Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 22:29

حرائق لوس أنجلوس ضمن الكوارث الأكثر تكلفة في تاريخ أميركا

ما تزال حرائق الغابات التي اندلعت هذا الأسبوع في مقاطعة لوس أنجلوس مستعرة، ومن المتوقع أن تكون من بين أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة. وتسببت الحرائق المدمرة في مقتل ما لا يقل عن 16 شخصًا وأحرقت أكثر من 12 ألف مبنى منذ يوم الثلاثاء، كما تسببت في تدمير أحياء كاملة كانت موطنًا لعقارات تقدر بملايين الدولارات. وعلى الرغم من أنه من المبكر جدًّا تقديم حصيلة دقيقة للخسائر المالية، إلا أن التقديرات تشير إلى أن الخسائر حتى الآن تجعل هذه الحرائق من أكثر الحرائق تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة. وأشار تقدير أولي من شركة “أكيو ويذر”، إلى أن الأضرار والخسائر الاقتصادية حتى الآن تتراوح بين 135 مليار دولار و150 مليار دولار. وللمقارنة، قدّرت “أكيو ويذر” الأضرار والخسائر الاقتصادية التي تسبب بها إعصار هيلين، الذي اجتاح 6 ولايات جنوبية شرقية في الخريف الماضي، بنحو 225 مليار دولار إلى 250 مليار دولار. وظلت حرائق الغابات في مقاطعة لوس أنجلوس، التي تأججت برياح سانتا آنا العاتية والجفاف الشديد، بعيدة عن نطاق السيطرة إلى حد كبير يوم السبت. وهذا يعني أن الحصيلة النهائية للخسائر الناجمة عن الحرائق من المرجح أن تزداد، وربما بشكل كبير. وتراجعت أسهم شركات التأمين الأميركية، بعد أن قدر محللون أن الخسائر المشمولة بالتأمين والناجمة عن حرائق الغابات في لوس أنجلوس قد تصل إلى 20 مليار دولار. وأعلنت السلطات المحلية، أن حصيلة القتلى نتيجة للحرائق المدمرة التي اجتاحت منطقة لوس أنجلوس الكبرى قد ارتفعت إلى 16 شخصًا على الأقل، مع استمرار تمدد حريق باليساديس في المناطق الشرقية من المدينة، مهدّدًا برينتوود وإنسينو. واشتعلت الحرائق بفعل الرياح العاتية، ما أسفر عن تدمير أكثر من 12 ألف مبنى وأدى إلى تدمير واسع النطاق في مناطق سكنية. تمدد الحريق يهدد المجتمعات الشرقية   بدأ حريق باليساديس، الذي يُعد أكبر حرائق كاليفورنيا في هذا الموسم، بالانتشار بشكل أسرع نحو الشرق، حيث أُصدرت أوامر بإخلاء ما لا يقل عن 153 ألفا من سكان لوس أنجلوس في ساعات الليل. في حين أن فرق الإطفاء قد تمكنت من احتواء الحريق بنسبة 11 % فقط، وكانت عمليات الإخلاء تستمر وتؤثر على العديد من المناطق السكنية في المدينة. أزمة في إمدادات المياه وحاكم كاليفورنيا يطالب بالتحقيق   من جانبه، دعا حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، إلى إجراء تحقيق مستقل في الحادث الذي أدى إلى فقدان ضغط المياه في صنابير مكافحة الحرائق المحلية. وأعرب عن قلقه من عدم توفر الإمدادات الكافية من خزان سانتا ينز، الذي يعد أحد المصادر الأساسية للمياه في مكافحة الحرائق. وقال نيوسوم: من غير المقبول أن نواجه نقصًا في المياه في وقت يحتاج فيه رجال الإطفاء إلى كل دعم ممكن لمكافحة هذه الكوارث. هذا التحقيق ضروري لضمان أن لا يتكرر هذا الخلل في المستقبل. إعلان حالة الطوارئ الصحية العامة   فيما يتعلق بالأضرار الصحية، أعلنت مقاطعة لوس أنجلوس حالة الطوارئ الصحية العامة بسبب الدخان والجسيمات الدقيقة التي تشكّل تهديدًا فوريًّا وطويل الأمد على صحة المواطنين. وقد حذّرت السلطات من أن التلوث الناتج عن الحريق قد يزيد من حالات الأمراض التنفسية والأزمات الصحية الأخرى في المناطق المتأثرة. أخطاء في السياسات العامة   وفي تحليل له بشأن الحرائق، قال المستشار السياسي د. أحمد الخزاعي، إن الحرائق الأخيرة في لوس أنجلوس تسلط الضوء على إخفاقات السياسات الأميركية في التعامل مع الكوارث الطبيعية وتغير المناخ.  وقال الخزاعي في تصريح لـ “البلاد”: إن هذه الحرائق لا تقتصر على كونها حدثًا طارئًا، بل هي أيضًا نتيجة لإخفاقات عدة على مستوى الإدارة والسياسات البيئية في الولايات المتحدة. وأشار الخزاعي إلى أن التغيرات المناخية، مثل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، ساعدت في اشتعال الحرائق، في وقت لم تأخذ فيه هذه التغيرات في الاعتبار بالتخطيط العمراني للمناطق المعرضة للخطر. كما لفت إلى أن التنمية السكنية في المناطق القريبة من الغابات تزيد من التهديدات، حيث لا تلتزم قوانين تقسيم الأراضي بمخاطر حرائق الغابات. وأكد أن أنظمة الاستجابة للطوارئ في كاليفورنيا تعاني من نقص التنسيق بين الجهات المعنية، ما يضعف استجابة الطوارئ. وأضاف أن التمويل الفيدرالي لمواجهة التغير المناخي ما يزال ضعيفًا وغير متسق، ما يبطئ الاستجابة للمخاطر البيئية المتزايدة. ورأى الخزاعي أن الحرائق تمثل انعكاسًا لتحديات كبيرة تواجه الولايات المتحدة، داعيًا إلى تبني سياسات أكثر فاعلية واستدامة في مواجهة الكوارث الطبيعية.