Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 13/12/2024 21:57

“جوالة الفواتح”... أهل واجب من الزلاق إلى سترة

على الأغلب، هم إما من أصحاب الأعمال الحرة أو من المتقاعدين، لكنهم وفق الاصطلاح الشعبي “أهل واجب”، لذلك تجدهم في كل المناسبات وعلى الخصوص في مجالس التعزية، فقد تتجه لتقديم واجب العزاء لعائلة من العوائل في الرفاع أو الزلاق أو سترة أو المحرق أو عراد أو في قرى شارع البديع أو في أي منطقة من مناطق البحرين، فتجدهم من بين الحضور. شخصية منامية علاوة على شخصية بحرينية منامية شهيرة هو الحاج سمير سلطان “الشهير بكنية أبوحميد”، هناك وجوه بحرينية تعوّد الكثيرون على الالتقاء بهم في المجالس، فـ”بوحميد” من الوجوه المألوفة بشخصيته البسيطة التي تحيط الناس بالترحاب والضيافة، حتى أن البعض قد يفتقده في مجلس ما لا سيما الذين ألفوا “صوته الجهوري المميز” ويسألون عنه إن غاب، في المقابل، هناك شخصيات تحرص على حضور المجالس، وغالبيتهم متمكنون في التلاوة وتجويد القرآن الكريم، ويتناوبون على تلاوة القرآن في مجالس التعزية. طلب الأجر والثواب في الكثير من المناسبات، ولا يقتصر ذلك على مجالس التعزية، بل في المنتديات والمحاضرات والأنشطة، يمكن الالتقاء بميرزا المحاري، وهو مصرفي متقاعد وأعمال حرة اشتهر باسم “بونبيل”، وستراه في مجالس التعزية بمختلف مناطق البحرين، يرى أن الجانب الأول هو القيام بواجب العزاء ثم تلاوة القرآن الكريم من باب طلب الأجر والثواب، إلا أنه يشير إلى جانب مهم وهو ركن أساس من سمات المجتمع البحريني وهو التواصل مع الناس والالتقاء بالمعارف والأصدقاء، وكما هو معروف، فإن أهل البحرين الكرام بكل طوائفهم وشرائحهم يلتقون في السراء والضراء، ولا يمكن إلا أن نقوم بالواجب ونحافظ على ما توارثناه من الأجداد والآباء. لقاءات تقرب المسافة أما شخصية “علي سعيد” فهي من الشخصيات التي يشير إليها البعض بعنوان: ”علي سعيد كل مكان”، نظرا لكثرة تواصله مع الناس وانتقاله من منطقة إلى منطقة ولهذا أحبه الناس لبساطته وبشاشة وجهه، لكن في قرارة نفسه، يعتقد “علي سعيد” أن من الخير الكثير التواصل من الناس كثواب يؤثر في طول العمر وزيادة الرزق، ناهيك عن أن هذه المجالس تقرب المسافة بينك وبين من لم تراهم منذ زمن، ولا شيء أفضل من محبة الناس. الخلاصة، يمكن القول أن المجتمع البحريني من أكثر المجتمعات الخليجية والعربية تميزًا في تواصل أهله، وليست تلك الصورة التي نقلناها أعلاه إلا واحدة من الأسس التي تقوي بنيان المجتمع، بل صورة ومعنى وجوهر ذلك التواصل هو أساس مصطلح “الشراكة المجتمعية”، وبالطبع، يمكن أن تجد شعبا عرفه العالم بأنه من أكثر الشعوب طيبة وكرما وحبا للناس أكثر من شعب البحرين.