Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 09/Dec 23:51

“البلاد” تتابع تداعيات سقوط نظام الأسد على المنطقة

استيقظ السوريون، أمس الاثنين، متفائلين بالمستقبل، على الرغم من ضبابيته، غداة سيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق، وفرار الرئيس بشار الأسد إلى روسيا، في نهاية لحرب أهلية استمرت 13 عاماً ولحكم أسرته الذي استمر أكثر من 50 عاماً. وواصل سوريون النزول إلى ميادين دمشق للاحتفال بسقوط الأسد. وكان التقدم السريع والخاطف الذي نفذته المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام، أحد أهم نقاط التحول في منطقة الشرق الأوسط منذ عقود. وأكد الكرملين أن منح الأسد وعائلته حق اللجوء في روسيا هو قرار الرئيس فلاديمير بوتين، فيما تم رفع علم المعارضة على السفارة السورية بموسكو. ورحبت حكومات العالم بنهاية حكم الأسد، وسط دعوات إلى تسوية سياسية وانتقال سلمي للسلطة. وكشفت وسائل إعلام سورية عن تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية. جاء ذلك بعد اجتماع بين قائد عمليات المعارضة السورية المسلحة أحمد الشرع ورئيس الوزراء محمد الجلالي ورئيس حكومة الإنقاذ محمد البشير بهدف تحديد ترتيبات نقل السلطة وتجنب دخول سوريا في حالة فوضى. بداية لتحولات كبيرة وفي تصريح صحافي، أكد مدير مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية د. رائد العزاوي، أن سقوط نظام بشار الأسد بهذه الطريقة الدراماتيكية يحمل تأثيرات كبيرة على المنطقة.   وأشار إلى أن أبرز هذه التأثيرات هو انحسار النفوذ الإيراني، حيث سيؤدي انهيار النظام السوري إلى فقدان إيران لأحد أهم أذرعها في المنطقة العربية.   وأضاف: سقوط نظام الأسد سيكون له دور كبير في تقليص حضور إيران الإقليمي.  وأكد العزاوي أن هذا التحول سيؤدي إلى ارتفاع حدة الصراع من جهة، لكنه من جهة أخرى يفتح الباب لتحقيق السلام الحقيقي في المنطقة، خاصة مع وجود قيادة جديدة للبيت الأبيض. وتابع بالقول: سقوط نظام الأسد سيساهم بشكل كبير في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، وقد يساعد في تحقيق الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. ومن زاوية أخرى، أوضح العزاوي أن التغيير في سوريا يحمل أهمية كبيرة، لأن هذا البلد عانى على مدار 14 عامًا من الانقسامات والحروب، مما أثر ليس فقط على سوريا نفسها، بل على محيطها الإقليمي، بما في ذلك العراق، تركيا، لبنان، ودول أخرى في المنطقة، وشدد على أهمية إقامة حكم وطني سوري شامل يقبل به الجميع، بحيث يضمن حقوق الأقليات وكافة مكونات الشعب السوري دون استثناء.  وأشار العزاوي إلى أن سوريا الجديدة يمكن أن تقدم نموذجًا يُحتذى به في المنطقة فيما يتعلق بمفهوم التعايش السلمي بين مكونات المجتمع.  وقال: “علينا أن ننتظر، وألا نستعجل الأمور. الحكومة الحالية ستدير المرحلة الانتقالية إلى حين صياغة دستور جديد يضمن حقوق الجميع، ومن ثم إجراء انتخابات تفتح الباب أمام بناء نموذج ديمقراطي في الشرق الأوسط”. وختم العزاوي تصريحه بالتأكيد على ضرورة وجود دعم عربي قوي لسوريا في هذه المرحلة الاستثنائية، قائلاً: نأمل أن نشهد تغيرًا حقيقيًا وديمقراطيًا ينهي عهد النظام الدكتاتوري الذي جثم على صدور الشعب السوري لأكثر من 50 عامًا. ويعكس تصريح الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى القلق العربي من التدخلات الدولية في سوريا، ودور الأطراف الكبرى في تحديد مستقبلها، مع الإشارة إلى المخاوف من تأثير التوجهات الإسرائيلية والغربية على وحدة الأراضي السورية. تقسيم سوريا  وقال عمرو موسى في تصريح للصحافة على هامش منتدى حوار المنامة ٢٠٢٤، فيما يتعلق بسوريا، هناك لاعبان رئيسيان، وهما أمريكا وروسيا، ووجودهما يرفع مستوى التحدي في سوريا إلى مستويات دولية، وبالتالي، يتناقص الدور الوطني في سوريا. ولذا يجب أن يكون هناك موقف عربي يضع الأمور في نصابها ويعيد بعض التوازن إلى القضية السورية. وحول مسألة تقسيم سوريا، أضاف موسى: هذه مخاوف عربية، وهي مخاوف موجودة فعلياً، حيث تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن نية إسرائيل بالتوسع، وهو يلاقي تأييداً غربياً بأن إسرائيل تعيش في منطقة ضيقة، ويجب أن تتوسع.