Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 28/Oct 02:33

السفير الصيني: العلاقات البحرينية الصينية دخلت مرحلة تاريخية جديدة

أكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين ني روتشي، أن بلاده ماضية في مسيرة التحديث الصيني وتعزيز الانفتاح والإصلاح لتحقيق تنمية عالية الجودة تُسهم في انتعاش الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن العلاقات البحرينية الصينية دخلت مرحلة تاريخية جديدة بعد الزيارة الناجحة التي قام بها ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، للصين العام الماضي، والإعلان المشترك مع الرئيس شي جين بينغ عن إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير ني روتشي لدى مشاركته بجلسة البحرين ضمن الحوار العالمي “الابتكار والانفتاح والتنمية المشتركة”، حيث هنأ المشاركين على نجاح الفعالية، معربًا عن تقديره العميق للمتحدثين في الجلسة، وعلى رأسهم شين هايشونغ، على عرضه الشامل لنتائج الجلسة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني. وأوضح السفير بكلمته في الحوار العالمي بالبحرين تحت عنوان “الابتكار والانفتاح والتنمية المشتركة”، أن الجلسة التي اختتمت أعمالها في بكين الأسبوع الماضي، مثّلت محطة مهمة في المسيرة نحو تحقيق الهدف المئوي الثاني؛ إذ شهدت إقرار توصيات اللجنة المركزية لصياغة الخطة الخمسية الخامسة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، التي حددت ستة مبادئ رئيسة وسبعة أهداف تنموية، إلى جانب اثني عشر توجهًا استراتيجيًا رئيسًا ترسم مسار التنمية الصينية في السنوات الخمس المقبلة. وأضاف أن الرئيس شي جين بينغ شدد في كلمته بالجلسة على أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة في ترسيخ أسس التحديث الاشتراكي وصولًا إلى العام 2035، مؤكدًا أن الصين، بقيادة الحزب الشيوعي، ستواصل المضي في طريق التحديث الصيني الشامل، وتطبيق فلسفة التنمية الجديدة بعمق، وتعزيز الانفتاح والإصلاح بما يدعم التنمية عالية الجودة. وأشار السفير ني روتشي إلى أن الصين حققت في فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة إنجازات اقتصادية بارزة؛ إذ تجاوز الناتج المحلي الإجمالي حاجز 130 تريليون يوان، ومن المتوقع أن يبلغ 140 تريليون يوان هذا العام، بزيادة قدرها 35 تريليون يوان في خمس سنوات، فيما ارتقت قدراتها الابتكارية إلى المركز العاشر عالميًا، وارتفع عدد الشركات التكنولوجية الفائقة إلى أكثر من 500 ألف شركة. وذكر أن مبادرة “الحزام والطريق” توسعت لتشمل أكثر من 150 دولة و30 منظمة دولية، بينما اتسعت سياسة الإعفاء من التأشيرات لتشمل 47 دولة، وسجلت زيادة بنسبة 96 % في عدد الزوار الأجانب إلى الصين في العام 2024.  وأكد أن هذه الإنجازات لم تقتصر على ترسيخ أسس التنمية في الصين، بل ساهمت في تعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي في ظل التحديات التي تواجهها الاقتصادات الدولية. وفي سياق العلاقات الثنائية، أشار السفير إلى أن التعاون بين الصين والبحرين يشهد ازدهارًا مستمرًا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية؛ بفضل الرؤية المشتركة لقائدي البلدين، مؤكدًا استعداد بلاده لمواصلة العمل مع البحرين لتعميق التعاون في مختلف المجالات وفتح آفاق جديدة للشراكة الاستراتيجية الشاملة. وفي ختام كلمته، هنأ السفير مملكة البحرين على استضافة دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب، مشيرًا إلى أن الصين أرسلت أكبر وفد مشارك بعد الدولة المضيفة، متطلعًا إلى أن تسهم هذه المشاركة في تعزيز التبادل الرياضي بين الشباب في البلدين، وترسيخ روح الوحدة والتقدم في القارة الآسيوية. كما عبّر عن شكره وامتنانه لجميع الأصدقاء والمؤسسات في البحرين التي تدعم باستمرار تطوير العلاقات الثنائية بين الصين والبحرين، مؤكدًا أن التعاون بين البلدين يقوم على الثقة المتبادلة والرغبة الصادقة في تحقيق التنمية المشتركة. من جانبه، أكد رئيس الجمعية البحرينية الصينية للصداقة جواد الحواج، أن انعقاد الحوار العالمي بعنوان “الابتكار والانفتاح والتنمية المشتركة” في مملكة البحرين، يعكس مكانتها المتقدمة كمنصة للحوار الدولي ومركز يربط بين الشرق والغرب، وبيئة حاضنة للأفكار والمبادرات التي تسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقًا. وقال في كلمته “إن العالم يشهد اليوم تحولات متسارعة تقودها التكنولوجيا والابتكار والاقتصاد الرقمي، ولا يمكن لأي دولة أن تواجه تحديات هذا العصر دون أن تنفتح على العالم بروح التعاون وتؤمن بأن التنمية المستدامة لا تتحقق إلا بالشراكة والتكامل”.  وأشار الحواج إلى أن العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية تمثل نموذجًا رائدًا للعلاقات التي تجمع بين الأصالة والرؤية المستقبلية، موضحًا أن هذه العلاقات تأسست على أسس متينة من الصداقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتطورت لتشمل مجالات متعددة من بينها الاقتصاد والتجارة، والثقافة، والتعليم، والعلوم والتكنولوجيا. وأضاف أن الزيارة التاريخية التي قام بها ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لجمهورية الصين الشعبية، شكّلت محطة محورية في مسيرة التعاون بين البلدين؛ إذ رسّخت الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة والتبادل الثقافي والتعليمي. وأوضح الحواج أن هذه الزيارة التاريخية فتحت آفاقًا جديدة من التعاون القائم على الابتكار والانفتاح، وجسّدت رؤية البحرين الطموحة لتكون شريكًا فاعلًا في مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقتها الصين، بما يعزز التواصل الاقتصادي والثقافي بين آسيا والشرق الأوسط والعالم. وأكد أن ملك البلاد المعظم شدّد في الزيارة على إيمان البحرين العميق بأن التعاون الدولي القائم على الثقة المتبادلة هو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية المشتركة والازدهار المستدام، مشيرًا إلى أن الجمعية البحرينية الصينية للصداقة والأعمال تعمل على ترجمة توجيهات القيادة الحكيمة إلى مبادرات عملية تعزز التعاون بين رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين، وتوفر منصات للتبادل التجاري والثقافي وتشجع الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب. وأضاف أن الجمعية تركز على دعم المشاريع التي تجمع بين التكنولوجيا الصينية المتقدمة والخبرة البحرينية في مجالات الخدمات والتمويل؛ لتحقيق تكامل اقتصادي مثمر يخدم أهداف التنمية المستدامة لكل من البحرين والصين. وشدد على أن الابتكار هو لغة العصر التي توحد الشعوب حول الإبداع والإنتاج، وأن الانفتاح هو الجسر الذي يربط الأمم ويقرب الثقافات، وأضاف أن التنمية المشتركة هي الهدف الذي نسعى إليه جميعًا لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وعدلًا للأجيال المقبلة. واختتم كلمته مؤكدا التزام الجمعية بمواصلة العمل كمنصة للتعاون والتواصل بين البلدين، وتوسيع مجالات الشراكة لتشمل قطاعات جديدة مثل الاقتصاد الأخضر، والذكاء الاصطناعي، والسياحة المستدامة، والتعليم التكنولوجي، بما يعزز الازدهار المشترك ويعمق روابط الصداقة بين الشعبين الصديقين.