Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 16/Jun 22:05

الدكتور ورسمه: زيارة الملك المعظم لبكين لفتة بارعة لتنشيط العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية والصين

تسمية طريق الحرير “سلك رود” جاءت بسبب التعاملات والبيوع المتعلقة بالحرير  بين الصين والشرق البحرين تنتهج سياسة الاقتصاد الحر والتجارة الحرة وفق المقاييس العالمية الصين ثاني اقتصاد في العالم وتتجه سريعا وبثبات ودون ضوضاء لاحتلال المركز الأول العديد من الأفواج السياحية الصينية تأتي للبحرين في زيارات مكثفة وهذا يشكل مصدر دخل مادي إدراج تدريس اللغة الصينية في جامعة البحرين وغيرها من المراكز التعليمية منذ عقود طويلة، كانت الصين إحدى أهم القوى الاقتصادية والسياسية في العالم. وتعتمد السياسة الصينية بشكل كبير على التوسع الاقتصادي في الدول الأخرى. ويتمثل ذلك في استثمارات كبيرة في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك التكنولوجيا والبنية التحتية. وقد أخذ تأثير الاقتصاد الصيني على العالم، خصوصا دول العالم الثالث، منذ أن أطلقت بكين مبادرة طريق الحرير منذ نحو عقد من الزمان. محليا، كان هناك زخم إعلامي على مستوى البحرين والإقليم والمنطقة، عقب الزيارة التاريخية التي قام بها ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة، بناء على دعوة من الرئيس الصيني شي جينبينغ، للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لمنتدى التعاون العربي الصيني. ولإلقاء مزيد من  الضوء على هذه الزيارة والعلاقات البحرينية الصينية ومبادرة الحزام والطريق، التقت  “البلاد” الخبير القانوني والاقتصادي الدكتور عبدالقادر ورسمه غالب، فإلى نص الحوار معه. دكتور عبدالقادر، كيف وجدت صدى الزيارة التي قام بها حديثا جلالة الملك المعظم إلى بكين، وهلا ألقيت لنا مزيدا من الضوء على العلاقات الثنائية والعربية مع جمهورية الصين الشعبية؟ زيارة جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، لجمهورية الصين الشعبية في الأيام الأخيرة، ومشاركته مع بعض القادة العرب في المؤتمر الاقتصادي التجاري بين الدول العربية والصين، شكلت لفتة ملكية بارعة في إحياء العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين الدول العربية والصين. والأهمية تأتي ضمن أشياء أخرى، وهي أن الصين تعد الآن ثاني اقتصاد في العالم، وتتجه سريعا وبثبات ودون ضوضاء لاحتلال المركز الأول في اقتصادات العالم، حيث تغطي منتجاتها وخدماتها كل ركن وكل بيت وكل جيب وكل متجر في كل دول العالم، وكما يقال، في البيت الأبيض، في واشنطن، تجد المنتجات الصينية. وتعود العلاقات التجارية والاقتصادية والمالية، بين الدول العربية والصين لمئات القرون، عبر ما كان يسمى جوازا طريق الحرير “سلك رود”. وجاءت التسمية الجميلة بسبب التعاملات والبيوع المتعلقة بالحرير الغالي، الذي كان يأتي في الغالب من الصين والشرق. وكان الحرير من أهم منتجات الأناقة والشياكة في ذلك الوقت، خصوصا في لبس النساء الأنيقات وفق معايير الأناقة والتجميل والمكياج في ذلك الوقت، بل وحتى الآن يشكل الحرير الطبيعي لبسة جميلة لافتة للنظر. ولماذا تهتم جمهورية الصين الشعبية بإحياء “طريق الحرير” في العصر الحديث؟ إحياء طريق الحرير الآن لفتح مرافق التجارة الحديثة، من التطلعات المرغوبة. وجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وبحكمته المعهودة ونظرته المستقبلية، ظل حريصا ومنذ فترة طويلة على توطيد العلاقات التجارية والاقتصادية بين مملكة البحرين وجمهورية الصين، عملاقة دول “البريكس”. والمتتبع للأحداث، يرى أن الصين ظلت بدورها تعمل بجهد كبير في تطوير علاقاتها مع مملكة البحرين، الجزيرة الجميلة وأرض الخلود وتاريخ تايلوس ودلمون المعروف عالميا. ومملكة البحرين تتميز بأنها ذات النظرة الاقتصادية المتفاءلة والمتطلعة لأخذ دورها الريادي في تطوير ودعم العلاقات التجارية مع جميع دول الشرق ومنها الصين وروسيا واليابان وكوريا والهند وهونج كونج  وغيرهم من لاعبي الاقتصاد الحديث المتطور. هل تشعر أن هناك أهدافا تنافسية ترمي لها بكين من وراء توطيد علاقاتها مع دول الشرق وخصوصا الشرق الأوسط؟ نظرا للنهضة الاقتصادية العارمة التي نجدها في الصين الشعبية، وغيرها من الدول الآسيوية، نجد سياسة التوجه “شرقا”، لدى العديد من الدول، في مقاربة ومقارنة مع التوجه “غربا” والتعامل مع أوربا وأميركا مثلا. والتوجه شرقا، لم يأت من فراغ، بل جاء لانفتاح دول الشرق في التعاملات التجارية وفق المعايير والأساليب التجارية المحضة لدعم التجارة العالمية وفق الأسس التنافسية الشريفة. وجاءت الثورة التقنية الحديثة التي يجيدها رواد شركات وتجار دول الشرق، وهذه النهضة التقنية أسهمت في زيادة التبادل التجاري لأرقام كبيرة لا تحصى في مختلف المنتجات، خصوصا مع الصين وجاراتها. وماذا عن العلاقات بين المملكة والجمهورية، ما المقاصد والمرامي من وراء زيارة القيادة الرشيدة لبكين في هذا التوقيت؟ مملكة البحرين، تنتهج سياسة الاقتصاد الحر والتجارة الحرة وفق المقاييس العالمية في ظل التنافسية المشروعة ومبادئ منظمة التحارة العالمية والسياسات والإجراءات المقننة لخدمة التجارة بشقيها المحلي والعالمي. وفي هذا الخضم، وجدت البحرين ضالتها وراحتها في التعامل التجاري مع الصين. ولهذا التماذج والتعاضد والاحترام المتبادل وحسن التعامل، زاد النشاط التجاري والاقتصادي بين البلدين، والذي كما ذكرنا ظل مستمرا ومتجددا منذ عصر طريق الحرير، الذي كان يغطي غالبية دول الخليج ومملكة البحرين مرورا ببعض الدول الآسيوية حتى المنتهى في الصين العملاقة. وتحقيقا لسياسة مملكة البحرين في تحقيق الانفتاح التجاري، توسعت العلاقات وزادت التبادلات التجارية مع الصين في مختلف المنتجات التقليدية والمتطورة، وهذا أدى بدوره لزيادة العلاقات السياحية بين البلدين والعديد من الأفواج السياحية الصينية تأتي للبحرين في زيارات مكثفة، وهذا يشكل مصدر دخل مادي ومعنوي للبحرين وكذلك للصين. وإضافة لازدهار العلاقات التجارية، نجد تطورا ملموسا في العلاقات التعليمية، حيث يدرس العديد من الطلاب البحرينيين في الجامعات والمعاهد الصينية، وبسبب هذا نلاحظ أن العلاقات الثقافية بين البلدين في تطور ملحوظ، ولهذا تم إدراج تدريس اللغة الصينية في جامعة البحرين وغيرها من المراكز التعليمية. وتعلم اللغات أمر مهم في تطوير العلاقات الشخصية والتجارية أيضا، وكما هو معلوم، فهو يزيد من تقوية العلاقات وتبادل المعلومات (ومن عرف لغة قوم، عرفهم أكثر...). ما دور الصين في مجموعة “البريكس”، وما هي الأهداف من تأسيس هذا الكيان باختصار؟ الصين مع بقية دول البريكس، تعمل جاهدة في تغيير السياسة والمنهجية الاقتصادية العالمية، والابتعاد من الهيمنة والسيطرة التي تقوم بها دولة وحيدة، إضافة لهيمنة الدولار على التعاملات المالية الدولية، وحان الوقت لتلعب دول العالم الثالث دورها في تحقيق السياسات المالية والاقتصادية التي تعود لها بالنفع المباشر. ومن دون شك، فإن الهيمنة أو الاحتكار يضر التعاملات التجارية، بينما الانفتاح وتوافر الفرص العديدة يقود للفوائد غير المحدودة لجميع الأطراف، في ظل تعامل يكسب فيه الجميع وكلهم يتشاركون في “الكيكة” بكل أريحية بعيدا عن التعالي وفرض الرأي لزيادة الكسب الذاتي. وكما ذكرنا، فإن مملكة البحرين تنتهج سياسة الانفتاح التجاري، وهي تتعامل مع كل الدول لتحقيق مصالحها، وبما يعود بالنفع لشعبها. وهذه النظرة الانفتاحية لها إيجابيات غير محدودة، ولكن في نفس الوقت، قد لا ترتاح لها بعض الدول التي ترغب في الهيمنة الذاتية والتعامل الاحتكاري. ولكن الحكمة التي يتمتع بها صاحب الجلالة الملك المعظم وحكومته الرشيدة، تعمل بكل جهد من أجل البحرين ولكل ما يعود بالفائدة لمملكة البحرين وشعبها في ظل علاقات محترمة وتجارة مزدهرة مع الدول الصديقة. ومن مثل هذه الممارسات الحكيمة والواقعية تنهض الدول وتتطور وتجني الفوائد لصالحها وصالح شعوبها. وهذا بيت القصيد.