Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 08/Nov 20:22

"ولاد رزق 3 " وسر نجاح المخرج طارق العريان

في الجزء الثالث من الفيلم العربي " ولاد رزق" الذي شاهدته يوم أمس الأول كل شيء فيه يجري بسرعة عظيمة، أحداث شتى، منازعات وتهديدات ومعارك وأخطار وكمائن وفرار ومطاردات في السيارات، وتبادل إطلاق النار، وبعيدا عن تكلفة الفيلم ونجاحه في شباك التذاكر، إلا أن الأهم من وجهة نظري هي طريقة المخرج طارق العريان الذي تجذبه الموضوعات البوليسية المثيرة الحافلة بالعنف، كما في فيلمه الناجح " الإمبراطور" مع الفنان الكبير الراحل أحمد زكي وفيلم " الخلية" والأجزاء السابقة لفيلم " أولاد رزق". البعض يرى أن ثمة سقوطا شنيعا وابتعادا عن الواقع في أفلام طارق العريان، ولكن سر تفوق العريان تكمن في مسألتين مهمتين. الأولى نجاح أفلامه تجاريا بسبب مستواها الفني والفكري، والثانية قلة أفلامه التي يفرض عليها مستوى معينا غير قابل للمناقشة. في فيلمه الأخير " ولاد رزق 3 " استكمال لبقية الجزأين الأول والثاني عن الأشقاء الذين يمتهنون السرقة، ويدخلون في مواجهة مع " صقر والشربيني" حيث يتم تفجير معرض السيارات الخاص بهم ومن ثم يطلب منهم سرقة ساعة ثمينة موجودة في العاصمة السعودية الرياض  لبيعها وحل مشاكلهم مع سلطان الغول والعصابة. فكرة الأجزاء الثلاثة من الفيلم تدور حول هؤلاء الأشقاء وعالم الجريمة، ولكن بعناصر فكرية وخصائص فنية تنمو وتتبلور بين جزء وآخر. بمعنى. إن المخرج العريان يطلق العنان لأفكاره ومشاعره لتقديم شيء مختلف في كل جزء لدرجة أننا نحس أن الأجزاء الثلاثة من فيلم " ولاد رزق" يسيرون على ثلاثة خطوط متوازية، الثاني يعد امتدادا واعيا للأول، والثالث يكمل الثاني، وفي السينما العربية خاصة من الصعب جدا أن تنجح سلسلة أفلام كالتي يقدمها المخرج طارق العريان، فهي ظاهرة ربما لم تحدث في تاريخ السينما العربية لسبب واحد وهو خوف الشركات المنتجة من المغامرة، عكس السينما الأمريكية والسينما الهندية، رغم أن هناك عددا من سلسلة الأفلام " بخيت وعديلة" و " الفيل الأزرق" وغيرها.