Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 19/Jul 23:00

200 طن مبيعات الملابس المستعملة سنويا في البحرين

 الإقبال على البيع يقدر بنسبة 99 % مقارنة بالتبرع البالغة 1 % أغلب الناس لديها فائض من الملابس التي لا يتم استخدامها ولا يحتاج إليها الشخص وتأخذ حيزا من المساحة دون استعمالها، مما حدا ببعض الشركات لفتح حسابات على منصات التواصل الاجتماعي لتكون يد العون للتخلص من هذه الملابس. وفي عصر يمر بتحولات سريعة واستهلاك متزايد، تبرز الحاجة الملحة للتفكير بشكل مستدام واستخدام الموارد بشكل أكثر ذكاءً، ويعد التبرع بالملابس المستعملة إحدى الطرق الفعالة لتوفير الدعم لأولئك الذين في حاجة إليه. وقد يكون التبرع بالملابس مصدرًا للدخل للعديد من المتاجر الخيرية والثانية التي تبيع هذه الأغراض، مما يعزز الاقتصاد المحلي، ويوفر خيارات اقتصادية لأولئك الذين يبحثون عن ملابس بأسعار مخفضة. وانطلاقا من مفهوم التكاتف الاجتماعي، ومد يد العون للمحتاجين سارعت بعض الجهات الخاصة الى إنشاء شبكات تواصل على منصات التواصل الاجتماعي لتكون مساعدة للأشخاص، حيث تسهل عملية التبرع أو البيع على الأفراد من خلال استلام الملابس بكل سهولة من منازلهم وتوزيعها لمستحقيها بأفضل حالة. وتعمل هذه الشركات على الحفاظ على البيئة من خلال تطبيق مسؤوليتهم بإعادة التدوير وإعادة الاستخدام، مما يحافظ على مكافحة تجمعات النفايات والحفاظ على الموارد الطبيعية. وعن النظرة البيئية من خلال التبرع بالملابس، قال قاسم علي أحد موظفي شركات شراء الملابس المستعملة إنه يتم الاستفادة من إعادة تدوير الملابس للحفاظ على البيئة. ولفت إلى أن التبرع بالملابس سيساهم في إحداث فرق إيجابي في مكافحة تجمعات النفايات والمساهمة في الحفاظ على الموارد الطبيعية، مشيرا إلى أن الجميع يطمح لعدم رمي هذه الملابس والاستفادة منها. وعن التبرع بالملابس، قال أحد الموظفين في شركة شراء الملابس المستعملة إن التبرع بالملابس له أبعاد اجتماعية ونفسية عميقة، وذلك بإعطاء الملابس التي لا يحتاج إليها الفرد للأشخاص الذين يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة للحصول على ملابس جديدة بالنسبة لهم. ولفت إلى أن التبرع يمنح الأفراد الشعور بالرضا والسعادة، حيث يعكس إرادتهم الصادقة لدعم المجتمع ومساعدة الآخرين، حيث يجدون في هذا الفعل الخيري تعبيرًا عن قيمهم ومبادئهم الإنسانية، مما يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وزيادة التضامن في المجتمع. ولفت إلى أن التبرعات بالملابس المستعملة في البحرين ليس لها أشهر ذروة، ولكن جميع الأشهر متشابهة، حيث إن نسبة البيع أكثر من نسبة التبرع. وأضاف “نحن كشركة نقوم بوزن الملابس المستعملة وشرائها من الأفراد بمبالغ رمزية، ولقد شهدنا أن الإقبال على بيع هذه الملابس لدى الجميع عالية تقدر بنسبة 99 %، مقارنة بالتبرع بها والتي لا تتجاوز 1 %، ويقوم البعض عند التبرع بوضع هذه الملابس المستعملة في الحاويات المنتشرة في أنحاء المملكة”. وأفاد أنه في السنة الواحدة يقدر وزن الملابس المستعملة التي يتم استلامها أكثر من 200 طن. وذكر أن الهدف الأساس وراء هذه العملية هي إعادة تدوير الملابس وفرزها وإعادة بيعها مره ثانية. وأضاف “نحرص على أن يتم إعادة تدوير هذه الملابس بشكل جيد ويكون ملائماً للأشخاص الذين سيرتدونها”. ولفت إلى أن الجهة المستفيدة من هذه العملية هم الأشخاص وذلك لأن الشركات المماثلة تقوم بشراء هذه الملابس من الأشخاص بمبالغ رمزية يستفيدون منها، إضافة الى الاستفادة من تفريغ المساحة في الخزائن وعدم تكديسها بالملابس غير المستعملة.  وأشار إلى أنه في حال قام الشخص بالتبرع بملابسه للشركة، يتم شراء الملابس منه وإعطاؤه المال المستحق، ومن ثم هو بدوره يستطيع تحويل هذه الأموال إلى أي جهة خيرية وذلك عن طريق استخدام تطبيق “البنفت”. إلى ذلك، قال الموظف في الشركة إنه يتم إتاحة خيار إعادة التدوير أو التبرع للأشخاص الذين يتعاملون مع الشركة إلكترونياً، وتقوم الشركة باستلام فائض الملابس من باب المنزل، ومن ثم تقوم بإعطاء الفرد مكافأة مادية عند اختيار إعادة التدوير. ولفت إلى أن الشركة تستقبل جميع الملابس المستعملة وتقوم بإعادة تدويرها ومعالجتها، كما تستقبل الحقائب والأحذية والألعاب القطنية الصغيرة ومفارش السرير والبطانيات. وأشار إلى أن إعطاء الناس فرصة بيع ملابسهم المستعملة وغيرها مقابل مبالغ رمزية تصل إلى 250 فلسا للكيلو شجعهم على التخلص من الملابس التي هم ليسوا بحاجة إليها والتي قد تكون مخزنة دون ارتدائها. وعن الأسعار المتفاوتة، قال إن كل شركة تختلف عن الأخرى، ولكن يتم إعادة تدوير الملابس مقابل 200 فلس للكيلو من الملابس و100 فلس لباقي الأنواع مثل الأحذية وغيرها. وعن خطوات تشجيع أخرى ممكن استخدامها، ذكر أنه ممكن إعطاء ورش عمل ومحاضرات في المدارس والجامعات لزيادة الوعي حول أهمية التبرع بالملابس المستعملة أو بيعها وتجنب رميها، بالإضافة إلى نشر القصص والتجارب عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع الأشخاص على المشاركة في هذا الأمر.   وعن التحديات المتعلقة بالتبرع بالملابس المستعملة، لفت إلى أن التحدي الأول هو جودة الملابس والصحة العامة، حيث تتفاوت جودة الملابس المستعملة مما يجعلها بحاجة إلى بعض عمليات تنظيف أو تعقيم أكثر قبل إعادة استخدامها لضمان سلامة وصحة المستخدمين، والتحدي الثاني هو تنظيم جمع وتوزيع الملابس، حيث يتطلب الأمر تنظيماً جيداً وإدارة فعالة لضمان وصولها إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها بأسرع وقت ممكن. وقال إنه في مناسبات مثل الأعياد يتم فتح باب التطوع لمشاركة أكبر عدد ممكن من الشباب للمساعدة في عملية فرز وإعادة تدوير الملابس وتسليمها للمستفيدين، وقد يصل عدد المتطوعين إلى أكثر من 1000 متطوع. وأضاف “نقوم في بعض الأحيان خصوصا قبل استقبال العيد بما يسمى بالسوق الخيري الذي يتم خلاله توزيع كسوة العيد للأسر بالتعاون مع بعض الجمعيات التي لها تعاون معنا”. والجدير بالذكر أن هناك منظمات عالمية وخيرية تساهم في هذه العملية، فعلى سبيل المثال منظمة الأمم المتحدة للبيئة UNEP تنشر تقارير ودراسات حول الاستدامة وإدارة النفايات، بما في ذلك النفايات النسيجية وأثرها على البيئة والتي غالبا ما يكون مصدرها الملابس والأقمشة.