Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 27/Oct 20:04

أنور أحمد وأمين صالح.. مسيرة تتوهج على خشبة التكريم

سيتوهّج الإبداع بكلّ معاني الكلمة في مهرجان البحرين المسرحي الرابع، الذي سيُقام في الفترة من 4 إلى 10 نوفمبر القادم، بتكريم الفنان القدير أنور أحمد، والأديب الكبير أمين صالح؛ مبدعَين صاحبا عزيمة متوقدة للإخلاص والتضحية من أجل الفن والثقافة. الفنان أنور، كما عرفته لسنوات طويلة، ممثل عظيم نجح بامتياز في أداء رسالته الفنية، لأنه استطاع بما لديه من مواهب وإمكانات أن يبلغ هدفه. نجح كفنان محترف كبير شغل أذهان المشاهد الخليجي والعربي بأدوار لا تُنسى، سواء في الدراما أو في المسرح أو حتى في الإذاعة. يمثل فوق المسرح وخلف الكاميرا وكأنه لا يمثل، لفرط فنائه في الشخصية التي يقدمها، بلا مبالغة ولا افتعال. وخلف هذا تقوم خفة الظل المعهودة منه، تعكس أضواءها الساخنة في أداء كل عبارة أو إشارة تبدو من أنور. تنجذب إليه عندما يمثل، ولا تراه إلا وهو يعيش الشخصية بكل تفاصيلها. في نبرات صوته وحركاته تعبير صادق وواضح عن المعاني التي يحسها كل الناس، ولا يحتاج التأثر بها إلى أن تفهم اللغة التي تُعبّر عنها، لأن الفنان المبدع يستطيع أن يصل إلى كل الناس بمختلف لغاتهم. في مشاركته بمسرحية تخاريف التي قدّمها مسرح أوال عام 2022، والتي شهدت عودة أنور إلى خشبة المسرح بعد فترة توقّفٍ انحصر خلالها نشاطه في العمل الإداري بمسرح أوال، جسّد الدور بإتقان وكان أشبه بعاصفة فنية اقتحمت الخشبة. أسلوبه متميّز في الأداء والصوت والحركة دون تنميط أو تسطيح، واستطاع أن يقنعنا بأنه لم يغب عن المسرح يومًا واحدًا رغم مرور السنوات. وإداريًا في العمل المسرحي، كان متماشيًا مع رؤية التطوير، وفعّالًا ومؤثرًا وصاحب رصيدٍ من الإنجازات في مسرح أوال مع بقية إخوانه من الفنانين والرؤساء وأعضاء مجالس الإدارة الذين تناوبوا على حمل الأمانة منذ تأسيس هذا الصرح الفني الشامخ. أنور أحمد صاحب التزامٍ عميق بقيمة الكلمة وأهميتها، ويحترم المسرح كمكان له قدسيته. وماذا عساني أقول عن أمين صالح؟ فهو ممن يُقال فيهم الكثير، ويقصر بعض الكلام عن إيفائهم حقهم. أمين صالح... الرأي والرؤية، والإنسان والقيمة، والوعي والقدرة، والمسؤولية والنخوة والعطاء. يعرفه العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه، رائدًا في إثراء التراث الفكري في الوطن العربي، ونابغة من نوابغ العصر، أنتج للمكتبة العربية تراثًا خصيبًا حافلًا بألوان المعرفة والفنون والثقافة والمنهج. وما يميز أديبنا أمين صالح رعايته للمواهب الجديدة، وعدم إضاعة أيّة فرصة أمام كل محاولة واعدة. فهو من علّمني، وأوصلني إلى بلورة معايير ذوقية ونقدية إيجابية ذات قوة دافعة في النقد السينمائي. كما تعلّمت منه التنوع في الأفكار والأساليب والتقنيات ضمن إطار مبدأ عشق السينما. لأمين صالح أيادٍ بيضاء على جيلٍ بأكمله من الأدباء والكتّاب والمخرجين المسرحيين والسينمائيين والفنانين، إذ مكّنهم من إبراز كلماتهم وإبداعهم إلى النور، فأضاء بذلك طريقهم ومهّد السبل أمامهم ليكونوا من المثابرين وعشّاق الكلمة اليوم، وأنا أحدهم. إنّ هذا الوفاء والعرفان الجميل لأنور أحمد وأمين صالح له قيمة كبرى في ميزان الفكر وآفاق موطنه.