Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 23/Mar 09:34

مبادرات “حفظ النعمة”.. تكافل اجتماعي واستدامة بيئية

تشكل قضية حفظ النعمة ومكافحة الهدر الغذائي تحديًا عالميًا يتطلب تضافر الجهود لتحقيق استدامة الموارد وتعزيز الأمن الغذائي. وفي هذا السياق، تبرز مملكة البحرين كنموذج رائد عبر مبادراتها المتميزة لحفظ الأطعمة والاستفادة منها لصالح الفئات المحتاجة، ما يعزز قيم التكافل الاجتماعي والاستدامة. وتُعد مبادرة “جمعية حفظ النعمة” التي تأسست في العام 2014، من أبرز المبادرات الوطنية التي تهدف إلى جمع فائض الطعام من المطاعم والفنادق والمتاجر الكبرى، وإعادة توزيعه على الأسر المحتاجة وفق معايير صحية صارمة، وقد نجحت المبادرة في تقليل الهدر الغذائي، كما ساهمت في توعية المجتمع بأهمية ترشيد الاستهلاك وتعزيز ثقافة حفظ النعمة. وتمتاز مبادرة حفظ النعمة بشراكات استراتيجية مع المؤسسات الغذائية والفنادق الكبرى، إذ يتم جمع الطعام الفائض بطرق آمنة، وتعبئته في وجبات مناسبة توزع على المحتاجين، إضافةً إلى ذلك، تسهم المبادرة في تقليل البصمة الكربونية الناتجة عن النفايات الغذائية، ما يعكس التزام البحرين بتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتلعب مبادرات حفظ النعمة دورًا جوهريًا في تحقيق فوائد متعددة، ومن أبرزها: تعزيز التكافل الاجتماعي؛ إذ تتيح للأسر المحتاجة فرصة الحصول على غذاء صحي ومتوازن. وتقليل النفايات الغذائية؛ ما يسهم في الحد من الأضرار البيئية الناتجة عن التخلص غير السليم من الطعام. ودعم الاقتصاد المحلي عبر الاستفادة من الموارد المتاحة وتقليل الفاقد الغذائي. ورفع الوعي المجتمعي بأهمية الاستهلاك الرشيد والحفاظ على النعمة. مبادرات مشابهة لم تقتصر جهود حفظ النعمة على البحرين فقط، بل شهدت دول الخليج الشقيقة الأخرى إطلاق مشروعات مشابهة تهدف إلى الحد من الهدر الغذائي. فعلى سبيل المثال، في المملكة العربية السعودية، تأسست “جمعية إطعام” كمبادرة رائدة لجمع فائض الطعام من المطاعم والفنادق وتوزيعه على المحتاجين، ودولة الإمارات العربية المتحدة أطلقت مؤسسة “بنك الإمارات للطعام” مشروعًا مماثلًا بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة؛ لتوزيع الطعام الفائض على العمال والأسر المتعففة، أما في دولة الكويت، فتعمل مبادرة “حفظ النعمة” على جمع وتوزيع الأغذية بالتنسيق مع الجهات المعنية، مع برامج توعية للمجتمع.وتبرز مملكة البحرين ودول الخليج كنماذج ملهمة في مجال حفظ النعمة، عبر تبني استراتيجيات فعالة للحد من الهدر الغذائي وتعزيز الاستدامة، ومع تزايد الوعي المجتمعي بأهمية حفظ الموارد الغذائية، يمكن لهذه المبادرات أن تحقق تأثيرًا مستدامًا ينعكس إيجابًا على المجتمع والبيئة والاقتصاد.