب أخرى في الإعلام وداخل الأوساط كنخبة وهي تبني كل كلامها على خطف كلمة من هنا أو معلومة عابرة ومجهولة الدلالة والمصادر أو إلتقاط صورة مع هذا المسؤول أو الرئيس الفلاني أو عرض شهادة تكريم على الحائط الفايسبوكي.وهذه الظاهرة أصبحت تنتشر وتسود وتتسع داخل جهتنا المحترمة بل وتستغل للسطو على المجتمع المدني في ظل غياب المصداقية والوعي والمسؤولية ، بل وللأسف أصبحت حتى السلطة تقدمهم كبديل سهل التوجيه وسهل التحكم ولا يكلفها الجهد في تبليغ الخطاب في وقت باتت بلادنا في أمس الحاجة للمثقفين الذين يستخدمون معرفتهم وتأثيرهم في ضبط الرأي العام وتحليل الأحداث و القضايا السياسية والإحتماعية بشكل موضوعي وتوجيه النقاش العام غير مرتبطين بشكل أو بآخر بمصالح محددة أو جماعات معينة من هذا اللون أو ذاك خاصة في ظل سيادة خطابات داخل مجلس الجهة والتي تفتقد الوعي بالسياسة و المفاهيم والأدوار وإستغلال الفرص المتاحة والتحديات السياسية بل الخطير هو الجهل بالسياسات الحكومية والنقاشات العامة الدائرة وطنيا حول التوجهات التنموية الكبرى لبلادنا.ومهما يكن من العوائق المصطنعة يبقى المثقف المسؤول صوتا مستقلا يطرح البدائل ويسلط الضوء على أوجه القصور في ما يجري حاليا بجهة كلميم وادنون.أتركوا حديث المقاهي وأنتم من يقال عنكم رهان التغيير.وإلى حديث آخر ...ولا تكونوا كمن يبحث عن الفرق بين القلون العصبي وبومزوي.سمركم قد يدوم ....*بقلم الاطار إبن كلميم المختار زابيلا