Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 30/Jan 19:17

شاهدت لكم: الفيلم السعودي "هوبال" في سينيكو

في مشاهدة ثانية لي شخصيًا، بعد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي العام الماضي، وصل الفيلم السعودي الجديد "هوبال" إلى شاشات سينيكو مؤخرًا. الفيلم من إخراج عبد العزيز الشلاحي، وقصته تدور تحت قيادة الجد ليام، الذي يقدمه لنا المبدع إبراهيم الحساوي، الرجل الذي يتمسك بالتقاليد البدوية من خلال نأيه بنفسه عن الحضارة. هذه العائلة البدوية انتقلت إلى العزلة الصحراوية في وقت لم يعد بإمكانها الهروب من المستقبل أو من بعضها البعض. تدور أحداث فيلم "هوبال" في منطقة صحراوية سعودية قريبة من الخفجي قبل ستة أشهر من حرب الخليج عام 1990. يُسلِّط الفيلم الضوء على أن تنبيهًا إخباريًا عاجلًا حول الصراع الذي يلوح في الأفق بالكاد يُسمع مع بتال من الراديو (حمدي الفريدي)، أحد أبناء ليام، والذي يكافح من أجل الاستماع إلى الإذاعة في البرية النائية. عندما تُصاب رِفاع (أمل سامي)، وهي مراهقة في الأسرة، بالحصبة، تصبح تقارير النزاع المسلح ثانوية بالنسبة للصراع العائلي الداخلي فيما يتعلق برحلة محتملة إلى دولة مجاورة. يقاوم ليام فكرة أن العلاج لا يمكن أن يُوجد إلا في مدينة يربطها بالخطيئة، لكنه ينظر إلى مرضها على أنه حافز للانتقال، خاصة مع وجود علامات أخرى على الهلاك الوشيك: التحضير للحرب، ووفاة حفيده، وغياب ابنه ماجد الذي ترك وراءه ابنه الصغير عساف (حمد فرحان). يخاطر فيلم "هوبال" بإرباك جمهوره في وقت مبكر، حيث يقدم الفيلم بسرعة مشهدًا خطيرًا تدفن فيه والدة طفلتها، يليها إطلاق نار قاسٍ على كلب يقترب من القبر. تجبر هذه الافتتاحية الدرامية المخرج الشلاحي على تقديم كل فرد من أفراد العائلة التسعة بالاسم، مما يساعد المشاهدين على التتبع عندما تبدأ قافلة من الشاحنات في عبور الكثبان الرملية هربًا من مأساتهم. بالنسبة للمشاهدين غير المطلعين على المنطقة، قد ترمز هذه الشخصيات إلى المجتمع المتطور الذي نأى به ليام عنه، على الرغم من أن هذا قد يبدو غامضًا. ومع ذلك، فإن الصبر يؤتي ثماره حيث تصبح حالة رفاع نقطة اشتعال حاسمة للعائلة، حيث لا تخلق الحصبة فجوة جسدية بين الصغار والكبار فحسب، بل تتحدى أيضًا وجهات نظرهم حول الحداثة والاستباقية. بعد أن تم تقديمها بمفردها في الجزء الخلفي من شاحنة مسطحة بينما يتم حشر أقاربها في سياراتهم لنوع من الحجر الصحي، تبرز رفاهة كغريبة، لكنها ليست وحدها في إحساسها بالعزلة. على الرغم من أن ليام قد نشأ كخادم مخلص لله في عبادته، إلا أنه يتحمل العبء الثقيل لكونه شخصية قوية لعائلته - وهي سلطة لا جدال فيها ومراوغة. من المناسب أن يؤدي هذا الوزن من المسؤولية في النهاية إلى الاختفاء، تاركًا الأسرة لتفسير كيفية سن وصيته. يصبح غياب الجد القائد صارخًا مع تدهور صحة رفاع، وبينما تمتلك الأسرة نساء واثقات، من المتوقع أن يتولى الرجال فقط أدوارًا قيادية. ينشأ تناقض مقنع بين ابني ليام المتبقيين، وكلاهما ليس قائدًا مناسبًا. سيكون بتال الأكثر تحفظًا وتفكيرًا الأفضل في رعاية الأسرة، لكن ثقته تحطمت بعد رفض عرض زواج بشكل محرج. على العكس من ذلك، يتوق ابن ليام الأكثر اندفاعًا شنار (مشعل المطيري) إلى السلطة، لكنه يفتقر إلى الغرائز الأبوية، ولا يُظهر اهتمامًا كبيرًا برفاع على الرغم من كونها ابنته. يوفر المصور السينمائي محمود يوسف ومصمم الإنتاج عادل الشهراني للشلاحي والكاتب مفرج المجفل الفرصة لتأسيس ديناميكيات العلاقة المعقدة، وإشراك المشاهدين بصريًا في الأحداث. المنزل النابض بالحياة الذي تنشئه العائلة والتركيبات الذكية ملفتة للنظر، لا سيما العلاقة بين عساف ورفا، التي تم تصويرها من خلال مرآة ثنائية الاتجاه تتجاوز حاجز الخيمة التي تفصل بينهما أثناء مرضها. تؤكد هذه الصورة البسيطة والقوية أيضًا على الرابطة المشتركة بين الشخصيات الأصغر سنًا، على النقيض من الصراعات التي يواجهها الجيل الأكبر سنًا في تشكيل مثل هذه الروابط الواضحة. في الفيلم، من الواضح أن الشلاحي كان سابقًا لعصره في توضيح صدام القيم من وجهات نظر مختلفة. قد تؤدي المُثل المتضاربة التي شكلها العمر والجنس والتفاني الديني إلى توقف الأسرة، لكن إدراك هذه الاختلافات يدل على التقدم.