Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 06/Oct 23:10

الراحل اللواء المتقاعد ربيعة الدوسري.. سجل حافل بالالتزام المهني والتضحيات

47 عاما من العمل الشرطي، قضاها متنقلا بين كل مجالات العمل في وزارة الداخلية، كان فيها نموذجا للانضباط والالتزام المهني والإخلاص الوطني. رحل عن عالمنا بعد خدمة طويلة وممتدة، جسد فيها الرؤية الوطنية لشرطة البحرين “ولاء وتضحية“. إنه اللواء المتقاعد ربيعة بن حمد السنان الدوسري، الذي تحكي سيرته الذاتية، تاريخا من العطاء والتميز في الأداء والقناعة، بأن خدمة البحرين وتعزيز مسيرة الأمن والاستقرار وترسيخ مشاعر الطمأنينة والأمان لدى المواطنين والمقيمين كافة، مهمة وواجب وطني، يستحق وبجدارة كل التضحيات. للواء المتقاعد المرحوم ربيعة الدوسري، سجل أمني حافل، ومحل للفخر والاعتزاز، إذ كان، رحمة الله عليه، وطنيا حتى النخاع، مؤمنا بأن البحرين وأهلها، يستحقون أمنا وأمانا؛ لأن هذه هي سمة البحرين، التي كانت وستبقى دائما وطنا آمنا مستقرا، بفضل تماسك أهله، وتكاتف مواطنيه، وما ينعمون به من ود وتسامح وتعايش، يشكل المظلة الحقيقية لكل من يعيش بالبحرين العزيزة. تقول صفحات التاريخ: إن اللواء المتقاعد المرحوم ربيعة الدوسري، بدأ مسيرته الوظيفية في شرطة البحرين في 1 أكتوبر 1955م، بعد تخرجه في مدرسة تدريب الضباط بالبحرين برتبة ملازم، وحصوله على شهادة في الحقوق وعلوم الشرطة. وقد كان لتأهيله وتدريبه المتميز وكفاءته المبكرة، الدور الحاسم في عمله بعدد من إدارات وزارة الداخلية. إذ التحق بعديد من الدورات التدريبية الأمنية والإدارية داخل البلاد وخارجها. وأثناء فترة خدمته الشرطية، عمل في إدارات عدة، منها قسم شرطة المنامة، قسم القرى. وشغل، رحمة الله عليه، عددا من المواقع، منها ممتحن تدريب السياقة بإدارة المرور والترخيص، آمر قسم ميناء سلمان، قيادة خفر السواحل، مدير إدارة أمن منطقة المحرق، مدير إدارة أمن المنطقة الوسطى. وعلى امتداد مسيرته الوظيفية، نال الفقيد أنواطا وأوسمة عدة، ففي الأعوام 1983 و1988 و2000 حصل الفقيد على نوط الأمن للخدمة الطويلة 25 سنة، ونوط الأمن لتقدير الخدمة من الدرجة الأولى، ونوط عهد الشيخ عيسى من الدرجة الأولى. وفي الأعوام 1983 و1986 و2000 حصل الفقيد على 3 أوسمة هي وسام البحرين من الدرجة الثالثة، وسام تقدير الخدمة العسكرية من الدرجة الأولى، ووسام الشيخ عيسى من الدرجة الثانية. وتدرج الفقيد في الرتب الشرطية، حتى حصل على رتبة لواء في 1 من ديسمبر 2002، ثم تقاعد بعدها بعامين في 31 أكتوبر 2004. وأكد وكيل وزارة الداخلية السابق الفريق المتقاعد الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة، أن الفقيد من أوائل الضباط بوزارة الداخلية، إذ انضم إليها في الخمسينات، وكان من الضباط ذوي الخبرة والعلم، وهذا سبب تنقله بين العديد من المناصب القيادية بالوزارة، وقد استفاد منه جميع من عمل معه سواء من الضباط أو الأفراد. ووصف الشيخ دعيج، الفقيد، بأنه كان صاحب خلق رفيع ويتمتع بشخصية أمنية بارزة، وكان حريصا جدا على أداء عمله الأمني بأكمل وجه دون كلل أو ملل، منوها بأنه من الشخصيات الأمنية التي يحق لنا أن نتفاخر بها ويحتذى بها، وكانت له بصمات أمنية بارزة، ومرت عليه تجارب عديدة وكان صاحب رأي ومشورة. بدوره، وصف المفتش العام بوزارة الداخلية اللواء عبدالله محمد الزايد، اللواء المتقاعد ربيعة الدوسري، بأنه كان رجل أمن فاضلا، واتسم بالالتزام والانضباط وأدى عمله وواجبه على أكمل وجه، وتتلمذ على يديه العديد من منسوبي الأمن وأصبحوا قادة في العمل، مضيفا أن الفقيد كان ملتزما بدينه وعمله الأمني وحافظ على أمن البحرين، وخصوصا محافظة المحرق، عندما كان مديرا للأمن بها، إذ حافظ على قوة ومتانه علاقته مع أبناء المحرق في إطار الشراكة المجتمعية. وقال “كان الأهالي يكنون له كل الاحترام والمودة والتقدير؛ فهو مسؤول عن المجتمع ورجل أمن من الطراز الأول، وما يزال أهالي المحرق يذكرونه بالخير، وهذه أكبر شهادة في حقه، وكان يولي جل وقته واهتمامه في مباشرة عمله، في تنفيذ القانون وحفظ الأمن والنظام وتقديم المساعدة للأهالي” . من جهته، نعى اللواء المتقاعد ناجي الهاشل، الفقيد، معربا عن خالص التعازي لأسرته وذويه، داعيا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه، مشيرا إلى أن المرحوم كان أحد رجال الأمن الأوفياء، الذين ضحوا بوقتهم وجهدهم في سبيل استتباب الأمن والأمان في ربوع المملكة، خصوصا أنه تقلد العديد من المناصب والمراكز الأمنية، وحقق نجاحا بارزا في تقديم الخدمات الأمنية. وقال إن المرحوم كان من خيرة ضباط وزارة الداخلية، وكان يتمتع بدماثة الأخلاق والانضباط العالي، إذ أعطى الكثير لعمله الأمني، وتنقل في العمل بين مديرية شرطة الوسطى، وأمن منطقة المحرق وخفر السواحل وأمن منطقة المنامة، وهذا دليل على نجاحه وإخلاصه في عمله. في سياق متصل، أعرب اللواء المتقاعد عبدالله المسلم عن حزنه بوفاة اللواء المتقاعد ربيعة الدوسري، موضحا أنه أمضى معه سنوات من العمل بوزارة الداخلية، وعرفه عن قرب، وفي مواقع أمنية عديدة، ووجد فيه الضابط الملتزم المخلص في عمله والملتزم بأداء الواجب. وقال “المرحوم كان صديق العمر، إذ بدأت معه العمل الأمني العام 1955، وكان طيب الخلق ومن خيرة الضباط الذين عملت معهم”، منوها إلى أن الفقيد كان ضابطا متعاونا حريصا على أداء عمله الأمني والقانوني على أكمل وجه، إذ كان مجتهدا ومنضبطا وحقق العديد من النجاحات الأمنية طوال فترة عمله في إدارات وزارة الداخلية. وأشار اللواء متقاعد عبدالله المسلم إلى أن الفقيد كان يبذل قصارى جهده في مساعدة المواطنين والمقيمين؛ نظرا لطبيعة عمله في المديريات والإدارات الأمنية المختلفة. من جهته، قال المستشار بشؤون الجنسية والجوازات والإقامة اللواء المتقاعد عبدالرحمن الدوسري، إن الفقيد، لا يمكن ذكره دون أن تقترن باسمه الصفات الإنسانية النبيلة والذكر الطيب، فهو شخصية عُرفت بدماثة أخلاقها وحبها للخير والعطاء. قضى حياته في خدمة شرطة البحرين، وكان من أوائل الشخصيات التي انضمت إلى صفوف الشرطة، مقدما بذلك نموذجا يحتذى به في الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن والمواطنين”. وأضاف أن رتبة اللواء التي حصل عليها لم تكن مجرد منصب، بل تقديرا مستحقا لجهوده وعطائه الوطني الذي امتد لسنوات طوال، حيث عمل بلا كلل أو ملل من أجل تطوير العمل الشرطي، وجعل من خدمة جلالة الملك المعظم ومملكة البحرين هاجسه الأول، محافظا على أمن واستقرار البحرين. وأشار إلى أن للفقيد بصمة لا تنسى في قلوب كل من عرفه وعمل معه، فكان مثالا للعطاء والتضحية، يحترمه الجميع ويقدره، لما يحمل من قيم إنسانية نادرة، ولما يمتلكه من رؤية شاملة في خدمة المجتمع. وتابع: لم يكن اللواء ربيعة مجرد شخصية أمنية فقط، بل كان أيضا أحد أبرز الشخصيات الاجتماعية التي أثرت في العمل الإنساني والاجتماعي والتطوعي. وختم بالقول: إن رحيله خسارة للمجتمع فقد كان شخصية متميزة، جمعت بين الأخلاق العالية والعطاء الدائم. وسيظل اللواء ربيعة السنان حاضرا في ذاكرة من عرفوه، مثالا يحتذى به في خدمة الوطن، وعنوانا للخير والعطاء الذي لا ينضب. من جهته، أكد المدير العام للإدارة العامة للتفتيش والأمن الجمركي بشؤون الجمارك العميد عبدالله الكبيسي، أنه عمل في بداية خدمته مع المرحوم اللواء متقاعد ربيعة الدوسري حين كان مديرا لأمن منطقة المحرق، وتعلم منه الكثير من الضبط والربط في مجال العمل وفي كل المناسبات، إذ كان المرحوم خلوقا صاحب مبدأ، أمينا في عمله، ومهتما بحل الخلافات العائلية والأسرية بين الناس. وأوضح أن المرحوم كان مجتهدا في عمله الأمني ويحترم الجميع ويساعدهم، سواء في مجال العمل او أي مجال آخر، وتعلمنا منه الكثير إذ كان ضابطا نشيطا وحريصا على الاعتماد في عمله على الالتزام بالنظام والقانون، ما أهله لتبوؤ عددا من المناصب القيادية، كما كان، رحمه الله، على تواصل دائم مع الضباط، على الرغم من ظروف الحياة ومشاغلها وكان يضرب به المثل في الإخلاص والتفاني والعمل الجاد. من جهته، أوضح المقدم المتقاعد محمد التميمي أنه عمل مع المرحوم لما يقارب 28 عاما، كان فيها يراعى الله في عمله، عندما كان مديرا لإدارة أمن منطقة المحرق، فقد كان، رحمه الله، مخلصا أمينا دقيقا وملتزما في عمله، وساهم في تطوير عديد من برامج وإجراءات العمل الأمني، وترك بصمة واضحة في العمل الشرطي وهو مثال يحتذى به. وأضاف: لمسنا فيه كل المحبة والتعاون والتقدير؛ وهذا سبب نجاحه وإنجازه الأمني البارز، وقد ساعد الجميع مستعينا بخبرته وذكائه. رحم الله الفقيد، المغفور له بإذن الله تعالى، اللواء المتقاعد ربيعة الدوسري، وإلى أسرته وذويه، نتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة، داعين المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.