Vous n'êtes pas connecté
أكدت اختصاصية الطب النفسي لمياء الأشقر ضمن مشاركتها بندوة صحيفة “البلاد”، أنه لابد من التعايش مع ضغوطات الحياة، حتى يتمكن الإنسان المبدع والمعطاء أن يواصل مسيرته في بناء مستقبله وازدهار المجتمع، في مقابل ذلك يتعرض إلى انتكاسات نفسية عرضية في أي لحظة، إلا أن الأهم من كل ذلك أن يتجاوزها بالشكل الصحيح. وأضافت أن الصحة النفسية قرار يتخذه المرء حتى يكون إنسانا سويا وإيجابيا، والمدرب أو “الكوتش” لا يمكن أن يحلّ محل الطبيب النفسي، وإنما قد يكمل أحدهما الآخر، لأن الطبيب النفسي يمارس مهنته بناء على دراساته العلمية وشهاداته الأكاديمية، وكذلك خبرته في مجال الطب النفسي تمنحه كامل الحق في أن يقدم علاجاته وفقاً لتخصصه والحالة التي يواجهها. وأشارت إلى أن دور الطبيب النفسي تشخيصي وعلاجي، وهو الذي يقرر نوعية وطريقة العلاج المطلوبة حسب مراحل المعاناة التي يعيشها الفرد، فإما علاج سلوكي معرفي أو دوائي. وأكدت أن الفرد قد يلجأ إلى الطبيب أولاً لأخذ استشارته عندما يشعر بتغييرات طرأت على سلوكياته أو مشاعره وأصبحت تؤثر عليه سلبًا وتنعكس بشكل ضار على نفسه ومجتمعه وعائلته وحتى عمله. وأوضحت أن أبرز المؤشرات التي يجب الالتفات إليها وعدم تجاهلها هي أمور عدة أهمها التوتر المستمر والقلق والضيق والاكتئاب وغيره. وأضافت أن الإنسان بشكل عام يحتاج إلى اهتمام أكثر بصحته النفسية كلما تقدم في العمر وكثرت مسؤولياته، ولا عيب أن يلجأ إلى أخذ الاستشارة من الطبيب النفسي لحمايته من الآثار التي قد تترتب عليه مستقبلاً بسبب الضغوطات التي قد يتعرض لها. وأشارت إلى أن المدرب له دور كبير في تعزيز الجودة والإنتاجية إلا أنه لا يمكن الاعتماد الكلي عليه في العملية العلاجية والتطويرية. وأكدت أن الأدوار محفوظة للمدربين نحو تحسين جودة الحياة وتطوير الذات وارتقائها نحو الأفضل في شتى المسارات الحياتية والوظيفية. واختتمت حديثها بالقول إن المجتمع البحريني تقدّم بنسبة كبير نحو تقبل فكرة استشارة الطبيب النفسي وعدم الشعور بالخجل أو العار، وأصبح متقبلاً أكثر لتحسين نمط حياته ونفسيته التي تؤثر على إنتاجيته، سواء في المحيط الأسري أو الاجتماعي أو العملي.