Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 19/Sep 23:02

“ميونخ الدولي للسيارات”.. سباق كهربائي بين عمالقة أوروبا.. وصعود الصين

انطلقت أخيرا فعاليات معرض ميونخ الدولي للسيارات 2025 في ألمانيا بكلمة افتتاحية من المستشار الألماني فريدريش ميرتس. وتتركز الأنظار في هذه الدورة على الطرازات الكهربائية الجديدة التي تقدمها شركات السيارات الألمانية الكبرى مثل “بي إم دبليو” و “مرسيدس” و “فولكس فاغن” و “أودي”، التي تواجه ضغوطا كبيرة بعد تراجع أرباحها في النصف الأول من العام الحالي. وشهد معرض ميونخ الدولي للسيارات 2025، منذ افتتاحه، موجة متتالية من الإعلانات الكبرى، مؤكدا أن صناعة السيارات الأوروبية تدخل مرحلة جديدة من الابتكار، فبعيدا عن العروض التقليدية، كشفت معظم الشركات الكبرى عن طرازات حاسمة ومبتكرة، في استجابة واضحة لضغوط السوق، وتزايد المنافسة من الشركات الصينية، وضرورة التحول نحو السيارات الكهربائية. وما يزال الحضور الصيني في المعرض يلفت الأنظار بقوة. ووفقا للرابطة الألمانية لصناعة السيارات، فإن الصين تملك أكبر عدد من العارضين الأجانب، بـ 116 شركة. وقدّمت شركات مثل “BYD” و “Xpeng” و “Leapmotor” تشكيلاتها الكاملة، من السيارات إلى البطاريات، وتقنيات القيادة الذاتية، و “LiDAR”، وأنظمة القيادة الذكية. ويأتي هذا الحضور القوي على رغم التوترات الجيوسياسية العالمية وتزايد السياسات الحمائية؛ ما يجعل حضور المصنعين الصينيين في ميونيخ ذا دلالة. ويصادف الشهر المقبل مرور عامين على بدء الاتحاد الأوروبي تحقيقا رسميا في الدعم الصيني للسيارات الكهربائية، إلى جانب الذكرى الأولى لتطبيق رسوم مكافحة الدعم على المنتجات الصينية. وقد أثبت الواقع أن الإجراءات الحمائية لم تعرقل تفضيلات السوق. ففي العامين الماضيين، لم تزد الشركات الصينية وجودها وانتشارها في أوروبا فحسب، بل واجهت أيضا اختبارات حقيقية من السوق الأوروبية. ووفقا لبيانات صادرة عن منظمة أوروبية مرموقة، استحوذت العلامات التجارية الصينية على 9.9 % من مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا في يوليو، لترتفع حصتها إلى 5.3 % من إجمالي سوق السيارات الأوروبية، متجاوزة حاجز 5 % لثلاثة أشهر متتالية. ويعكس هذا الأداء مرونة وقوة العلامات الصينية في مواصلة النمو على رغم التحديات. كما أن المشاركة المتزايدة لصانعي السيارات الصينيين في معرض ميونيخ تُظهر أن نجاح قطاع مركبات الطاقة الجديدة في الصين يستند إلى ميزة الكفاءة العالية المدعومة بالتكنولوجيا المتقدمة، وسلاسل الإمداد المتكاملة، وتجربة المستخدم الإيجابية، إلى جانب الطلب المحلي القوي. هذه العوامل تشكل الأساس الحقيقي لنمو الصناعة. علاوة على ذلك، يشكّل دخول السيارات الكهربائية الصينية ما يُعرف بـ “تأثير سمك السلور”؛ إذ يسهم في تنشيط الابتكار داخل سوق السيارات التقليدية في أوروبا، ويسرّع وتيرة التحول نحو الكهرباء والرقمنة. ويشهد القطاع الصناعي، خصوصا صناعة السيارات الأوروبية، تحوّلا عميقا في الذهنية، إذ بات المصنعون الأوروبيون أكثر انفتاحا على التغيير، بل ويسعون للتعاون مع نظرائهم الصينيين. وقد صرّح كبار المسؤولين في شركات مثل “فولكس فاغن”، و “رينو”، و “بي إم دبليو”، بأن التحدي الصيني يدفعهم إلى تحسين أدائهم، وتعزيز قدراتهم التنافسية، والاستفادة من نقاط قوة الشركات الصينية. وفي معرض ميونيخ للسيارات، عكست استراتيجيات الطاقة الجديدة والنماذج المستقبلية التي كشفت عنها شركات مثل “BMW”، و “مرسيدس بنز”، و “أودي”، هذا التحوّل بوضوح، إذ لم تعد هذه الشركات تلعب دور “المدافع”، بل أصبحت جزءا فاعلا من التغيير، وتتبنى دور الريادة في المرحلة المقبلة. وتتزايد المؤشرات التي تؤكد أن رغبة الصناعات الصينية والأوروبية في بناء شراكات مربحة للطرفين تتجاوز العقليات القديمة القائمة على “التسييس المفرط” للاقتصاد، فقد طوّرت الصين قدرات متقدمة في تكنولوجيا البطاريات، والأنظمة الذكية، وتكامل الطاقة المتجددة، في حين تتمتع أوروبا بخبرة طويلة في تصميم المركبات، وقوة علامات تجارية راسخة، وبعض مجالات التصنيع المتطور. وعلى أرض الواقع، تتجاوز حماسة الشركات في كلا الجانبين لإقامة تعاون فعّال، السياسات الأيديولوجية المتحفظة والمتأخرة التي يتبناها بعض صناع القرار في الاتحاد الأوروبي. ومن أبرز الأمثلة على ذلك استثمار “فولكس فاغن” في شركة Xpeng الصينية، والتعاون التقني الوثيق بين “مرسيدس بنز” و “جيلي”، وخطط “BYD” لإنشاء مصانع داخل أوروبا لتعزيز طابعها “الأوروبي” في الإنتاج. هذه التحركات تعكس حاجة واضحة ومرونة كبيرة ببناء تكامل أعمق في سلاسل التوريد بين الصين وأوروبا، بما يحقق منفعة مشتركة في قطاع السيارات المتحوّل. فقط المنتجات والشركات القادرة على اجتياز اختبارات السوق الفعلية هي التي تستطيع تلبية تفضيلات المستهلك ومواكبة تطورات الصناعة. في المقابل، تميل الصناعات التي تعتمد على الحماية التجارية والانغلاق إلى التراجع والركود؛ بسبب غياب الحافز الداخلي للتطور. وتُعد سوق سيارات الركاب في الصين مثالاً حيًّا على ذلك، إذ تم بيع 5.524 مليون مركبة في ستة أشهر فقط، إلى جانب ابتكارات نوعية مثل تقنية “الشحن لـ 10 دقائق مقابل مدى 400 كيلومتر”. هذه الإنجازات ما كانت لتتحقق لولا شدة المنافسة في السوق، التي دفعت إلى إطلاق العنان لإمكانات الابتكار والتطوير؛ ما يجعل التجربة الصينية نموذجا حيّا لأهمية المنافسة المفتوحة في دفع عجلة النمو الصناعي. ويُعد التقدم المتسارع والنفوذ العالمي المتنامي لشركات صناعة السيارات الصينية تجسيدا واضحا للترقية الشاملة في قوى الإنتاج الجديدة داخل الصين، فعلى مدى السنوات الأخيرة شهد كل من المستهلكين المحليين والزوار الأجانب كيف أصبحت المركبات الكهربائية الصينية واسعة الانتشار أكثر كفاءة في القيادة، وأكثر مساهمة في الاستدامة. وبنهاية العام 2024، تجاوز حجم استهلاك سوق مركبات الطاقة الجديدة (NEV) في الصين تريليوني يوان؛ ما عزز النمو السريع عبر السلسلة الصناعية بأكملها والقطاعات المرتبطة بها، وساهم بشكل ملموس في تحفيز الاقتصاد الكلي. هذا الزخم السوقي الهائل، إلى جانب التخطيط الصناعي المتكامل بعمق، سيُشكلان ركيزة استراتيجية تدفع بمزيد من الابتكار والنمو المستدام في قطاع السيارات الكهربائية داخل الصين وخارجها. هذه بعض أهم السيارات التي تم تقديمها هذا العام في معرض ميونخ للسيارات 2025: “BYD” حجزت شركة BYD الصينية لنفسها موقعا بارزا في المعرض هذا العام، وبعيدا عن مجرد عرض سياراتها، أطلقت الشركة سلسلة من الفعاليات المتنوعة التي استهدفت جمهورا واسعا، من الخبراء إلى عامة الناس. تتمحور استراتيجية “BYD” في المعرض حول خلق تجربة متكاملة، فقد أقامت الشركة متجرا مؤقتا ضخما في ساحة “أوديون بلاتز” بمساحة 600 متر مربع، حيث يمكن للزوار استكشاف مجموعة سياراتها بالكامل. وفي ساحة “كونيغس بلاتز”، خصصت الشركة مساحة أخرى لتقديم عروض توضيحية لتقنياتها المبتكرة، مثل نظام الشحن فائق السرعة الذي يمكنه إضافة ما يصل إلى 400 كيلومتر من المدى في خمس دقائق فقط.  وفي إطار سعيها لبناء الثقة مع العملاء، أعطت “BYD” الأولوية لتجارب القيادة، متوقعة أن يصل عددها إلى نحو 3000 تجربة في أسبوع المعرض. وأكدت دافينو أن تجارب القيادة هي “الركيزة الأساسية” لتعريف الناس بمنتجات الشركة وإبهارهم. “هيونداي Ioniq 3” في خطوة تهدف لتعزيز حضورها في سوق السيارات الكهربائية، قدمت “هيونداي” لإطلاق سيارتها الجديدة “Ioniq 3”، المستوحاة من سيارتها الاختبارية “Concept Three”.  ويأتي الطراز الجديد، الذي يبلغ طوله 4288 ملم، بأبعاد أكبر من منافستها “ID.3”، وأقصر قليلا من سيارة “هيونداي i30” التي تعمل بالبنزين. وعلى الرغم من أن السيارة الجديدة ستتخلى عن بعض اللمسات المبالغ فيها في التصميم الاختباري، مثل الأبواب التي تفتح بطريقة “كوتش” والشبك الأمامي المزود بشاشة بكسل، إلا أنها ستحافظ على تصميمها العصري والجذاب. “اكسبنغ P7” كشفت شركة اكسبنغ الصينية، عن سيارتها الكهربائية الجديدة “P7”، وكانت الشركة قد أزاحت الستار عن سيارة “P7” للمرة الأولى في مايو الماضي، لكنها اختارت معرض ميونخ لتكون منصة انطلاقتها الأوروبية. ويُعد هذا الظهور إشارة واضحة إلى خطط “XPeng” الطموحة للتوسع في الأسواق الأوروبية، والاعتماد على شراكتها مع “فولكس فاغن” لدعم مكانتها في القارة. “توغ” التركية وشهد المعرض حدثا لافتا تمثل في الكشف عن سيارة “T10F” الكهربائية بالكامل من إنتاج شركة Togg التركية. وتأتي هذه السيارة، التي أثارت اهتماما كبيرا، لتنافس بقوة في سوق السيارات الأوروبية، خصوصا بعد أن أعلنت الشركة عن خططها لطرح طرازيها “T10F” و “T10X” في ألمانيا هذا الشهر. وتأتي سيارة “T10F” بتصميم انسيابي من فئة “ليفت باك” بخمسة أبواب، وتتميز بواجهة أمامية عصرية، مع شبك مغلق ومصابيح LED أنيقة، وفتحات تهوية كبيرة. ويبلغ طول السيارة 4.83 متر؛ ما يجعلها أطول من سيارة “تسلا موديل 3” بنحو 11 سم. ”رينو كليو“ قدمت “رينو” الفرنسية الجيل السادس من سيارتها الصغيرة الشهيرة “كليو” للعام 2027. وعلى الرغم من أن الجيل الحالي ما يزال يحمل لقب السيارة الأكثر مبيعا في أوروبا للعام 2025، إلا أن التصميم الجديد كليا الذي يتميز بزوايا حادة يعد بالكثير، ويضع السيارة في موقع قوي لمواصلة نجاحها. من الناحية التصميمية، تم التركيز على جعل “كليو” الجديدة السيارة الأكثر جاذبية وديناميكية في فئتها. وستوفر “رينو” الجيل الجديد من “كليو” بخيارات محركات هجينة وتقليدية (تعمل بالبنزين فقط). ”كوبرا رافال” وشهدت مدينة ميونخ عرضا أوليا لسيارة “كوبرا رافال” الكهربائية بالكامل، وهي سيارة صغيرة رياضية طال انتظارها، ومن المقرر طرحها في الأسواق العام المقبل. وتمهيدا لإطلاقها الرسمي، عُرضت السيارة بنسختها النهائية المغطاة بطبقات تمويه تحمل رسومات تمثل خريطة حي “إل رافال” الشهير في مدينة برشلونة، الذي استمدت منه السيارة اسمها. وتأتي “رافال” كنسخة إنتاجية أكثر اعتدالا من السيارة الاختبارية “أوربان ريبيل” (UrbanRebel) التي كشفت عنها “كوبرا” لأول مرة في 2021. “بوليستر 6”  أعلنت شركة “بوليستر” عن أولوياتها المستقبلية التي تتمثل في إعطاء الأولوية لإنتاج سيارة “7 SUV” المدمجة والجيل الثاني من سيارة “2” السيدان؛ ما سيؤدي إلى تأجيل إطلاق سيارتها الفاخرة ذات السقف المكشوف “6”. ومن المقرر أن يبدأ إنتاج “بوليستر 7” في مصنع جديد بسلوفاكيا بحلول العام 2028، بالتعاون مع شركة فولفو. وستكون هذه السيارة خيارا أقل تكلفة من طرازي “4” و “5”؛ ما يجعلها أكثر سهولة في الوصول إلى فئة أوسع من العملاء. أما مقصورتها الداخلية، فتجمع بين البساطة والعصرية. وزُودت السيارة بشاشة عدادات رقمية بقياس 9 بوصات، وشاشة عرض على الزجاج الأمامي، بالإضافة إلى شاشة ترفيه عمودية بقياس 14.5 بوصة تعمل بنظام “Android Automotive” مع دعم كامل لخدمات “جوجل”. وصُممت المقاعد الأمامية بالتعاون مع شركة Recaro، وتتوفر بجلود فاخرة مع وظائف التدفئة والتهوية والتدليك. أما المقاعد الخلفية، فهي رباعية فاخرة تتمتع بالمزايا ذاتها. “GAC”  وقد شهد معرض ميونخ الظهور الأول لشركة GAC الصينية، التي عرضت خمسة من طرازاتها الرئيسة في مجال الطاقة الجديدة، وكشفت عن رؤيتها المستقبلية للتنقل تحت شعار “حل GAC”. كما أعلنت الشركة تقدم خطتها للسوق الأوروبية، وإطلاق سيارتها “AION V” في القارة. وفي كلمته الافتتاحية، أوضح رئيس شركة GAC Group فينغ شينغيا، أن “حل GAC” يقوم على ثلاث ركائز أساسية: الجودة العالية، والتقنيات الذكية، والتنقل الأخضر. وتستفيد “GAC” من شراكاتها مع قادة عالميين مثل “تويوتا” و “هوندا”، إلى جانب أبحاثها وتطويرها الذاتي؛ لتقديم مجموعة واسعة من السيارات الكهربائية والهجينة. وتعتمد “GAC” على أنظمة ذكية مثل نظام “ADiGO” القائم على الذكاء الاصطناعي، ونظام “X-SOUL” للحماية والسلامة؛ لتطوير مقصورات قيادة ذكية وتقنيات مساعدة متقدمة للسائق. “ليب موتور B05” في إطار خططها للتوسع السريع في السوق البريطانية، تستعد شركة “ليب موتور” الصينية لإطلاق سيارتها الجديدة “B05 هاتشباك”، التي ستنضم إلى طرازاتها السابقة “T03” و “C10” و “B10”. وتتميز سيارة “B05” الكهربائية الجديدة بتصميمها الجذاب، ومن المتوقع أن تقدم نطاق سير يصل إلى نحو 418 كيلومترا (260 ميلا) بشحنة واحدة. كما ستكون مزودة بالعديد من التقنيات المتقدمة. “أفاتر Vision Xpectra” في خطوة جريئة نحو المنافسة في قطاع السيارات الفاخرة، كشفت شركة “أفاتر” الصينية عن سيارتها الاختبارية المستقبلية “فيجن إكسبكترا“ بالمعرض. وتُعد هذه السيارة، التي تجمع بين الأناقة والفخامة، تأكيدا لطموح “أفاتر” لدخول السوق الأوروبية بقوة. وتأتي سيارة “Vision Xpectra” بتصميم ضخم وأبعاد استثنائية تجعلها تنافس سيارات مثل “رولز رويس مايباخ” و “فانتوم”. ويبلغ طولها 5,843 ملم، وقاعدة عجلاتها 3,450 ملم؛ ما يمنحها حضورا فخما على الطريق. وتتميز الواجهة الأمامية بمصابيح “LED” نحيفة وشبك منحوت يعكس القوة، بينما تبرز الجوانب بـ “رفارف” مربعة و “جنوط” ضخمة. *المصدر: “autoexpress”.