Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 27/Oct 20:14

منظومة وطنية مستدامة لعلاج “السكلر”

تواصل مملكة البحرين ترسيخ نهجها الصحي الإنساني عبر تطوير منظومة علاجية متكاملة تُعنى بالأمراض المزمنة الأكثر انتشارًا في المجتمع، وفي مقدمتها داء السكري وفقر الدم المنجلي (السكلر). وتأتي هذه الجهود في إطار الرؤية الوطنية الرامية إلى تحقيق الاستدامة في الخدمات الصحية وضمان حصول جميع المواطنين على العلاج الدوائي والنفسي والاجتماعي بأعلى مستويات الجودة. وفي هذا السياق، أرست وزارة الصحة مناقصة لتوفير العلاج الخاص بمرضى فقر الدم المنجلي بقيمة إجمالية بلغت نحو 819 ألف دينار، في خطوة تعكس حرص الدولة على استمرار توريد الأدوية والمستلزمات الطبية الحيوية دون انقطاع.  وتشمل المناقصة توريد العلاج البيولوجي والمستحضرات الحديثة المعتمدة عالميًا لعلاج “السكلر”؛ بهدف خفض نوبات الألم والمضاعفات المتكررة التي يعانيها المرضى، وضمان انتظام حصولهم على الدواء في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية. ويمثل هذا الإجراء امتدادًا لسلسلة من الخطط الصحية الوطنية التي وضعتها المملكة لتحسين جودة الحياة لذوي الأمراض المزمنة، عبر التوسع في برامج الكشف المبكر، وتعزيز الوعي المجتمعي بأنماط الحياة الصحية، والتعامل المتكامل مع المريض من منظور طبي ونفسي واجتماعي.  كما يجسد هذا التوجه التزام البحرين بمبدأ “الرعاية المستمرة”، الذي يضمن للمريض حصوله على العلاج والمتابعة دون انقطاع، وهو ما ينعكس إيجابا على معدلات الشفاء وتقليل الحاجة إلى التنويم المتكرر في المستشفيات. ويُعد مرض فقر الدم المنجلي من أكثر الأمراض الوراثية شيوعًا في البحرين، إذ تعمل الجهات المختصة على مكافحته عبر منظومة وطنية تشمل برامج الفحص قبل الزواج، والمشورة الوراثية للأسر، إلى جانب الرعاية الطبية المتخصصة للمصابين.  ونجحت المملكة في الأعوام الأخيرة بإدخال أحدث العلاجات الدوائية والعلاج الجيني التجريبي، لتكون من أوائل الدول في المنطقة التي تعتمد تلك التقنيات الحديثة في علاج المرض. وفي موازاة ذلك، تولي البحرين اهتمامًا متزايدًا بمرضى السكري عبر إنشاء عيادات تخصصية في جميع المراكز الصحية، تقدم خدمات التشخيص والعلاج والفحوص الدورية للكشف المبكر عن المضاعفات، مثل اعتلال الشبكية والقدم السكرية. وتعمل برامج وزارة الصحة على تعزيز نمط الحياة الصحي وتشجيع النشاط البدني والتغذية المتوازنة كخط دفاع أول للوقاية من المرض ومضاعفاته. وتتكامل هذه الخطوات مع جهود مستمرة لتطوير البنية التحتية الصحية عبر إنشاء مبانٍ متخصصة لعلاج الأمراض المزمنة، وتوسيع نطاق خدمات الرعاية المنزلية وبرامج الدعم النفسي والاجتماعي، بما يسهم في تقليل الضغط على المستشفيات وتحسين كفاءة النظام الصحي ككل. إن ما تشهده البحرين اليوم من توسّع في المناقصات الدوائية وتحديث نظم العلاج والتأهيل يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو بناء منظومة صحية شاملة قادرة على مواكبة التطور العلمي العالمي، وتوفير بيئة علاجية آمنة تحفظ كرامة المريض وتمنحه الثقة في جودة الرعاية التي يتلقاها.