Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 31/Oct 21:40

جميل الجشي وجه الرياضة الآسيوية

^وُلد جميل جواد الجشي في المنامة عام 1938، في زمنٍ كانت فيه البحرين تخطو خطواتها الأولى نحو التعليم النظامي وبناء مؤسساتها الحديثة. منذ سنوات دراسته المبكرة، كان يحمل طموحًا يتجاوز حدود الجغرافيا الصغيرة التي نشأ فيها، فاختار طريق العلم ليكون بوابته إلى خدمة وطنه. تخرّج من القسم التجاري بالمدرسة الثانوية عام 1954، ثم واصل دراسته العليا في كلية التجارة بجامعة القاهرة، وتخرج عام 1959، ليصبح أول بحريني يحصل على درجة البكالوريوس في التجارة، وهو إنجاز وضعه في طليعة جيلٍ جديد من الكفاءات البحرينية المتعلمة التي مهدت لتأسيس الإدارة الحديثة في البلاد. عاد الجشي إلى الوطن ليبدأ مسيرة مهنية حافلة، فعُيّن مدرسًا في القسم التجاري بالمدرسة الثانوية، قبل أن يتدرج في السلك التعليمي حتى أصبح مديرًا مساعدًا للقسم التجاري نفسه، حيث أسهم في تخريج دفعات من الشباب البحريني المؤهل في مجالات الاقتصاد والإدارة. وفي مطلع السبعينيات، انتقل إلى العمل العام، فالتحق بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ليواصل دوره في خدمة التنمية الوطنية في مرحلة بناء الدولة الحديثة. لم يكن جميل الجشي إداريًا فحسب، بل كان أيضًا رياضيًا شغوفًا. فقد تعلّق بكرة القدم منذ سنوات دراسته في القاهرة، وكان من أبرز مؤيدي نادي الزمالك المصري، وهو عشقٌ ظلّ يرافقه حتى بعد عودته إلى البحرين. هذا الشغف تحوّل إلى مسؤولية، إذ أصبح أحد أبرز الشخصيات الإدارية في الرياضة البحرينية. شغل الجشي عضوية المجلس الأعلى للشباب والرياضة منذ تأسيسه، كما كانت له بصمات واضحة في المجال الرياضي الإقليمي، إذ تولى عدة مناصب بارزة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، من بينها عضو اللجنة التنفيذية، ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي، ورئيس اللجنة القانونية، وعضو لجنة العلاقات الدولية، ليصبح أحد الوجوه البحرينية التي تركت أثرًا بارزًا في مسيرة الرياضة الآسيوية. رحل جميل جواد الجشي عن الدنيا في 18 يوليو 1991، بعد مسيرةٍ زاخرة بالعطاء والريادة، ناعيةً إياه الأوساط الرياضية في البحرين ودول الخليج العربي والاتحادات العربية والآسيوية، تقديرًا لدوره الرائد في خدمة الرياضة والتعليم والعمل الاجتماعي. بقي اسم جميل الجشي شاهدًا على جيلٍ من الرواد الذين حملوا البحرين إلى الساحات الدولية بعلمهم واجتهادهم، وجعلوا من الإخلاص والإنجاز طريقًا وميراثًا للأجيال التي جاءت بعدهم.