X

Vous n'êtes pas connecté

Maroc Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 02/Jan 23:18

صناعة الطيران تخوض معركة مصيرية نحو مستقبل خال من الانبعاثات

هالدين دود: شركات الطيران مسؤولة عن 2 % من الانبعاثات الكربونية غرايني فان دن بيرغ: “إيرباص” تختبر تقنيات حلول خلايا وقود الهيدروجين البنفلاح: الهيدروجين وقود للمستقبل.. لكنه يتطلب بنية تحتية أوفينز: الوقود المستدام هو الحل الواقعي على المدى القريب جيفري جوه: تحقيق الحياد يتطلب شراكة ومسؤولية بين جميع الأطراف المجالي: نحاول شراء الوقود البيئي ولا نجده فنتعرض للغرامات كامل العوضي مسؤول بالاياتا: ضرورة وجود تنسيق عالمي في اللوائح البيئية شانون سكوت: تنفيذ استراتيجيات تشغيلية مبتكرة وتعزيز استخدام الوقود المستدام للطيران جيسون ساتكليف: جميع محركات “رولز رويس” مصممة لتعمل بنسبة 50% من الوقود المستدام حاليًا، مع خطة للوصول إلى نسبة 100 % بحلول عام 2030 في ظل تصاعد التحديات البيئية العالمية، يقف قطاع الطيران أمام مفترق طرق تاريخي يجمع بين ضرورات النمو الاقتصادي والتزامات الحد من الانبعاثات الكربونية. ويواجه القطاع تحديا غير مسبوق يتمثل في تحقيق هدف صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2050، في وقت لا تتجاوز فيه نسبة استخدام الوقود المستدام 1 % من إجمالي استهلاك القطاع عالميا. وكشفت مناقشات موسعة مع كبار المسؤولين في قطاع الطيران وصُنّاع القرار عن أربعة محاور رئيسة تمثل أساس التحول البيئي للطيران، تشمل التكنولوجيا والابتكار في الطائرات، ودور الوقود المستدام، والتحديات اللوجستية لاستخدام الوقود البديل، وأهمية تحسين العمليات التشغيلية، وسط تحديات إضافية تفرضها التوترات الجيوسياسية وأزمات سلاسل التوريد العالمية. ويرصد التحقيق رؤى قادة القطاع وخططهم لمواجهة تحديات التحول البيئي، ويكشف عن الفرص والعقبات التي تواجه صناعة الطيران في سعيها نحو مستقبل أكثر استدامة، مع تسليط الضوء على دور منطقة الشرق الأوسط في قيادة هذا التحول. وأجمع كبار المسؤولين في قطاع الطيران وصُنّاع القرار ومسؤولو شركات تصنيع الطائرات والمطارات على أهمية الجهود المبذولة لتحقيق هدف صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2050. وأشاروا، على هامش معرض ومؤتمر البحرين الدولي للطيران للعام 2024، إلى أن التحول البيئي لا يقتصر على كونه استجابة للتغيرات المناخية، بل هو فرصة لإعادة هيكلة صناعة الطيران بما يعزز استدامتها. وأظهرت المناقشات التزامًا قويًا بضرورة التحرك السريع لمعالجة التحديات واغتنام الفرص التي يوفرها التحول البيئي، مع التركيز على الابتكار والاستثمار في الحلول المستدامة. الهدف المستقبلي ويؤكد هالدين دود، المدير التنفيذي لمجموعة العمل الدولية للنقل الجوي (ATAG)، أن صناعة الطيران تواجه تحديات حاسمة تجعلها تقف عند مفترق طرق بين تحقيق النمو الاقتصادي من جهة، والالتزام بتقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 من جهة أخرى. ويشير إلى أن “الصناعة بحاجة إلى ترخيص بيئي واجتماعي يسمح لها بالاستمرار في النمو، وإلا فإنها تخاطر بفقدان الدعم العام وحتى استمراريتها في بعض المناطق”. وأوضح دود أن التحول نحو الحياد الكربوني ليس مجرد طموح بل ضرورة حتمية للبقاء. وأضاف: “لقد اعتمدنا في عام 2021 هدفًا تاريخيًا يتمثل في الوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2050. هذا الهدف لم يكن مجرد اتفاق داخلي، بل حصل على دعم عالمي واعتمد رسميًا من قبل منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) في عام 2022”. وأشار إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تعاونًا عالميًا منسقًا واستراتيجيات متعددة المحاور، تشمل التكنولوجيا، العمليات، البنية التحتية، والأهم من ذلك، الوقود المستدام (SAF). وقال: “الوقود المستدام هو أحد المحاور الأساسية لتحقيق هذا الهدف. إنه ليس مجرد وقود بديل، بل هو المفتاح لتحقيق التوازن بين استدامة البيئة والاحتياجات التشغيلية للطيران”. كما أشار دود إلى أن القطاع حقق تقدمًا كبيرًا منذ عام 1990 في تحسين كفاءة استهلاك الوقود، حيث أصبحت الطائرات اليوم تُنتج نصف كمية الانبعاثات التي كانت تُنتجها الطائرات في تلك الحقبة. وأكد أن هذه الإنجازات تُظهر إمكانية تحقيق تقدم ملموس، لكن الطريق ما زال طويلًا والتحديات كبيرة. فرص للابتكار وتحدث دود عن أهمية المؤتمرات العالمية مثل COP 29 التي عُقدت في باكو، مشيرًا إلى أنها تسلط الضوء على التحديات المناخية التي تواجه العالم وتعزز الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في قطاع الطيران. وقال: “المؤتمرات الدولية ليست مجرد منصة للنقاش، بل هي فرصة لتبادل الحلول والتأكيد على أهمية التعاون العالمي”. وأشار إلى أن تحقيق صافي صفر انبعاثات ليس مجرد مسؤولية بيئية، بل فرصة لتحفيز الابتكار وتعزيز دور قطاع الطيران كقوة إيجابية في مواجهة التغير المناخي. واختتم حديثه قائلاً: “لدينا الفرصة الآن لإعادة تعريف مستقبل الطيران. إذا كنا جادين في تحقيق أهدافنا، علينا العمل بسرعة وبشكل منسق”. تحسين الكفاءة من جانبها، قالت رئيسة قسم التسويق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة “إيرباص”، غرايني فان دن بيرغ، إن تحسين كفاءة الأساطيل الحالية يُعد من أسرع وأهم الحلول التي يمكن أن تسهم في تحقيق الأهداف البيئية لصناعة الطيران. وأوضحت: “حوالي 70% من الطائرات المستخدمة على مستوى العالم اليوم ليست من الجيل الجديد. هذه الطائرات تمثل فرصة هائلة لتحسين الكفاءة وتقليل استهلاك الوقود والانبعاثات إذا تم تحديثها أو استبدالها”. وأشارت إلى أن “إيرباص” نجحت في تحقيق تحسينات ملحوظة في طائراتها الحالية، حيث شهد طراز A350-900 تحسينات مستمرة منذ إطلاقه قبل عشر سنوات. وأوضحت: “تحسين كفاءة استهلاك الوقود للطراز المذكور وصل إلى 3%، وعند تحسين الكفاءة الداخلية للطائرة مثل إعادة تصميم المقصورات لزيادة عدد المقاعد، يمكن تحقيق توفير إضافي يصل إلى 10% لكل راكب”. وقالت: “جميع طائرات إيرباص الحالية، بما في ذلك تلك التي تستخدمها شركات الطيران في منطقة الخليج مثل طيران الخليج، قادرة على العمل بنسبة تصل إلى 50 % من الوقود المستدام (SAF) في الوقت الحالي. كما أن هناك خطة لجعل هذه الطائرات قادرة على العمل بنسبة 100 % من SAF بحلول عام 2030”. تقنيات جديدة وأضافت فان دن بيرغ أن “إيرباص” لا تركز فقط على تحسين الأساطيل الحالية، بل تستثمر في تطوير تقنيات جديدة مثل الطائرات العاملة بالهيدروجين. وقالت: “الهيدروجين هو أحد الحلول الواعدة لتحقيق الحياد الكربوني، لكننا ندرك أن تطبيقه سيتطلب تغييرات جذرية في تصميم الطائرات والبنية التحتية للمطارات”. وأشارت إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تلعب دورًا رائدًا في هذا التحول، حيث تُظهر مطارات المنطقة وشركات الطيران التزامًا قويًا بتبني التقنيات الجديدة وتحقيق الاستدامة. وأضافت: “الشرق الأوسط يتقدم بخطى ثابتة في التحول إلى الطيران المستدام، خاصة مع وجود مطارات متطورة وأساطيل حديثة”. ومضت قائلة: “قطاع الطيران لديه الفرصة لتقديم حلول مبتكرة وجذرية، ونحن في إيرباص ملتزمون بالعمل مع جميع الشركاء لتحقيق هذا التحول”. وبخصوص البحث والتطوير، أوضحت أن أحد الأعمدة الرئيسية للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري هو استخدام الطاقة الخالية من الكربون. “في إيرباص، نرى أن إحدى أكثر التقنيات الواعدة هي الهيدروجين”. وأضافت: “حاليًا، نقوم بتقييم مفاهيم مختلفة، بما في ذلك احتراق الهيدروجين واستخدام خلايا الوقود الهيدروجينية للدفع الكهربائي. نحن في مرحلة الاختبار، وفي نهاية العام الماضي، أجرينا اختبارًا ناجحًا لخلايا الوقود بقدرة 1.2 ميجاوات، ويتم الآن تحويل طائرة A380 MSN 001 إلى مختبر طيران لاختبار هذه التقنيات”. وقود المستقبل وتطرق محمد البنفلاح، الرئيس التنفيذي لشركة مطار البحرين، على هامش المؤتمر إلى التحديات التي تواجه المطارات في ظل التحول إلى الوقود البديل مثل الهيدروجين والطاقة الكهربائية. وأشار إلى أن البنية التحتية الحالية للمطارات مهيأة أكثر للتعامل مع الوقود التقليدي والوقود المستدام (SAF)، لكن التحول إلى الهيدروجين يطرح تحديات لوجستية وتقنية كبيرة. وأوضح البنفلاح أن الهيدروجين، سواء في شكله السائل أو الغازي، يتطلب تخطيطًا دقيقًا على مستوى الإنتاج والنقل والتخزين. وقال: “إذا تم تسليم الهيدروجين في شكله السائل، فإنه يحتاج إلى مساحة تخزين أكبر بأربع مرات مقارنة بالوقود التقليدي. وإذا كان سيتم تسليمه كغاز، فإن التحديات تشمل التسييل والنقل”. وأشار إلى أن المطارات الجديدة التي يتم تصميمها حاليًا كمشاريع خضراء ستكون أكثر قدرة على استيعاب متطلبات الوقود البديل، في حين ستواجه المطارات القائمة صعوبات كبيرة في التكيف مع هذه التقنيات. وقال: “المطارات التي تُبنى من الصفر لديها فرصة لإدماج حلول مستدامة منذ البداية، بينما ستتطلب المطارات القائمة استثمارات ضخمة لإعادة الهيكلة”. وأكد البنفلاح أهمية التعاون بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك شركات الطيران، الحكومات، وشركات تصنيع الطائرات، لضمان نجاح التحول نحو الوقود البديل. وقال: “نحتاج إلى خارطة طريق واضحة لتوجيه هذا التحول وتجاوز العقبات التقنية والمالية”. وأشار إلى أن مطار البحرين يسعى لأن يكون في طليعة المطارات التي تتبنى الابتكار والاستدامة. وأضاف: “نعمل على تطوير خطط استراتيجية طويلة المدى لتبني التقنيات الجديدة وتعزيز كفاءة العمليات، مع الالتزام بتحقيق الأهداف البيئية”. واختتم حديثه قائلاً: “التحول إلى الوقود البديل يمثل فرصة حقيقية لجعل المطارات أكثر كفاءة واستدامة، لكنه يتطلب رؤية بعيدة المدى والتزامًا قويًا من جميع الجهات”. تنسيق العمليات وتحدث عن دور تنسيق العمليات من خلال نظام جديد قائلاً: “سنطلق هذا النظام في الربع الأول من العام المقبل (2025). المفهوم يعتمد على تنسيق عمليات المطار بين جميع الأطراف المعنية: المطار، موظفو المناولة الأرضية، إدارة حركة الطيران، وكل من يساهم في حركة الطائرات. النظام يدور حول تبادل البيانات ومعالجتها بشكل فعال لاتخاذ قرارات أفضل. يمكن تحسين أوقات دوران الطائرات، والهبوط والإقلاع، وحتى عمليات إدارة الحركة الجوية”. وتابع: “هناك العديد من المطارات حول العالم التي أدمجت ACDM كجزء من استراتيجياتها لتحقيق الاستدامة، وهو ما يمكن أن يحدث تأثيرًا كبيرًا في المساهمة في الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية”. الوقود المستدام أكد جيف أوفينز، المدير التنفيذي للعمليات في شركة SAF One، أن الوقود المستدام (SAF) يُعد أحد أهم الحلول لتحقيق الحياد الكربوني في قطاع الطيران. وقال: “رغم توفر تقنيات إنتاج الوقود المستدام منذ أكثر من عقد، إلا أنه لا يزال يمثل أقل من 1% من إجمالي استهلاك الوقود عالميًا. هذا يعكس الفجوة بين التقدم التقني وإمكانية التوسع التجاري”. وأشار إلى أن التحدي الأكبر يكمن في التكلفة المرتفعة لإنتاج الوقود المستدام، ما يجعل من الضروري وجود سياسات داعمة. وقال: “الحكومات بحاجة إلى تقديم حوافز مالية وتشريعات تفرض نسبًا إلزامية لدمج الوقود المستدام في إمدادات الوقود التقليدي”. وأوضح أن الإمارات تمثل نموذجًا إيجابيًا في المنطقة، حيث وضعت خطة لاستخدام 1 % من الوقود المستدام بحلول عام 2031. وأضاف: “رغم أن النسبة تبدو صغيرة، إلا أنها خطوة كبيرة بالنظر إلى حجم الاستهلاك في مطارات كبرى مثل مطار دبي الدولي”. وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط لديها إمكانات هائلة لإنتاج الوقود المستدام محليًا، بفضل توفر مصادر الطاقة الشمسية الرخيصة والبنية التحتية الصناعية المتطورة. وقال: “مع وجود دعم حكومي واستثمارات مشتركة بين القطاعين العام والخاص، يمكن أن تصبح المنطقة مركزًا عالميًا لإنتاج الوقود المستدام”. واختتم حديثه قائلاً: “الوقود المستدام ليس مجرد خيار بيئي، بل هو استثمار استراتيجي في مستقبل الطيران. ومع التزام الصناعة بالتحول، يمكننا تحقيق أهدافنا الطموحة والوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2050”. شراكة شاملة أكد جيفري جوه، الرئيس التنفيذي لمجموعة طيران الخليج، أن قطاع الطيران يواجه تحديات غير مسبوقة، أبرزها التزام الصناعة بتحقيق صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2050. وأوضح جوه، خلال مشاركته في ندوة بخصوص التحول البيئي، أن هذا الهدف الطموح يحتاج إلى تكاتف كل الأطراف المعنية في النظام البيئي للطيران لتحقيقه، بما في ذلك شركات الطيران، المطارات، مصنعي الطائرات، مزودي الوقود، والحكومات. وقال جوه: “رغم أن الطيران يُسهم بنسبة تتراوح بين 2-3 % فقط من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة عالميا، إلا أن هذا القطاع يواجه ضغوطا كبيرة لتحمل مسؤولية تحقيق أهداف الحياد الكربوني. لكن الحقيقة هي أن هذه ليست مشكلة شركات الطيران وحدها. جميع الأطراف المعنية يجب أن تلعب دورها لتحقيق هذا التحول”. وأشار جوه إلى أن تحديات تحقيق الحياد الكربوني تتداخل مع تحديات أخرى تواجه القطاع، مثل التوترات الجيوسياسية وسلاسل التوريد العالمية. وأوضح أن هذه القضايا تؤثر بشكل مباشر على استقرار العمليات وقدرة الشركات على التخطيط طويل الأجل. وأضاف: “التوترات الجيوسياسية، مثل إغلاق المجالات الجوية، تُجبرنا على أن نكون أكثر مرونة وابتكارًا في إدارة عملياتنا”. كما تحدث جوه عن تأثير مشكلات سلاسل التوريد على القطاع، مشيرًا إلى أن نقص المواد الخام واليد العاملة في الشركات المصنعة للطائرات تسبب في تأخير تسليم الطائرات، مما يعوق الخطط التشغيلية للشركات. وأوضح: “عدم اليقين هذا يجعل من الصعب على فرق المبيعات لدينا ضمان تشغيل الطائرات في فترات الذروة مثل الصيف أو عيد الفصح. وهذا يمثل تحديًا كبيرًا يتطلب حلولًا مبتكرة”. وعن التحدي البيئي، أوضح جوه أن التحول نحو الحياد الكربوني يتطلب التزامًا طويل الأمد من جميع الأطراف المعنية. وقال: “علينا أن نعمل بجدية لضمان استمرار حصولنا على ترخيص الطيران، وهو التزامنا البيئي والاجتماعي تجاه العالم”. واختتم جوه حديثه بنبرة تفاؤلية قائلاً: “رغم كل هذه التحديات، أؤمن بأن قطاع الطيران هو أحد أكثر الصناعات مرونة. تاريخيًا، تمكنت هذه الصناعة من التغلب على تحديات كبيرة، وأنا على يقين بأننا سنتغلب على هذه التحديات أيضا، لكن الأمر يتطلب التفاؤل والعمل الجماعي”. أزمات متلاحقة تحدث سامر المجالي، الرئيس التنفيذي للملكية الأردنية، عن التحديات الفريدة التي تواجه شركات الطيران في المنطقة، مشيرًا إلى أن القطاع يواجه أزمات متلاحقة تتطلب قدرة عالية على التكيف والمرونة. وأوضح المجالي أن التوترات الجيوسياسية، مثل الأزمة في غزة والضفة الغربية، أثرت بشكل كبير على عمليات الملكية الأردنية، ما أدى إلى انخفاض الحركة الجوية بنسبة 30 % في بعض الأسواق الرئيسية مثل أوروبا. وفيما يتعلق بالتحديات البيئية، أشار المجالي إلى أن شركات الطيران تواجه ضغوطًا لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، لكن الجهود المبذولة غالبًا ما تفتقر إلى دعم بقية الأطراف المعنية. وأوضح: “شركات الطيران تفعل كل ما بوسعها لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، مثل شراء وقود الطيران المستدام (SAF) واعتماد الطائرات الجديدة ذات الكفاءة العالية في استهلاك الوقود. ومع ذلك، نواجه مشكلات كبيرة في توفر وقود SAF، مما يجعلنا ندفع غرامات رغم أننا نحاول شراء الوقود ولا نجده”. وأضاف المجالي أن هناك فرصًا كبيرة لتقليل الانبعاثات من خلال تحسين كفاءة إدارة الأجواء، مثل مشروع “الأجواء الأوروبية الموحدة”، الذي يمكن أن يحقق توفيرًا في الوقود بنسبة 10-11 %. وقال: “بدلاً من فرض غرامات جديدة، يجب على الحكومات أن تركز على تنفيذ مشاريع يمكن أن تحقق تقليل الانبعاثات بشكل فوري”. واختتم المجالي حديثه قائلاً: “الطيران في منطقتنا يواجه تحديات فريدة تتطلب مرونة وقدرة على التكيف. ومع ذلك، نحن متفائلون بأن هذه التحديات يمكن التغلب عليها. العمل في الطيران يتطلب التفاؤل والشغف، وهذه هي القيم التي تدفعنا لمواصلة تقديم خدماتنا وربط الأردن بالعالم”. دعم عالمي أكد النائب الإقليمي للرئيس التنفيذي في الشرق الأوسط وأفريقيا بالاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) كامل العوضي أن صناعة الطيران تواجه تحديات بيئية كبيرة لتحقيق الالتزام العالمي بالحياد الكربوني بحلول عام 2050. وأوضح أن التحديات البيئية تُعد من أهم الأولويات التي تواجه القطاع حاليًا، خاصة مع تزايد الضغوط التنظيمية وتعقيد اللوائح البيئية المفروضة على شركات الطيران عالميًا. وقال المسؤول خلال كلمة: “الطيران يساهم بنسبة تتراوح بين 2-3 % من إجمالي انبعاثات الكربون عالميًا، ومع ذلك، تتحمل الصناعة مسؤولية كبيرة في تقليل الانبعاثات. التزامنا بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 هو التزام قوي، لكنه يأتي مع تحديات هائلة تتطلب تعاونًا شاملًا بين الحكومات والصناعة”. وأشار إلى أن وقود الطيران المستدام (SAF) يُعد أحد أبرز الحلول لتقليل الانبعاثات، لكنه شدد على أن الإمدادات الحالية من هذا الوقود غير كافية لتلبية الطلب المتزايد. وأضاف: “وقود SAF يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في تقليل الانبعاثات، لكنه ليس متوفرًا بالكميات المطلوبة، كما أن تكلفته المرتفعة تُشكل تحديًا إضافيًا لشركات الطيران. نحن بحاجة إلى دعم حكومي قوي لتسريع الإنتاج وتوفير هذا الوقود بأسعار معقولة”. وجود تنسيق كما أوضح أن التحدي الأكبر يتمثل في عدم وجود تنسيق عالمي بين الدول فيما يتعلق باللوائح البيئية. وقال: “اليوم، يواجه قطاع الطيران مجموعة متباينة من اللوائح البيئية التي تختلف من دولة إلى أخرى. على سبيل المثال، الدول الأوروبية تفرض لوائح صارمة ومتعددة، مما يزيد من التعقيدات التشغيلية والتكاليف. هذه الفجوة التنظيمية تُعيق التقدم وتؤثر على قدرة الصناعة على تحقيق أهدافها”. وأشار إلى أن تحقيق الحياد الكربوني يتطلب التزامًا جماعيًا من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومات، شركات تصنيع الطائرات، مزودي الوقود، والمطارات. وأضاف: “لا يمكن لشركات الطيران وحدها تحقيق هذه الأهداف. النجاح يعتمد على تعاون شامل بين جميع الجهات لضمان تحقيق التقدم المطلوب في تقليل الانبعاثات”. وفي ختام كلمته، دعا المسؤول إلى تعزيز التعاون العالمي لتوحيد الجهود وتحقيق الأهداف البيئية. وقال: “التحول البيئي في الطيران ليس خيارًا بل ضرورة، وإذا عملنا معًا كصناعة وكحكومات، يمكننا تحقيق تحول حقيقي نحو الاستدامة البيئية وضمان مستقبل مستدام للطيران”. كفاءة المحركات قال جيسون ساتكليف، المدير الإقليمي للتسويق في “رولز رويس”، إن شركته استثمرت مبالغ كبيرة في تحسين كفاءة المحركات الحالية للطائرات. وأوضح أن المحركات الجديدة مثل Trent 7000 وTrent XWB أصبحت أكثر كفاءة بنسبة تصل إلى 1.5 % مقارنة بالإصدارات السابقة. وأكد ساتكليف أن جميع محركات “رولز رويس” مصممة لتعمل بنسبة 50% من الوقود المستدام حاليًا، مع خطة للوصول إلى نسبة 100 % بحلول عام 2030. وأضاف: “نعمل أيضًا على تطوير تقنيات جديدة تشمل المحركات العاملة بالهيدروجين والطاقة الكهربائية، لتكون جزءًا من استراتيجيتنا طويلة المدى لتحقيق الحياد الكربوني”. وأشار ساتكليف إلى أهمية استخدام التكنولوجيا المتاحة حاليًا لتحسين الكفاءة، بالتوازي مع الاستثمار في المستقبل. وقال: “التقدم في التقنيات الحالية هو مفتاح تحقيق تقدم ملموس على المدى القصير”. إنجازات إماراتية بدوره، يؤكد نائب رئيس الاستدامة والبيئة في طيران الإمارات شانون سكوت، التزام الشركة بتحقيق أهدافها البيئية من خلال تنفيذ استراتيجيات تشغيلية مبتكرة وتعزيز استخدام الوقود المستدام للطيران. وكشف سكوت عن عدد من الإنجازات البارزة التي تعكس جهود الشركة المستمرة في هذا المجال. وأوضح سكوت أن طيران الإمارات نجحت في توفير حوالي 150 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال العام المالي الماضي، نتيجة لتطبيق إجراءات تشغيلية خضراء مصممة لتحسين كفاءة استهلاك الوقود. وقال: “قمنا بتخطيط الرحلات بعناية للاستفادة من الرياح الخلفية وتقليل تأثير الرياح الأمامية، إضافة إلى استخدام تقنيات مثل تقليل تشغيل المحركات أثناء التاكسي وإطفاء أحد المحركات عند التاكسي، وكذلك الاعتماد على الدفع العكسي البسيط عند الهبوط. هذه المبادرات ربما تبدو صغيرة، لكنها تحدث تأثيرا كبيرا عند تطبيقها على نطاق واسع”. وأشار إلى أن طيران الإمارات تعمل بجدية على تعزيز استخدام الوقود المستدام للطيران (SAF)، مع وضع هدف طموح يتمثل في تحقيق 1 % من استخدام الوقود المستدام بحلول عام 2031. وأضاف: “الوقود المستدام يمثل مستقبل الطيران، وقد بدأنا بالفعل في استخدامه في رحلات تجريبية بالتعاون مع شركائنا مثل شل. كما نعمل على تطوير سلسلة التوريد لضمان توفر هذا الوقود بشكل أوسع”. وأكد سكوت أن الشراكة مع مطار دبي الدولي تمثل نموذجًا للتعاون الناجح في دعم الاستدامة، حيث ساهمت أنظمة الطاقة الأرضية التي تم تركيبها في تقليل الحاجة لتشغيل وحدات الطاقة المساعدة (APUs) على متن الطائرات، مما أدى إلى تقليل استهلاك الوقود أثناء وجود الطائرات على الأرض. وفيما يتعلق بالتقنيات المستقبلية، أشار سكوت إلى أن طيران الإمارات تستعد لاستلام طائرات جديدة من طراز A350، التي من المتوقع أن تسهم بشكل كبير في تحسين الكفاءة التشغيلية وخفض الانبعاثات. وأضاف: “هذه الطائرات تمثل جزءًا من استراتيجيتنا الطويلة المدى لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.” واختتم سكوت حديثه قائلاً: “نحن في طيران الإمارات نؤمن بأن تحقيق الاستدامة البيئية ليس خيارًا بل مسؤولية، ونعمل بجدية على تعزيز الابتكار والتعاون لتحقيق مستقبل أكثر استدامة لقطاع الطيران العالمي”.

Articles similaires

Sorry! Image not available at this time

“Beyon” تجدّد شراكتها مع شركة إريكسون

albiladpress.com - 23/12/2024 23:38

 أعلنت شركة Beyon عن تجديد مذكرة التفاهم المتعلقة بالاستدامة مع شركة إريكسون،...

Sorry! Image not available at this time

سمو الشيخ محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة يطّلع على مستجدات مبادرة "قرم البحرين" والخطط الموضوعة بشأنها لعام 2025

albiladpress.com - 25/12/2024 13:35

أكد سمو الشيخ محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة أن مملكة البحرين ماضيةٌ في دعم مساعي...

90% من السيارات المباعة في النرويج العام الماضي كانت كهربائية

saudishift.com - 03/Jan 08:56

حققت النرويج إنجازًا كبيرًا في مجال السيارات الكهربائية خلال عام 2024، حيث كانت 90%...

Sorry! Image not available at this time

خبراء: لا تأثير لحوادث الطيران الأخيرة على السفر

albiladpress.com - 02:46

قال محللو صناعة الطيران، إنه من غير المرجح أن تؤثر حوادث الطيران الأخيرة في الطلب...

الرياض وطوكيو تعززان التعاون في الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر

solarabic.com - 28/12/2024 10:00

سولارابيك، المملكة العربية السعودية–28 ديسمبر 2024: أعلنت طوكيو عن استعدادها...

Sorry! Image not available at this time

قفزة في الطلب على وقود الطيران المستدام خلال 2025

alborsanews.com - 11:54

يتوقع أن يرتفع الاستهلاك الأوروبي على وقود الطيران المستدام بنسبة 216% خلال عام 2025...

توفّر 4.64 جيجاواط.. تخصيص 4 مواقع لتنفيذ محطات طاقة متجددة في أبوظبي

solarabic.com - 24/12/2024 09:50

سولارابيك-أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة- 24 ديسمبر 2024: حصلت شركة مياه وكهرباء...

توفّر 4.64 جيجاواط.. تخصيص 4 مواقع لتنفيذ محطات طاقة متجددة في أبوظبي

solarabic.com - 24/12/2024 09:50

سولارابيك-أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة- 24 ديسمبر 2024: حصلت شركة مياه وكهرباء...

تقارير ESG: مفتاح لمستقبل الأعمال المستدام

solarabic.com - 26/12/2024 09:21

يشهد عالم الأعمال اليوم تحولًا ملحوظًا نحو تبني ممارسات الاستدامة البيئية...

تقارير ESG: مفتاح لمستقبل الأعمال المستدام

solarabic.com - 26/12/2024 09:21

يشهد عالم الأعمال اليوم تحولًا ملحوظًا نحو تبني ممارسات الاستدامة البيئية...