Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 22:30

تفاؤل بمستقبل علاقتنا مع البحرين بمجالات التكنولوجيا والاستدامة

أكد السفير البريطاني لدى البحرين أليستير لونغ، أن ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وملك المملكة الأردنية الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، من أبرز الداعين إلى أهمية السلام والحوار في الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة، خصوصا في مجالات التكنولوجيا، والاستدامة، والبيئة والتعليم، مشيرا إلى أن هناك رؤية مشتركة بين البلدين لتحقيق النمو الشامل، والعمل على مشروعات تعود بالنفع والفائدة على اقتصادات البلدين ومجتمعاتهما، وأضاف أنه سواء كان الأمر يتعلق بالتعاون في التكنولوجيا الجديدة أو الاستثمار في الاستدامة، فإن مملكة البحرين والمملكة المتحدة تدركان أهمية الجهود المشتركة لدعم الازدهار المستقبلي لكلا البلدين. وفي حديث لوكالة أنباء البحرين “بنا”، عقب زيارة وزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية بالمملكة المتحدة ديفيد لامي، أوضح السفير لونغ أن زيارة الوزير إلى مملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية، كانت تهدف إلى الاستماع إلى “أصدقاء مقربين” في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة. وكان وزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية بالمملكة المتحدة قد أجرى أثناء زيارته في وقت سابق مملكة البحرين، محادثات مع صاحب الجلالة الملك المعظم، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ووزير الخارجية د. عبداللطيف الزياني، إذ بين السفير لونغ أن هذه الاجتماعات أكدت قوة العلاقات بين المملكة المتحدة ومملكة البحرين، والتزام الجانبين بالتعاون المستمر لمعالجة التحديات الإقليمية. وعن الشراكة الاستراتيجية بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة، وتوافقها مع الأولويات الخمس التي أعلن عنها وزير الخارجية البريطاني، التي تتضمن أزمة المناخ، وتعزيز الأمن العالمي، وتعزيز التنمية الدولية، وتعزيز حقوق الإنسان، وتعزيز التجارة العالمية، أوضح السفير لونغ أن هناك تقاربا كبيرا بين البلدين، مشددا على أن العلاقة بينهما لا تقتصر على اللقاءات الدورية، بل تتعلق بمعالجة القضايا العالمية الكبرى بشكل مشترك، مؤكدا أهمية وجود آليات مستمرة للحوار والتعاون، وأن زيارة وزير الخارجية البريطاني تدل على أن هذه الجهود تقودها الإرادة السياسية القوية، والصداقة الوثيقة بين البلدين. وأشاد السفير لونغ بالدور المحوري الذي تلعبه مملكة البحرين عبر رئاستها جامعة الدول العربية هذا العام؛ من أجل إيجاد الأرضية المناسبة للحوار وتعزيز السلام في المنطقة، كما أثنى على جهود مملكة البحرين تحت قيادة عاهل البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في قمة البحرين التي استضافتها المملكة في مايو الماضي، ووصفها بالنجاح من الناحيتين اللوجستية والدبلوماسية. وقال لونغ إن دور مملكة البحرين في رئاسة الدورة الحالية من أعمال القمة العربية كان واضحا، إذ تم التوصل إلى توافق في قضايا ملحة، مثل القضية الفلسطينية، والتعليم، والرعاية الصحية، والتكنولوجيا المالية، وعن دعوة البحرين لعقد مؤتمر دولي للسلام، أشار السفير إلى أن هذه المبادرة مرحب بها من قبل المملكة المتحدة، وقال إن مكانة البحرين المميزة تمكنها من استضافة مثل هذا المؤتمر، مشيرا إلى علاقات البحرين الدبلوماسية القوية مع مختلف الأطراف الإقليمية، وموقفها المتوازن الذي يجعلها الوسيط الأمثل لمحادثات السلام المستقبلية. وأضاف أن مملكة البحرين تدرك أهمية التوقيت المناسب لعقد هذا المؤتمر، لافتا إلى أن التركيز الحالي يجب أن يكون على تهدئة النزاعات الحالية، قبل الانتقال إلى مناقشة أفق السلام المستدام. وأكد السفير أن محادثات وزير الخارجية البريطاني شملت مناقشة القضايا الإقليمية الملحة، بما في ذلك الأوضاع في لبنان وغزة، والجهود المستمرة للعمل نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، كما شدد البلدان على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية في هذه المناطق، معربا السفير لونغ عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني في غزة، داعيا إلى اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الأزمة، مع تأكيد الهدف المشترك في إيجاد طريق نحو السلام. وقال إن زيارة وزير الخارجية البريطاني شملت أيضا منشأة الإسناد البحري البريطانية في مملكة البحرين، إذ تم إطلاعه على عمليات القوات البحرية المشتركة التي تضم 46 دولة، وتعمل هذه القوات على مكافحة الأنشطة غير القانونية، مثل تهريب المخدرات، والقرصنة، وتهريب الأسلحة، التي تهدد استقرار المنطقة. وأشاد السفير لونغ بدور مملكة البحرين في دعم هذه الجهود متعددة الأطراف، خصوصا في حماية الطرق البحرية، التي تعد حيوية للتجارة الدولية، كما أشار إلى التهديد المتزايد، الذي تشكله الهجمات الحوثية في باب المندب، مؤكدا رفض أي محاولة لربط هذه الهجمات بالوضع في قطاع غزة، مبينا أن هذا الربط يضلل الرأي العام. وتطرق السفير إلى العلاقة العريقة التي تربط مملكة البحرين والمملكة المتحدة، وتمتد لأكثر من 200 عام، ما يجعلها واحدة من أعرق العلاقات في المنطقة، مؤكدا أن هذه الصداقة مبنية على الاحترام المتبادل، والقيم المشتركة، والالتزام بالتعاون لمعالجة التحديات الإقليمية والدولية. واختتم السفير لونغ بالقول بأن زيارة وزير الخارجية البريطاني عززت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين بشكل أكبر، مشيرا إلى أن هذه الزيارة لم تكن مجرد لقاءات رسمية، بل أظهرت توافقا حقيقيا في الرؤى بين البلدين في قضايا السلام والأمن والتعاون الاقتصادي.