Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 12/Feb 13:14

باحث بوسني يكتشف سرا خطيرا في قرية باربار

سمير عثمانوفيتش: البحرين مرشحة لأن تكون "جنة عدن" الأسطورية   اكتشافات أثرية تشير إلى وجود حضارة متقدمة في البحرين منذ آلاف السنين   وثائقي دولي يكشف أسرار تاريخ البحرين ويفوز بجوائز عالمية  البحرين مرشحة  بقوة لأن تكون الموقع الذي عاش فيه الإله السومري "إنكي" قال الدكتور سمير عثمانوفيتش، مكتشف أهرامات البوسنة ورئيس عمليات التنقيب، إن البحرين قد تكون الموقع الحقيقي لـ"جنة عدن" الأسطورية المذكورة في النصوص القديمة. وأوضح أن بحثه في التاريخ والآثار ومنها "معابد باربار" قاده إلى دراسة الأساطير السومرية التي تصف جنة عدن بأنها أرض خصبة غنية بالمياه العذبة، وتحيط بها بساتين الفاكهة، وهي صفات تتطابق مع البحرين القديمة، التي كانت تُعرف تاريخيًا باسم "دلمون".  وأوضح في حديث لـ "البلاد" على هامش حفل استقبال لعالم الآثار البوسني أقامته جمعية البحرين - البوسنة والهرسك للصداقة والأعمال في حدائق الحواج بشارع البديع مساء أمس، أنه خلال رحلته الاستكشافية في البحرين، قام بدراسة معبد باربار، حيث لاحظ وجود ثلاث طبقات ثقافية متعاقبة من المعابد، مما يشير إلى أن الموقع كان مركزًا دينيًا وحضاريًا مهمًا منذ آلاف السنين. وأضاف أن أقدم معبد في باربار يحتوي على كتل حجرية ضخمة ذات أشكال متعددة الأضلاع، مثل السداسية والخماسية والثمانية الأضلاع، وهي تقنية بناء متقدمة تشبه إلى حد كبير الأساليب المستخدمة في بيرو، المكسيك، ومصر. وأكد أن هذه التشابهات المعمارية قد تدل على وجود صلة بين حضارة دلمون القديمة وحضارات أخرى متقدمة في مناطق بعيدة حول العالم. وأضاف عثمانوفيتش أن البحرين تتميز بوجود مياه عذبة تتدفق من الأرض، على عكس الدول المجاورة التي يغلب عليها الطابع الصحراوي. وأوضح أن هذه الخصائص الجغرافية تجعل البحرين مرشحًا قويًا لأن تكون الموقع الذي عاش فيه الإله السومري "إنكي"، الذي ارتبط بالمياه والحياة وفق الميثولوجيا القديمة. كما أشار إلى أن البحرين، التي تقع عند ملتقى مياه الخليج العربي، تُمثل المكان الذي تلتقي فيه المياه العذبة والمالحة، وهي خاصية نادرة تتطابق مع الوصف الوارد في بعض النصوص التاريخية القديمة.    وأكد عثمانوفيتش أن زيارته للبحرين كانت جزءًا من مشروعه الوثائقي، الذي يتناول تاريخ الحضارات القديمة وعلاقتها بالمناطق الجغرافية التي استوطنوها. وأوضح أن هذا الفيلم الوثائقي يسلط الضوء على البحرين كمركز تجاري وثقافي مهم منذ آلاف السنين، حيث كانت تشكل محطة رئيسية في شبكة التجارة القديمة التي ربطت بين بلاد الرافدين والهند. وأضاف أن الوثائقي يعرض أدلة أثرية على أن البحرين كانت موطنًا لحضارة متقدمة، حيث تم العثور على آثار لمبانٍ حجرية ضخمة تشبه الهياكل الموجودة في البوسنة، المكسيك، ومصر، حيث زار الباحث معابد باربار التي تحتوي على تكوينات مشابهة لطريقة بناء الأهرامات والتي يعتقد أنها منتشرة في ثلاثين موقع حول العالم.   وكشف عثمانوفيتش أن الوثائقي الذي أعده حول هذه الاكتشافات فاز بجوائز في مهرجانات سينمائية دولية، من بينها مهرجان أنطاليا السينمائي في تركيا، ومهرجان سينمائي في المكسيك، وآخر في إيطاليا. وأكد أن هذه الجوائز تعكس أهمية المعلومات الجديدة التي يقدمها، والتي يمكن أن تغير فهمنا للتاريخ القديم.  بالإضافة إلى بحثه في البحرين، كشف عثمانوفيتش عن اكتشاف أثري هام في مدينة فيسوكو بالبوسنة، حيث تم العثور على أهرامات تعود إلى 29,200 عام، متجاوزة أهرامات الجيزة في مصر التي يُقدّر عمرها بحوالي 4500 عام. وأوضح أن عمليات التنقيب والتحليل العلمي أثبتت أن هذه الهياكل لم تتكون طبيعيًا، بل بُنيت باستخدام كتل خرسانية ضخمة ذات جودة تفوق الخرسانة الحديثة، مما يشير إلى وجود حضارة متقدمة في تلك الفترة.  وأضاف عثمانوفيتش أن فريقه اكتشف شبكة معقدة من الأنفاق تمتد تحت الأهرامات، وقد تم تنظيف وتوثيق أكثر من 3.5 كيلومترات منها حتى الآن، ويُعتقد أن هذه الأنفاق تمتد لعشرات الكيلومترات تحت الأرض. وأوضح أن هذه الممرات تحتوي على مواد عضوية متحجرة، مثل أوراق الأشجار، والتي تم تحليلها مخبريًا وتأكيد عمرها الذي يفوق 29 ألف عام، مما يؤكد أن المنطقة كانت مأهولة بحضارة متقدمة في فترة ما قبل التاريخ.  وأشار إلى أن هذه الأهرامات ليست معزولة، بل تشكل مجموعة متكاملة من ستة أهرامات رئيسية تُعرف باسم "هرم الشمس"، "هرم القمر"، "هرم التنين"، "هرم الأرض"، "هرم الحب"، و"الهرم السادس غير المكتشف بعد". وأوضح أن هذه الأهرامات تشكل فيما بينها مثلثات متساوية الأضلاع، مما يعكس مستوى متقدمًا من الفهم الهندسي لدى الحضارة التي بنتها.  وقال عثمانوفيتش أن مشروعه لم يحظَ بأي دعم مالي من الحكومة البوسنية أو الاتحاد الأوروبي، بسبب المعارضة التي يواجهها من بعض علماء الآثار التقليديين الذين يرفضون الاعتراف بهذه الاكتشافات. وأوضح أن الحكومة البوسنية أعطت فريقه إذنًا بالتنقيب، لكنها لم تقدم أي تمويل للمشروع.  وأضاف أن المشروع يعتمد بالكامل على التمويل الذاتي من خلال السياحة، حيث ارتفع عدد زوار الموقع الأثري بشكل هائل، من 10,000 زائر عام 2008 إلى 195,000 زائر في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 245,000 زائر في 2024، مع خطط مستقبلية لاستقبال نصف مليون زائر سنويًا خلال السنوات الخمس المقبلة. وأكد أن المشروع جذب اهتمامًا عالميًا، حيث شارك أكثر من 4,000 متطوع من مختلف أنحاء العالم في عمليات التنقيب على مدى السنوات الـ15 الماضية.  وأشار عثمانوفيتش إلى أن هذه الاكتشافات قد تُغير نظرة العالم إلى التاريخ البشري القديم، إذ تشير إلى أن الحضارات القديمة قد تكون أكثر تقدمًا مما كان يُعتقد سابقًا. وأضاف أن وجود أهرامات في مواقع متعددة حول العالم، مثل البوسنة، الصين، إندونيسيا، والمكسيك، يفتح الباب أمام أبحاث جديدة قد تعيد تشكيل فهمنا لأصول الحضارات البشرية.  وختم عثمانوفيتش حديثه بالتأكيد على أن العلم يجب أن يكون مفتوحًا لجميع الفرضيات، وأن الأدلة الأثرية والبحث العلمي هما الفيصل في تحديد الحقائق التاريخية. وقال إن مشروعه سيستمر رغم العقبات، وأنه يعمل حاليًا على إعداد المزيد من الدراسات والأبحاث لكشف المزيد من أسرار هذه الحضارات القديمة. مذكرات تفاهم ووقع جواد الحواج، رئيس جمعية البحرين-البوسنة للصداقة والأعمال مذكرة تفاهم عثمانوفيتش للتعاون كما وقع مذكرة تفاهم مع اللجنة البحرينية لليوغا للتعاون، منوهاً باستمرار الجمعية في جميع الجهود والفعاليات التي تعزز من العلاقات البحرينية البوسنية. نشاط جمعية البحرين – البوسنة من جانبه قال رياض يوسف، النائب الأول لجمعية البحرين-البوسنة للصداقة والأعمال أن جمعية البحرين-البوسنة، التي تأسست عام 2017، تلعب دورًا حيويًا في تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والتجارية بين البحرين والبوسنة والهرسك. وأوضح أن الجمعية تمكنت من تنظيم واستضافة عدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، مثل الرئيس السابق للبوسنة والهرسك، ووزير الخارجية البوسني، ورئيس الغرفة التجارية البوسنية، حيث تم خلال هذه اللقاءات بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات مختلفة. وأشار إلى أن الجمعية نجحت في تنسيق توقيع مذكرات تفاهم بين البرلمان البحريني والبرلمان البوسني، بالإضافة إلى اتفاقيات تعاون بين الغرف التجارية في البلدين، مما يسهم في تسهيل التبادل التجاري والاستثماري. كما لعبت الجمعية دورًا في تعزيز السياحة، من خلال التعاون مع شركة طيران الخليج لإطلاق رحلات مباشرة إلى البوسنة بنظام تأجير خاص، مما يسهم في دعم الحركة السياحية والتجارية بين البلدين. وأوضح يوسف أن الجمعية تعمل بشكل مستمر على تنظيم وتنسيق تبادل الوفود التجارية والثقافية بين مملكة البحرين والبوسنة والهرسك، مشيرًا إلى المشاركة في سوق السفارات ، إضافةً إلى استضافة شخصيات مؤثرة لتعزيز التعاون الثنائي.