Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 31/Oct 00:16

كيفية الاحتفال بمهرجان ديوالي للأضواء في 31 أكتوبر

يُعد ديوالي، أو مهرجان الأضواء، أحد أكثر المناسبات الهندية بهجة وإشراقًا، وهو احتفال عالمي يحتفي بانتصار النور على الظلام والخير على الشر. يُقام هذا العام في 31 أكتوبر، ويُعتبر فرصة سنوية للتأمل والتجدد الروحي والاجتماعي. تمتد جذور المهرجان في عمق الثقافة الهندية، لكن سحره تجاوز الحدود الجغرافية، ليصبح احتفالًا عالميًا يجمع العائلات والأصدقاء في أجواء من البهجة والتسامح. سواء كنت في الهند أو خارجها، فإن ديوالي يمثل لحظة للتواصل مع الذات ومع الآخرين عبر طقوس تفيض بالمعنى والجمال. التحضيرات تبدأ بالنظافة والزينة يبدأ الاستعداد لديوالي قبل أيام من موعده، حيث يعتبر التنظيف طقسًا أساسيًا ومقدسًا، إذ يُعتقد أن الإلهة "لاكشمي" – إلهة الثراء والبركة – تزور البيوت النظيفة والمضيئة لتمنحها الرخاء في العام الجديد. لذلك، تُنظَّف المنازل بعناية، وتُرتَّب الأثاث، وتُزيَّن الجدران والواجهات بالألوان المبهجة. بعد التنظيف، تأتي مرحلة الزينة، فتُستخدم الزهور الطبيعية والفوانيس الورقية وأضواء "الديا" الزيتية التي تملأ المكان بسحر خاص. كما تُرسم أشكال فنية تُعرف باسم "رانغولي" أمام الأبواب باستخدام مساحيق الألوان، وهي ترمز إلى الترحيب بالنور وطرد الطاقة السلبية. هذا الجانب التحضيري لا يهدف فقط إلى الجمال الظاهري، بل يخلق أيضًا شعورًا بالصفاء الداخلي والانفتاح على عام جديد مفعم بالأمل. الطقوس الدينية والاحتفالات العائلية تبدأ احتفالات ديوالي عادة بصلوات خاصة تُقام في المساء داخل المنازل والمعابد، وتُخصص للإلهة لاكشمي والإله غانيشا، إله الحكمة والبدايات الجديدة. يوقد أفراد الأسرة المصابيح الصغيرة، وتُتلى الترانيم الدينية في أجواء يغمرها الهدوء والاحترام. بعد ذلك، يتحول المشهد إلى احتفال اجتماعي بهيج؛ حيث تُقدَّم الحلويات التقليدية مثل "جولاب جامون" و"بارفي" و"لادو"، وتُوزع الهدايا بين الأقارب والأصدقاء. كما تُنار الشوارع بالمصابيح والألعاب النارية التي تضيء السماء في مشهد خلاب يرمز إلى انتصار النور الأبدي. وفي الهند الحديثة، أصبحت بعض المدن تنظم مهرجانات عامة تضم عروضًا فنية وموسيقية ومواكب ثقافية تعكس روح التعدد الهندي الغني. ديوالي في العالم: احتفال بالضوء عبر الثقافات انتقل ديوالي من كونه مهرجانًا هنديًا إلى مناسبة عالمية تُحتفل بها في مدن عديدة مثل لندن، دبي، نيويورك، وسنغافورة. ففي لندن مثلًا، يتحول ميدان ترافالغار إلى مركز ضخم للاحتفال يجمع آلاف الزوار من مختلف الخلفيات الثقافية، بينما تزين المتاجر والشوارع بالأضواء الهندية التقليدية. في الولايات المتحدة، يُحتفل بديوالي في الجامعات والمؤسسات الكبرى كرمز للتنوع الثقافي، وتُقام فعاليات خيرية خلاله تجمع المجتمعات الهندية مع غيرها. وفي الإمارات، بات المهرجان حدثًا سنويًا ينتظره المقيمون للاحتفاء بالتسامح والتعايش بين الثقافات. ديوالي ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو فلسفة حياة تدعو الإنسان إلى البحث عن النور الداخلي وإشعاله في وجه ظلمات الخوف والأنانية واليأس. إنه وقت للتأمل، والتصالح، والعطاء، وفرصة لتذكير النفس بأن الخير لا يفقد بريقه مهما اشتد الظلام. وبينما تتلألأ الأضواء في ليلة ديوالي، يتجدد الأمل بأن العالم – مهما تنوعت لغاته وثقافاته – يجتمع دائمًا حول فكرة واحدة: النور أقوى من الظلام. تم نشر هذا المقال على موقع سائح