Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 28/Oct 02:10

ليلة سطو “ثلاثي” تنتهي بأحكام رادعة

في مشهد يعيد تفاصيل ليلة تحولت فيها السرقة إلى اعتداء عنيف، نظرت محكمة الاستئناف العليا في طلب الاستئناف المقدم من ثلاثة متهمين صدر بحقهم حكم ابتدائي قضى بسجن اثنين منهم لمدة ثلاث سنوات لكل منهما، وحبس الثالث سنة واحدة، بعد إدانتهم بسرقة أسطوانة غاز من أحد المباني السكنية، والاعتداء على عامل البناية بالضرب والتهديد بواسطة عصا معدنية، وسرقة مقتنياته الشخصية، وقد حددت المحكمة جلسة 30 نوفمبر الجاري للنطق بالحكم في القضية. وتبدأ خيوط الواقعة عندما كان المتهمون الثلاثة يتجولون في إحدى المناطق بسيارة يقودها المتهم الثالث، بينما راودت فكرة السرقة المتهم الثاني الذي اقترح على رفيقيه التوجه إلى أحد المباني لسرقة أسطوانة غاز، لم يتردد الآخران في الموافقة، وانطلقت السيارة نحو الهدف في ساعة متأخرة من الليل. وصل الثلاثة إلى مبنى سكني هادئ، ترجلوا من المركبة وتسللوا خلسة عبر سور المبنى، في خطة محكمة نفذوها بخطوات حذرة، وبعد دخولهم، شرعوا في فك صمامات ثلاث أسطوانات غاز مملوكة لإحدى الشركات، استعدادًا لنقلها خارج المكان، لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن أصواتهم المريبة لفتت انتباه حارس الأمن، الذي خرج من غرفته مستفسرًا عن مصدر الضجيج. فوجئ الحارس بأحد المتهمين يصرخ في وجهه بعنف ويأمره بالصمت، فارتبك الرجل وعاد مسرعًا إلى غرفته، لكن الهلع لم يكن كافيًا لإبعاده عن الخطر، إذ لحق به المتهمان الأول والثاني إلى الداخل، كان الأول يحمل عصا معدنية، رفعها مهددًا بها الحارس، وأمره بعدم الحركة، وبالرغم من محاولات الحارس التزام الهدوء، انهال عليه المعتدي بثلاث ضربات متتالية استقرت على كتفه مسببة له ألمًا حادًّا. بعدها، بدأ المتهمان بتفتيش الغرفة بعشوائية، يبحثان عن أي شيء ذي قيمة، فاستوليا على محفظة النقود وسحبا منها 10 دنانير، إضافة إلى هاتفه المحمول، ثم غادرا المكان بعد أن استوليا حتى على العصا التي استخدماها في التهديد. وفي الخارج، كان المتهم الثالث ينجز دوره في الجريمة، إذ قام بحمل أسطوانة الغاز ووضعها داخل صندوق السيارة استعدادًا للهروب، وفي دقائق معدودة اكتملت عملية السرقة تحت التهديد، وفر الجناة تاركين الحارس المصاب خلفهم. لاحقًا، قام المتهمون ببيع الأسطوانة المسروقة مقابل 25 دينارًا، تقاسموا المبلغ فيما بينهم وأنفقوه، وكأنّ شيئًا لم يكن، غير أن خيوط الجريمة لم تبق طويلًا في الظل، إذ تمكنت الجهات الأمنية من تحديد هوياتهم وإلقاء القبض عليهم جميعًا. وبعد إحالتهم إلى المحكمة، أصدرت الأخيرة أحكامًا رادعة بحقهم، قبل أن يتقدموا بطلب استئناف لإعادة النظر في العقوبة، وبينما ينتظر المتهمون مصيرهم، يبقى الحارس شاهدًا على ليلة امتزج فيها الطمع بالعنف، وانتهت بجريمة أودت بأصحابها إلى قفص الاتهام في انتظار كلمة العدالة في الجلسة القادمة.