Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 30/Sep 00:12

كيف يمكنني إثبات “السلف” دون محرر مكتوب؟

تستقبل “البلاد” مختلف الاستفسارات وطلبات الاستشارة القانونية. وجرى التعاون مع نخبة من المحامين المرموقين الذين تفضلوا بالموافقة على الإجابة عن استفسارات القراء، التي وصلت لبريد معد الزاوية (shaima.hussain@albiladpress.com) أو من خلال حسابات “البلاد” بمنصات التواصل الاجتماعي. وللسائل ذكر اسمه إن رغب.  ومعنا في زاوية اليوم  المحامي تقي حسين.   السؤال: أحد الأصدقاء تدين مني مبلغا من المال، من دون أن ندون ذلك بشكل رسمي، فكيف لي أن أثبت “السلف” دون وجود محرر مكتوب؟ قد توجد بعض الظروف التي تجعل من شأن الحصول على الدليل الكتابي لإثبات الدين غير ممكنة من ناحية مادية أو أدبية، حيث إن وجوب الإثبات بالكاتبة مبني على افتراض إمكان الحصول على الدليل الكتابي، فيجوز إثبات ما يتجاوز 500 دينار بحريني بشهادة الشهود في حالات معينة حددها القانون، كوجود موانع حالت دون الحصول على دليل كتابي، فيجب على من يدعي المانع أن يقيم الدليل على ذلك، وتنقسم الموانع إلى: أولا:المانع المادي “كالتصرفات التي تُبرم عند حصول الحوادث كالحريق والفيضان. ثانيا: المانع الأدبي “ويرجع إلى ظروف معنوية كوجود رابطة بين الطرفين لا تسمح لأحدهما أن يطلب الكتابة من المتعاقد الأخر كرابطة الزواج مثلا”، أو الاحتجاج بفقد السند الكتابي لسبب اجنبي لا يد له فيه. ثالثا: ولإعمال هذا النص يجب أن يكون هناك سند كتابي في الأصل، وأن السند قد فُقد بسبب أجنبي لا يد له فيه، ويقع عليه عبء إثبات ذلك إعمالا لنص المادة (64) من قانون الإثبات البحريني، التي تنص على أنه “يجوز كذلك الإثبات بشهادة الشهود فيما كان يجب إثباته بدليل كتابي، ‌أ. إذا وجد مانع مادي أو أدبي يحول دون الحصول على دليل كتابي، وتعتبر علاقة الزوجية من الموانع الأدبية، ‌ب. إذا فقد الدائن سنده الكتابي بسبب أجنبي لا يد له فيه”. وهناك حالات يجوز الإثبات فيها بشهادة الشهود، على عكس ما ورد في دليل كتابي، وهذه الحالات لا تعد استثناء على القواعد الخاصة بوجوب الكتابة وتحصل بسبب الاحتيال على القانون، كون هذا الاحتيال ليس إلا واقعة مادية يجوز إثباتها بشهادة الشهود، فينصب الإثبات على الواقعة وليس على الدين نفسه.