Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 25/Aug 16:42

الكليجا القصيمية.. تاريخ للتراث الطهوي امتد لأكثر من 500 عام

دخلت الكلجيا القصيمية مراحل متقدمة في إنتاج الأسر، ليصبح هذا النوع من الحلوى التقليدية ليس مجرد طعام شعبي، بل أصبح له دور اقتصادي مهم، نظير ما تحمله من دخل إضافي للكثير من الأسر، في حين لم تقتصر تلك المهنة السيدات كبيرات السن، بل انتقلت للفتيات مما أعطى لهذه المهنة فرصة للتطوير بأشكال التقديم والنكهات لهذا الطبق الأشهر في المملكة. جزء من الثقافة هذا المشهد اعتبره مختصون بـ"الاستدامة المالية للأسر المنتجة للكليجا" في الوقت الذي ازدهرت فيه تلك الصناعة بعد تعاقد الكثير من منافذ البيت من داخل القصيم وخارجها مع تلك الأسر لترويج وبيع منتجاتهم التي تلقى إقبالا واسعا طوال العام، خاصة وقت الأعياد والمناسبات، فالكليجا تعتبر جزءاً من الثقافة المحلية، والعديد من السياح الذين يزورون القصيم يحرصون على تجربة الكليجا وشرائها كهدايا تذكارية، مما يعزز من دور السياحة في الاقتصاد المحلي. ومع تزايد شعبية الكليجا، بدأت بعض الشركات في تصديرها إلى دول الخليج والدول العربية الأخرى، بل ووصلت إلى بعض الأسواق الأوروبية والأميركية التي تستهدف الجاليات العربية. الكليجا عالميا إدراج منظمة اليونسكو "كليجا القصيم" ضمن ثلاثة مخبوزات سعودية ضمن مبادرة "مخبوزات المدن المبدعة"، والتي قادتها هيئة فنون الطهي، حيث تعكس هذه المخبوزات التاريخ والتراث الطهوي، والتي تم اختيارها تقديراً للجهود المبذولة في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل تنمية مستدامة. في حين أكد مطلعون أن "الكليجا" لها تاريخ ممتد لأكثر من 500 عام، والذي يعكس رحلة طويلة من التراث الثقافي والغذائي في منطقة نجد، من بداياتها كطعام منزلي بسيط إلى تحولها إلى منتج تجاري وأيقونة ثقافية، واستطاعت الكليجا أن تحافظ على مكانتها كجزء من الهوية السعودية، في حين تستمر هذه الحلوى في الربط بين الماضي والحاضر، مقدمة مزيجًا فريدًا من التراث والتطور. تجارب صناع الكلجيا تقول أم طاهر إحدى بائعات هذا المنتج (بدأت عملي بالكليجا قبل 20 سنة، وحققت دخلا إضافيا جيدا، وأصبحت أشارك بالمهرجان والمناسبات، في الوقت الذي نقلت تلك المهنة إلى بناتي، نظير ما تعطيه تلك الصناعة من أرباح فوق من المتوقع، لاسيما أن لي زبائن من داخل القصيم وخارجها). وعن الأسعار تقول أم السهيل بائعة كليجا: إن الأسعار تعتمد على حجم العلبة "التنكة" فالعلبة الصغيرة تتراوح من 30 إلى 50 ريالا، والكبيرة من 60 إلى 100 ريال، على حسب جودة العمل وشهرة البائعة والتسويق للمنتج، وهناك العديد من الأنواع، منها الكلجيا المنفوخ، وهي عبارة عن بز ودبس تمر وعسل، وكليجا المجروش وهي عبارة عن دقيقة وسنام الإبل وسكر واليمون وقرفه. مهرجان الكلجيا في القصيم مهرجان الكليجا فعالية سنوية تُقام في منطقة القصيم، تحديدًا في مدينة بريدة، ويعد من أبرز المهرجانات التراثية في السعودية، حيث يهدف المهرجان إلى الاحتفاء بالكليجا كجزء من التراث الثقافي للمنطقة، وتعزيز الصناعة المحلية المرتبطة بها. ويجمع المهرجان بين الماضي والحاضر، مقدماً تجربة غنية للزوار تعكس عبق التراث السعودي وأصالته، حيث بلغ متوسط الحضور اليومي للمهرجان 20.000 ألف زائر يومياً، كما بلغ متوسط المبيعات مليون ريال يومياً، بما يعادل 20 مليونا خلال 20 يوماً، وحظي بمشاركة 200 من الأسر المنتجة، و700 شاب وفتاة يعملون في هذا العرس السنوي.