Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 19/Jun 13:38

النجمة السعودية فاطمة البنوي تتحدّث عن بدايتها في إخراج فيلم "بسمة"

"لقد دخلتُ السينما حقًّا في عام 2015 مع أول فيلم روائي طويل لي كممثلة بهدف واحد: سد الفجوة بين الفنون والتأثير الاجتماعي وعلم النفس" هكذا بدأت النجمة السعودية الجميلة فاطمة البنوي حديثها وقالت "وتمكنت من الاقتراب من هذا عندما عملت ككاتبة ومخرجة أكثر من كوني ممثلة". تناقش البنوي فيلمها الطويل الأول "بسمة" الذي تم عرضه على Netflix في وقت سابق من هذا الشهر، والذي لم تقم بإخراجه فحسب، بل قامت بكتابته (مع تقديم أغنية أصلية للموسيقى التصويرية) ولعبت دور البطولة، وهو دور امرأة سعودية شابة تعود إلى منزلها في جدة بعد عامين من الدراسة في الولايات المتحدة لتجد أن والديها قد انفصلا دون إخبارها بعد أن كافحت للتعامل مع المرض العقلي لوالدها، الدكتور عدلي الذي يحظى باحترام كبير (الذي يلعبه ياسر الساسي) بإتقان. تشعر بسمة بالذهول عندما تعلم أن والدها الحبيب قد غادر - والأسوأ من ذلك - أن معظم أفراد الأسرة، في أحسن الأحوال ويترددون في زيارته. إنها مقتنعة بأن كل ما يحتاجه هو حب ورعاية أحبائه، فانتقلت للعيش معه خلافًا لنصيحة والدتها هند (شيماء) وشقيقها وليد (تاريد سندي) وعمها حمزة (محمد عصام)، وبالطبع لا تسير الأمور بسلاسة. تقول لموقع arabnews "دراستي الجامعية في علم النفس، ووالدي طبيب نفساني، وأختي طبيبة نفسية، وهكذا لدي علم النفس وعلم الاجتماع في حمضي النووي“، وتضيف "نتحدث عن سيغموند فرويد على الغداء“ وهكذا عندما جلست لكتابة فيلمها الطويل الأول، كان من الطبيعي أن تختار الصحة العقلية كمحور لها. "كانت هناك اضطرابات شخصية مختلفة أو أمراض عقلية كنت أشعر بالفضول للتحقيق فيها، مثل الوسواس القهري أو الاكتئاب وبالطبع مضادات الاكتئاب منتشرة جدًّا في مجتمعي - وشعرت أنه ربما يمكن معالجة هذه القضايا في السينما“. في النهاية قرّرت عدم جعل الاكتئاب مرض الدكتور عدلي. تشرح قائلة: "أردت أن أتحدى بشيء يصعب ترجمته بصريًّا، حالة بجنون العظمة أو الفصام ليست مثل حالة الاكتئاب. هناك لغة سينمائية للاكتئاب - يمكنك وضع شخص في غرفة مظلمة، على سبيل المثال، لكن ما يعاني منه الدكتور عدلي هو هذه الأفكار أو الافتراضات الداخلية، ومن الصعب جدًّا ترجمة ذلك بصريًّا، لكنني أردت (القيام بذلك) لأنني شعرت أنه كان منتشرًا على نطاق واسع - كان هذا شيئًا يحدث بالفعل (في جميع أنحاء العالم)". كانت البنوي تدرك تمامًا أن تصوير المرض العقلي في السينما لم يكن ناجحًا دائمًا، تقول: "إنه يوقفني كثيرًا، عندما يجعلون الأمر يبدو وكأنه شخص يعاني من إعاقة ذهنية، ويمكن أن يعاني شخص ما من مرض عقلي شديد ويبدو طبيعيًّا بشكل لا يصدق - أكثر طبيعية منك أو مني. إنه حقًّا لا يظهر جسديًّا. إنها عملية داخلية، هذا هو السبب في أن المرض العقلي موضوع صعب وكان على ياسر حقًّا أن يفهم هذا الانقسام بين السيناريو الداخلي للدكتور عدلي مقابل كيفية تصرفه خارجيًّا، قلت له: "فكّر في نفسك كأب صعب مثل شيء ما يحفّزك وفجأة تنفج، ولكن بخلاف ذلك، فأنت في الواقع رائع جدًّا. أنت لائق ولطيف ولطيف وجذاب“، و"المرض النفسي مسألة عائلية، ولا يقتصر الأمر على المريض نفسه فحسب، بل على مجتمعه وكيف يتقبله ويتعاملون معه". تظهر الكيمياء الواضحة على الشاشة بين الممثلين - على الرغم من أنها كانت تجربتهم الأولى في التمثيل أمام الكاميرا بالنسبة للكثيرين منهم - مدى نجاح عملية اختيار الممثلين. "كان العنصر الأكثر أهمية هو إنشاء عائلة متماسكة وقابلة للتصديق، وكانت هذه واحدة من القضايا الرئيسة“، تقول البنوي "الشيء الثاني هو أنه - على الرغم من أنني أدرك أن الكثير من الممثلين والممثلات الرائعين قد (ظهروا في المملكة العربية السعودية) في العامين الماضيين - وكمخرجة، أردت أن أرى وجوهًا جديدة من الجميل أن نرى هذه المواهب التي لم تمنح فرصة من قبل، أو حتى لم تر نفسها تسلك هذا الطريق، وبصراحة، كان هذا الفريق بأكمله نعمة علي". لضمان "تماسك" الأسرة، حدّدت البنوي ثلاثة أسابيع من البروفات قبل التصوير، “لم أكن سأقوم بتدوير الكاميرا قبل ذلك، أردت الاقتراب من الممثلين كممثلة - وليس فقط كمخرجة، وأردت أن ألعب معهم وأن أقوم بالارتجال معهم وأن أشارك معهم حقًّا في شخصية بسمة وليس فاطمة. لم يكن بإمكاني فعل ذلك بدون بعض وقت اللعب - هذا ما أسميته ذلك. أردنا أن نلعب قبل العمل الحقيقي، وكان ذلك مهمًّا حقًّا بالنسبة لي. كان من الممتع مشاهدة هذه الطاقة تنمو". كانت العملية برمتها - وخاصة جمع الناس معًا لتسجيل الأغنية التي كتبتها في نهاية الفيلم - نوعًا من الارتداد، كما تروي البنوي وتقول: "قبل تقديم السينما في المملكة العربية السعودية، كانت هذه هي الطريقة التي سارت بها الأمور، لم نكن مهتمين بالأمور المالية أو أي شيء، وكنا مهتمين فقط بما إذا كنا نريد أن نكون جزءًا من شيء ما، وهذه هي الطريقة التي تكشف بها الجمال بالطبع، والآن مع كل الدعم والاعتراف، الشغف أصبح أكبر ومضروبًا في عشرة". و"بسمة" كانت حقًّا مشروعًا شغوفًا للبنوي، تقول: "إن جانب الصحة العقلية هو شيء مدفوع به بالطبع، لكنني أشعر أيضًا أنه من المهم أن تكون الأفلام شخصية وذات صلة وتعكس الإعدادات الاجتماعية، وبقدر ما أنا معجبة بأفلام الحركة والإثارة والكوميديا، أحب أن يكون لدي بعض الدراما العائلية وسط هؤلاء أيضًا، شيء قريب من الواقع، لهذا السبب أريد أن أصنع أفلامًا، وأن أدعو الأطفال الذين يشبهونني ذات مرة لمشاهدة أفلام مثل تلك التي نشأت وأنا أشاهدها الأفلام التي لها نص فرعي أو معنى، لكنني انخرطت فيها حقًّا، لقد تعلمت الكثير من المبادئ منهم".