Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 16:40

700 دينار راتب أول سفير بحريني في مصر

استضاف مركز عبدالرحمن كانو الثقافي ندوة قدمها الكاتب والباحث البحريني الدكتور حسن مدن بعنوان "قراءة في مذكرات السفيرين تقي البحارنة وحسين الصباغ". الندوة شهدت حضورًا ثقافيًا ودبلوماسيًا، تناولت جوانب مهمة من مذكرات اثنين من رواد العمل الدبلوماسي البحريني. بدأ الدكتور مدن حديثه بالتأكيد على أن السفيرين تقي البحارنة وحسين الصباغ يمثلان نموذجًا استثنائيًا للسفراء المثقفين الذين لم تقتصر أدوارهم على العمل الدبلوماسي فقط، بل امتدت لتوثيق تجاربهم الشخصية والمهنية من خلال مؤلفات غنية.  وأشاد مدن بإسهاماتهما التي تتجاوز العمل الرسمي لتشمل تسليط الضوء على التحولات السياسية والثقافية والاجتماعية التي عاشاها. وقال في كتابه "مذكرات سفير البحرين والخليج العربي في عهد الاستقلال"، يروي السفير تقي البحارنة تفاصيل اختياره لأول مهمة دبلوماسية له كسفير بحريني في القاهرة بعد استقلال البحرين عام 1971. ويكشف البحارنة أن انتقاله من عالم التجارة إلى السلك الدبلوماسي جاء بعد مشاورات طويلة، بدأت عندما أبلغه أخوه صادق أن وزير المالية آنذاك، السيد محمود العلوي، طلب منه إبلاغ البحارنة بقرار تعيينه سفيراً. وقد أبدى البحارنة تردده في البداية بسبب قلة خبرته في العمل الدبلوماسي، خصوصاً أن المهمة تضمنت تأسيس أول سفارة بحرينية من الصفر، بما في ذلك تجهيز المبنى وتشكيل فريق العمل. وواصل: البحارنة يسرد في مذكراته حواراً طريفاً مع السيد محمود العلوي، حيث سأله الأخير عما إذا كان قلقاً بشأن الراتب، فأجابه البحارنة بأنه مهتم أكثر بفهم طبيعة العمل الدبلوماسي ومهامه.  وبالعودة إلى مذكرات السفير تقي البحارنة، يسرد في كتابه أن السيد العلوي، المعروف بدقته واهتمامه بالتفاصيل المالية، سأله بلهجة مباشرة: "هل تريد أن تسأل عن الراتب؟". فجاء رد البحارنة صريحاً بأنه لا يهتم بمسألة الراتب بقدر اهتمامه بفهم طبيعة العمل الدبلوماسي وما تتطلبه المهمة الجديدة من مسؤوليات. عندها أبلغه العلوي بأن الراتب سيكون 700 دينار، مؤكداً أن هذه المسألة محسومة مسبقاً.   وقال مدن: يبرز الكتاب دور سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، وزير الخارجية آنذاك، في طمأنة البحارنة وإرشاده خلال هذه المرحلة الانتقالية، مما شجعه على قبول المهمة. وبفخر، يوثق البحارنة التحديات التي واجهها في تأسيس السفارة، مؤكداً أن ثقته في رؤية القيادة البحرينية وتقديرها لخبراته هي التي دفعته لخوض هذه التجربة الفريدة. وأردف: تناول الكتاب مرحلة حرجة في التاريخ العربي، خاصة في ظل التحولات التي شهدتها مصر بين عهدي عبد الناصر والسادات. وواصل: أما السفير حسين الصباغ، فقد وثق تجربته الدبلوماسية في الصين في كتابه "يوميات سفير بحريني في الصين"، الذي يغطي فترة عمله كسفير للبحرين هناك بين عامي 1989 و1997.  وركز الدكتور مدن في عرضه على التفاصيل الإنسانية والثقافية التي سجلها الصباغ، مثل اهتمامه بفهم الثقافة الصينية ومتابعة التحولات الاقتصادية والسياسية الكبرى التي شهدتها الصين خلال تلك الحقبة. وأشار مدن إلى أن الصباغ كان نموذجًا للسفير الباحث، حيث أضاف إلى مذكراته أبعادًا معرفية من خلال قراءته المستفيضة عن تاريخ الصين وحضارتها.  وأشاد بقدرته على المزج بين الجانب الشخصي والعملي، مما يجعل كتابه مرجعًا قيمًا لفهم العلاقة بين البحرين والصين. تخللت الندوة مداخلات من السفيرين تقي البحارنة وحسين الصباغ، حيث قدم كل منهما إضافات حول تجربته الشخصية والمهنية.  وأشار البحارنة إلى بعض المواقف الطريفة والجادة التي واجهها أثناء عمله كسفير، بينما أكد الصباغ على أهمية تعزيز العلاقات مع الصين، مستعرضًا بعض المحطات البارزة خلال فترة عمله هناك. كما أثارت الندوة نقاشات من الحضور حول دور الدبلوماسية في تعزيز العلاقات الثقافية، وأهمية التوثيق كوسيلة للحفاظ على الذاكرة الوطنية.  واختتمت الندوة بتكريم الدكتور حسن مدن والسفيرين تقديرًا لإسهاماتهم المميزة في المجال الثقافي والدبلوماسي.