Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 18:17

البريد الأميركي يتراجع عن قراره وقف تسلّم الطرود الصينية

أعلنت خدمة البريد الأميركية الأربعاء تراجعها عن قرار أصدرته قبل ساعات فقط من ذلك ويقضي بتوقّفها عن تسلّم الطرود الواردة من الصين وهونغ كونغ، في حلقة جديدة من مسلسل الحرب التجارية الدائرة بين واشنطن وبكين. وكانت خدمة البريد في الولايات المتحدة (يو اس بي اس) قد أعلنت الثلاثاء توقّفها عن قبول الطرود "موقتا" و"حتّى إشعار آخر"، من دون تبرير قرارها الذي أثار سخط بكين.وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان "نحضّ الولايات المتّحدة على التوقّف عن تسييس القضايا التجارية والاقتصادية واستغلالها" والكفّ عن "قمع الشركات الصينية على نحو غير معقول". لكن، بالرغم من "الاستياء الشديد" في بكين، دعا الناطق باسم الخارجية الصينية إلى "الحوار" لإنهاء الأزمة. وتصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين في الأيام الأخيرة بعدما فرضت أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم مجموعة من الرسوم الجمركية على منتجات بعضهما البعض، الأمر الذي أثّر على تجارة بمئات المليارات من الدولارات. وبعدما استُهدفت برسوم جمركية إضافية بنسبة 10 في المئة على كل صادراتها إلى الولايات المتحدة، ردت بكين على الفور الثلاثاء متوعّدة برفع الحواجز الجمركية على سلسلة من المنتجات الأميركية، من النفط الخام إلى الآلات الزراعية. كذلك، أعلنت الصين عن قيود جديدة على تصدير المعادن والعناصر شبه المعدنية المهمة المستخدمة في قطاعات مثل التعدين وغيرها. وتعهّد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان "اتّخاذ التدابير اللازمة لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية"،   - "شي إن" و"تيمو" - وفي سياق التدابير التجارية المتّخذة في حقّ الصين والتي برّرها ترامب بالحاجة إلى احتواء تدفّقات المخدّرات إلى الولايات المتحدة، إلغاء الإعفاء من الضرائب الذي كانت تحظى به الطرود التي لا تتخطّى قيمتها 800 دولار، في تدبير كان يعود بالنفع خصوصا على منصّات التجارة الإلكترونية الصينية من قبيل العملاقين "شي إن" و"تيمو". وفي بيان صدر الأسبوع الماضي، كشفت وكالة الجمارك وحماية الحدود الأميركية أن الطرود المعفاة من الرسوم الجمركية بلغت قيمتها أكثر من 1,36 مليار دولار في العام 2024. وترى واشنطن أنّ هذه الإعفاءات تخلق تحديات أمام تطبيق قوانين التجارة ومتطلّبات الصحة والسلامة وحقوق الملكية الفكرية وقواعد حماية المستهلك. وقد ينعكس هذا الإلغاء خصوصا على المنصّات الصينية الرائجة مثل "شي إن" و"تيمو" التي تبيع منتجات بأسعار زهيدة. كما قد تتأثّر به مجموعات تجارة إلكترونية غير صينية مثل العملاق الأميركي "أمازون". وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت أيضا عن عزمها فرض رسوم جمركية على الطرود الواردة إلى دولها من منصّات التجارة الصينية والمقدّرة قيمتها بمليارات الدولارات. غير أنّ بروكسل أكّدت أنّها لم تنسّق مع واشنطن في هذا الشأن. وتأتي التطوّرات الأخيرة في خدمة البريد الأميركي في ظلّ ازدياد العجز في الميزان التجاري الأميركي إلى ثاني أعلى مستوياته على الإطلاق العام الماضي، بحسب أحدث البيانات، وهو معيار لطالما استند إليه دونالد ترامب لتبرير حروبه التجارية مع الصين وبلدان أخرى.   - لا عجلة - وتؤثّر الخطوات التي أعلنت بكين عن دخولها حيّز التنفيذ في 10 فبراير على ما قيمته نحو 20 مليار دولار من البضائع الأميركية سنويا، أي ما يقرب من 12 في المئة من إجمالي الصادرات الأميركية إلى الصين، وفقا لحسابات "كابيتال إيكونوميكس". غير أنّ تأثير هذه الإجراءات لا يصل إلى مستوى تأثير الرسوم الجمركية التي أعلنت عنها الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتي ستطال سلعا صينية تصل قيمتها إلى نحو 450 مليار دولار. وكان ترامب أشار في وقت سابق إلى أنه قد يجري محادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في وقت مبكر من هذا الأسبوع. لكنّ الرئيس الأميركي لم يلبث أن تراجع قائلا إنّه "ليس في عجلة" من أمره للتحدث مع شي. واستحصلت المكسيك وكندا من جانبهما على مهلة 30 يوما قبل فرض رسوم جمركية بقيمة 25 في المئة على البضائع الواردة إلى الولايات المتحدة إثر تسويات تمّ التوصّل إليها في اللحظة الأخيرة مع ترامب.